تتمسك بمبادرة السلام

إعلامي لبناني: الدول العربية ترفض فصل "حل الدولتين" عن أجهزة التنفس

المبادرة العربية
المبادرة العربية

أكد "طوني فرنسيس" الإعلامي والمحلل السياسي اللبناني أن "إسرائيل" تجاهلت كافة الدعوات إلى تسوية سلمية عادلة تلامس جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، معتقدة أن التركيز على المواجهة مع المشروع النووي الإيراني، وعلاقات السلام مع العالم العربي، يمكنها من القفز فوق "القضية المركزية العربية في فلسطين".

وشدد خلال مقاله له على أن الدول العربية لا زالت متمسكة بمبادرتها للسلام التي أطلقتها عام 2002، في قمة بيروت، وعادت وأكدت عليها خلال قمة جدة الأخيرة التي استضافتها السعودية.

ورأى "فرنسيس" أن حل الدولتين يبقى في طليعة تلك الدول وعلى رأسها أمريكا الذي تتمسك به، بالرغم من إيلائها اهتماماً بأولوية التهدئة وعلاقات "إسرائيل" مع العالم العربي.

وتطرق الصحفي اللبناني إلى واقع دولة الاحتلال بعد مرور 56 عاما، على حرب حزيران/ 67، وأشار إلى ما كتبته السياسية الإسرائيلية "زهافا غلئون" عبر مقالة لها في صحيفة هآرتس عندما قالت:" نحن لسنا دولة محتلة، بل احتلال له دولة، فالاحتلال مشروعنا الوطني الأكبر، وهو يستمر منذ فترة طويلة جداً".

اقرأ/ي أيضاً: ترجمة خاصة الاخبار : هجوم البيبيست المضاد في تقدم

وقال إن "إسرائيل" بدأت بعد 56 سنة على انتصارها الكاسح في يونيو دولة مفككة وغير واثقة، سياستها الوحيدة إدارة الظهر للقرارات الدولية الخاصة بحقوق الشعب الفلسطيني، ومواصلة سياسة الاستيطان وقضم الأراضي وأحدث مشاريعها في هذا المجال سيؤدي في حال تنفيذه إلى فصل شمال الضفة عن جنوبها.

وأضاف أن النقاشات والتحليلات التي تشهدها "إسرائيل" هذه الأيام فريدة من نوعها، تبدأ من الخلافات حول إصلاح القضاء، ولا تنتهي في أخطار الساحات المفتوحة ضدها مروراً بالمشروع النووي الإيراني والخلاف مع الإدارة الأميركية وصولاً إلى حروب غزة المستعادة والتوتر المتصاعد في الضفة.

وأوضح الكاتب اللبناني أن هناك شعور بالاختلال وعدم اليقين يلازم بعض النخبة الإسرائيلية منذ مجيء الحكومة اليمينية الحالية التي تضم رموزاً متطرفة في عدائها العنصري للعرب، وشقت المجتمع الإسرائيلي إلى نصفين متناقضين بسبب عزمها على تنفيذ مشروعها لـ"الإصلاح القضائي".

وكشف "فرنسيس" عن وجود بعض الأصوات في "إسرائيل" على وقع التأزم الحاصل إلى المناداة بدولة واحدة، فيما ذهب قادة التطرف الحكومي إلى دعوات وممارسات تصل إلى حد التطهير العرقي، وبين الرؤيتين عاد إلى الواجهة من يقول بحل الدولتين والمبادرة العربية.

وكان الصحافي الإسرائيلي "جدعون ليفي" أكد في نهاية مايو الماضي، موت حل الدولتين على يد نتنياهو الذي وضع المجتمع الإسرائيلي أمام الاختيار بين "الأبرتهايد" و"نكبة ثانية" وبين دولة ثنائية القومية ذات حقوق متساوية.

وبين الإعلامي اللبناني أن الصوت الأقوى في "إسرائيل" لا يزال لمصلحة سياسات الاحتلال والفصل والاستيطان في مناخات ضاغطة أكثر من أي وقت، تستفيد منها المجموعة الحاكمة لإعلاء صوت الاستعداد لحروب في الشمال والجنوب وعلى كل الجبهات.

اقرأ/ي أيضاً: هذا ما يحصل مع عمال غزة في المعبر وداخل إسرائيل

وأضاف أن "إسرائيل" لا زالت ترفض مبادرة السلام العربية وتتجاهلها، حيث يسعى رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" إلى استبدال الحل الفلسطيني بالسلام مع الدول العربية، وخاصة السعودية التي أكدت تمسكها بالمبادرة العربية للسلام كشرط لإقامة علاقات مع "إسرائيل".

وهنا ترى صحيفة "هآرتس" العبرية أن حل الدولتين لم يمت، وأن زعماء "إسرائيل" من اليمين المتطرف وحتى اليسار أدخلوه إلى حال التخدير والتنويم، فيما يرفض زعماء الدول العربية فصله عن "أجهزة التنفس".

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo