ما قبل وبعد المواجهة

حوار خبير عسكري يكشف لـ "زوايا": التفاصيل العسكرية لمعركة جنين

تصدي المقاومة للاحتنلال بجنين
تصدي المقاومة للاحتنلال بجنين

كشف الخبير العسكري اللواء واصف عريقات تفاصيل معركة جنين بين الشباب المقاوم وقوات الاحتلال الاسرائيلي، وتكتيك المقاومة وتحضيرات جيش الاحتلال العسكرية والاستخبارية، وتأثير المواجهة على جنين وباقي مدن الضفة الغربية، التفاصيل في الحوار التالي:

س/ ما الجديد في معركة جنين من طرف المقاومين ومن طرف الاحتلال.

ج/ من طرف الاحتلال كان هناك حشد مزيد من قوات النخبة ما يسمى وحدة بي ليقز ولواء جولاني، وحدة عوكتس، وحدة الكلاب المزودة بالكاميرات، وحدة غيلان، وحدة يعلون الهندسية، لواء النحال، و دوفدفان.

كان هناك طائرات الاباتشي المسيرة وطائرات اكسكسين كانت بالجو لحمايتها مائة وخمسين الية مصفحة "لواء دبابات" كان منتشر في المنطقة على أهبة الاستعداد في انتظار اشارة التدخل إذا ما اقتضى الامر، فبالتالي نحن امام تضخيم لحجم القوات الاسرائيلية، ربما يكون عشر اضعاف ما كانت عليه بالسابق.

من جانب المقاومة الفلسطينية كان هناك تكتيك استخدم ببراعة من المقاومين تمكنوا من الانتشار في محيط المخيم في اللحظات الاولى من اقتحام المخيم وهذا طبعا من مبادئ حرب العصابات حيث يفضل ان لا تواجه عدوك وفي ذروة قوته بل واجهه في حالة الضعف وفي حالة الانقسام، انتظروا واستنزفوا القوات الاسرائيلية لمدة اربعة وعشرين ساعة، وحينما قدروا ان الجنود الاسرائيليين قد انهكوا وتعبوا وتدنت معنوياتهم انقضوا عليهم بعمليات سواء كان على صعيد الاشتباك "اشتباك بالأسلحة الخفيفة. وبالعبوات الناسفة واسقاط المسيرات" يعني كان هناك اسقاط لأربع مسيرات كان هناك قتل لجندي اسرائيلي وجرح جندي اخر باعتراف اسرائيل، انفجرت العبوات الناسفة بالأليات شوهدت اليات محمولة على الناقلات، فبالتالي كان هناك انجاز للمقاومين الفلسطينيين.

اقرأ/ي أيضاً: وحدة السّاحات ومعركة جنين.. لماذا لم تتدخل مقاومة غزة بشكل مباشر؟

نتحدث عن قوة اعدت لمواجهة جبهة تمتد الى عشرين كيلو وليس كيلو متر واحد، يعني اللواء زائد ألف وميتين جندي، في العمل العسكري يوضع لمواجهة جبهة عشرين كيلو متر وليس كيلو متر واحد.

بالتالي المقاومة الفلسطينية استطاعت ان تواجه هذا الحجم الكبير من القوات الاسرائيلية وان يوقع فيها خسائر، وان يؤكد على هزيمته، هناك في الداخل الاسرائيلي يقولون العملية استعراضية وهي عبارة عن حبة مسكن للجبهة الداخلية وللمعارضة، بالتالي اسرائيل تعترف بفشل العملية.

طبعا اسرائيل لم تحقق أيا من الاهداف سوى التخريب التدمير وهدم البيوت وحرق المحلات التجارية، واضح انه هي حرب شاملة ضد الشعب الفلسطيني لا علاقة لها في البنية التحتية للمقاومة، هم دمروا البنية التحتية للحياة. في مخيم جنين، بنية المقاومة لم تتأثر كثيرا بالعكس انسحبوا وكان انسحابهم في ظل الطلقات الفلسطينية، يعني كان هناك اشتباك مع الوحدات التي كانت منسحبة، وهذا طبعا يضرب معنويات الجنود الاسرائيليين.

س/ كيف سيتعامل الاحتلال في ضوء نتائج المعركة؟

ج/ الاحتلال يقول انه سيكرر هذه العمليات والاعتداءات الاسرائيلية لن تتوقف حتى الأن هي مستمرة ولكن بوتيرة مختلفة ومتنوعة، احيانا تزداد تضعف ولكن لن تتوقف، لم تتوقف في كل يوم فيه عدوان اسرائيلي ولكن يختلف كل عدوان عن الاخر بحجمه بالجرائم التي ترتكب.

س/ كيف يمكن ان يتطور اداء المقاومين؟

المقاوم لم يتدرب في ميادين التدريب الكلاسيكية كما الجيوش، ولا يوجد لديه الامكانيات، اضافة الى انه السلاح الذي يملكه هو سلاح تجميع وليس سلاح مستورد من مصانع خصيصا له، فبالتالي امكانياته متواضعة ولكن يستخدم هذه الامكانيات بالعقل الثوري، هذه ميزة المقاوم الفلسطيني، وايضا هو يبرع في معركة العقول والادمغة، حينما نتحدث عن عدوان اسرائيلي واسع كما جرى في مخيم جنين. تم التحضير له عبر سنة كاملة باعتراف اسرائيل، يعني سنة كاملة بعمليات اقتحام لعديد من المواقع، وهناك خطط ايضا تم تنفيذها.

على سبيل المثال كسر الامواج وجز العشب، طنجرة الضغط. هذه استمرت أكثر من سنتين، فبالتالي هذا كله كان تمهيد للعدوان واجتمعوا عشر أيام قبل البدء بالعدوان كقيادة سياسية وكقيادة عسكرية ومع كل ذلك فشل العدوان.

وبالتالي نحن نتحدث وهذا كله يحسب للمقاومة الفلسطينية ويحسب للشعب الفلسطيني الذي يحتضن هذا المقاوم.

س/ ما هي دلالات استخدام سلاح الجو في المعركة؟

ج/ اولاً هو الخوف من مواجهة المقاومة الفلسطينية وجها لوجه، ارادوا ان يشحنوا معنويات الجنود الاسرائيليين لأنه كان لهم تجربة ربما أدخلت الرعب في قلوبهم في العملية التي حدثت قبل العيد منذ اسبوعين حينما تم اعطاب سبع اليات من نوع النمر، واجبر الجنود الاسرائيليين على الترجل، ووقعوا في كمائن للمقاومين الفلسطينيين، فبالتالي تدنت معنوياتهم.

كانوا يريدون من خلال هذا الحشد الكبير ان يحققوا اهدافهم خلال اربعة وعشرين ساعة او اقل من ذلك بكثير وينسحبوا، ولكن ما واجهوه من تكتيكات مقاومة واستنزافه لمدة اربعة وعشرين ساعة ومن ثم الانقضاض عليهم أطالت أمد القتال وكان هناك خسائر في صفوفهم، فبالتالي هذه ستخدم المقاومة الفلسطينية لأنه مزيد من التدريب له وهذه طبعا عبارة عن مناورات ميدانية. تدريب ميداني على ارض الواقع يستفيد منه المقاومة. وتعطيه شحنة معنويات وقدرة على المواجهة للأفضل. ودروس وعبر يعني بالتأكيد سيكون هناك استفادة، أين أصبنا واين اخطأنا؟ هناك نقاط قوة عندنا ، نتجنب نقاط الضعف، نستثمر القوات نقاط القوة. كذلك نستثمر نقاط ضعف العدو. انا بتقديري هذه يعني نحن نتألم لارتقاء شهيد ولكن هذا ثمن المرابطة في ارض الرباط.

س/ هل تتوقع ان تتطور إطلاق الصواريخ من الضفة؟

ج/ الجغرافيا الفلسطينية في الضفة الغربية تختلف عن قطاع غزة، لاحظ انه أحد الاسباب التي دفعت الجيش الاسرائيلي لاقتحام المخيم بهذا الحجم اتهمهم للمقاومين انه المخيم أصبح فيه مصانع، فيه ورشات، ورشات تسليح، ومصانع صواريخ.

اقرأ/ي أيضاً: صحيفة إماراتية: "نتنياهو" يريد سلطة تعمل وكيلا أمنيا لإسرائيل

من الصعب على إسرائيل قبول هذا الواقع كما هو في قطاع غزة حيث هناك مساحة فيها قدرة على المناورة، فيها قدرة تحت الارض وبعيدة عن انظار اسرائيل وبعيدة عن انظار الاستخبارات والمخابرات الاسرائيلية، أما في الضفة الغربية صعب.

ولكن اذا ما اخذت في سياق معركة العقول والادمغة ومن اجل التأثير على معنويات الاسرائيليين انا بتقديري لا بأس ان يتم الحديث عنها.

س/ ما تقييمك لأداء العبوات الناسفة؟

ج/ رغم بدائيتها ولكنها كان لها فعالية يعني في المرات السابقة حينما وضعت عبوة اربعين كيلو جرام كان تأثيرها كبير على ناقلة الجند من نوع النمر وهي تعتبر مصفحة، بالتالي كان هناك مجال لاستخدام مثل هذا الحجم.

يبدو هذه المرة لم يكن هناك مجال لاستخدام هذا الحجم استخدمت عبوات اقل منها ربما واقل فعالية لذلك اثرت على بعض الاليات الاسرائيلية.

س/ هل يمكن ان تصل قدرات جنين الى المدن الاخرى برأيك؟

ج/ هي وصلت وموجودة، بالتأكيد المقاومة موجودة في كل المدن، ولكن انا بتقديري الاعلان عنها او السلوك نفسه حتى الان لم يظهر لأنه إذا لم يقع عدوان في تلك المناطق ستبقي كامنة.

س/ كيف ترى الدعوات لدخول عناصر السلطة الى جانب الشباب المقاوم بالمدن او بمدينة جنين؟

ج/ هذا يحتاج الى موقف جماعي، موقف من السلطة الفلسطينية والاتفاق على استراتيجية وطنية، دخول الجندي من قوات الامن الوطني ليس سهلا كما هو المقاوم، لاحظ الفرق ما بين عمل فردي وما بين عمل يتبناه فصيل، بالتالي اذا ما ارادت السلطة ان تتبنى هذه المشاركة فهذا موقف سياسي يحتاج الى اجماع اولاً وانهاء الانقسام لأخذ القرار لأن القرار ليس سهل.

للاستماع إلى المقابلة اضغط هنا

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo