تتعامل مهم كحيوانات

الأفارقة في "إسرائيل".. ممارسة التمييز العنصري المنظم بأبشع صوره

الأفارقة في "إسرائيل"
الأفارقة في "إسرائيل"

يومًا بعد يوم تتكشف النزعات العنصرية المعششة في أوساط المجتمع الإسرائيلي بكافة أطيافه، وتكشف عن الكراهية والتمييز العنصري، والاستحواذ الديموغرافي المقترن بغاية الحفاظ على الطابع اليهودي للدولة العبرية، بعيدًا عن الانسانية والأخلاق.

سياسة تفرقة بحق أولاد طالبي اللجوء إلى دولة الاحتلال من الأفارقة والعمال الأجانب

حيث كُشف النقاب مؤخرًا عن تواطؤ بلدية "تل أبيب" مع وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية في اتباع سياسة تفرقة بحق أولاد طالبي اللجوء إلى دولة الاحتلال من الأفارقة والعمال الأجانب.

ويهدف هذا المنهاج التعليمي على نحو محدّد إلى تأهيل تلامذته من بين أولاد طالبي اللجوء والعمال الأجانب لإكمال حياتهم خارج حدود "إسرائيل".

اللاجئين الأفارقة داخل "إسرائيل" يتعرضون منذ أكثر من عقد لحملة مسعورة تقودها الحكومة الإسرائيلية

وهنا يؤكد "أنطوان شلحت" الكاتب الفلسطيني والباحث في الشؤون الإسرائيلية في مقال له أن اللاجئين الأفارقة داخل "إسرائيل" يتعرضون منذ أكثر من عقد لحملة مسعورة تقودها الحكومة الإسرائيلية.

اقرأ/ي أيضاً: كُتاب أمريكيون: عودة "نتنياهو" رسخت واقع "الدولة الواحدة"

وأضاف "شلحت" أن رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" يحاول إيهام الرأي العام بأنه عند الانتهاء من طرد هؤلاء اللاجئين عن بكرة أبيهم، ومنع وصول المزيد منهم عبر الحدود مع مصر، ستصبح دولة الاحتلال نظيفة من الجرائم والأمراض والضائقة الاقتصادية الاجتماعية.

تتعامل معهم القوى السياسية من اليمين والوسط، كما لو أنهم حيوانات، لمجرّد كونهم "غير يهود".

وفي السياق تشير تقارير تصدر تباعاً عن "مركز مساعدة العمال الأجانب" رصداً لمظاهر التحريض العنصري وجرائم الكراهية والتمييز ضد طالبي اللجوء الأفارقة خلال الفترة التي تفاقمت فيها هذه المظاهر، حيث تتعامل معهم القوى السياسية من اليمين والوسط، كما لو أنهم حيوانات، لمجرّد كونهم "غير يهود".

مرض التطرّف القومي النفساني المتفشي في إسرائيل

كما أشارت صحيفة "هآرتس" العبرية في افتتاحيها مؤخرا إلى مرض التطرّف القومي النفساني المتفشي في إسرائيل، وعدم استعداد الدولة لأن تحتوي بداخلها ولو نسبة ضئيلة من الأجانب مثل أي دولة طبيعية ولأن تفي بالتزاماتها بموجب القانون الدولي حيال طالبي اللجوء.

وأكد الكاتب الفلسطيني "شلحت" أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي ترفض أن تمنح مكانة لاجئ لأي كان، كما أنها غير مستعدة على الإطلاق لتحديد أي سقف يتعلق بعدد اللاجئين الذين يمكنهم العيش فيها، وترفض التعاون مع أي جهة من أجل حلّ مشكلة هؤلاء اللاجئين.

اقرأ/ي أيضاً: وزير أردني سابق: ضعف السلطة تحول إلى عبء على المصالح الأردنية

وتدرك "إسرائيل" أن القانون والمواثيق الدولية بما في ذلك ميثاق حقوق الطفل، وكذلك المعايير الأخلاقية المعمول بها في العالم، تلزمها بأن تهتم بأولاد المهاجرين الأفارقة، لكنها تحاول التحايل على العالم وعلى الأخلاق.

"إسرائيل" تقوم بطرد المتسللين الأفارقة من دون أن تفحص نهائياً طلبات لجوئهم

وأوضح "شلحت" أن "إسرائيل" تقوم بطرد المتسللين الأفارقة من دون أن تفحص نهائياً طلبات لجوئهم، بما يتناقض مع نصوص معاهدة اللاجئين الدولية الموقعة عليها.

كما تشير التقارير إلى أن اللغة التي يستخدمها صنّاع القرار في إسرائيل، لدى الحديث عن هؤلاء اللاجئين، تنزع عنهم إنسانيتهم وتصوّرهم كتهديد داهم، وأنهم "غزاة" و"قنبلة موقوتة" و"تهديد وجودي".

يذكر أن "نتنياهو" قال خلال خطاب له في شهر أيار 2012 إن ظاهرة اللاجئين الأفارقة خطرة للغاية، وهي تهدد الأمن القومي والهوية القومية.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo