بالعودة إلى عملية "ميونخ"..

كارنيغي: "إسرائيل" روجت الأكاذيب لتبرير الاغتيالات بحق الفلسطينيين

انتشار جيش الاحتلال بالضفة الغربية
انتشار جيش الاحتلال بالضفة الغربية

شكك "مايكل يونج" مدير تحرير في مركز "مالكوم كير– كارنيغي" للشرق الأوسط في الروايات التي تروجها "إسرائيل" لتبرير الاغتيالات الانتقامية التي تنفذها ضد الفلسطينيين.

وتزامنًا مع ما شهده قطاع غزة من غارات إسرائيلية تحت ذريعة ما تشكله القاعدة العسكرية للمقاومة من خطر على أمن "إسرائيل"، تطرق الكاتب في مقال له للاغتيالات التي نفذّتها "إسرائيل" ردا على مجزرة الألعاب الأوليمبية في ميونخ خلال العام 1972، حين أقدم مسلّحون فلسطينيون ينتمون إلى مجموعة "أيلول الأسود" على احتجاز رياضيين إسرائيليين رهائن لديهم وقتل إحدى عشرة رهينة منهم.

وأشار الكاتب إلى أن النسخة المتداولة عن المأساة، تقول إن المسئولين الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل انتقامًا للعملية كانوا جميعهم مذنبين بالتورّط فيها، وأبرزهم "حسن سلامة" الذي اغتاله جهاز الموساد في يناير 1979 في بيروت، إضافةً إلى ثلاثة مسؤولين في منظمة التحرير الفلسطينية تم قتلهم في لبنان في أبريل 1973، وهم "كمال عدوان، وكمال ناصر ومحمد يوسف النجار".

اقرأ أيضاً: تعليق مساعدات إنسانية بالقطاع تنذر بأوضاع مأساوية

ويضيف:" هذه الرواية تعرّضت للتشكيك عام 1999، حين قام "محمد داود عودة"، المعروف باسمه الحربي "أبو داود"، بنشر مذكراته بالتعاون مع صحافي فرنسي، أكد خلالها أنه هو مَن نظّم عملية ميونخ، وليس "حسن سلامة".

استهدفت جميعها أشخاصًا لا علاقة لهم بما حلّ بالرياضيين.

وتابع:" إذا اقتنعنا برواية "أبو داوود"، فهذا يعنى أن الاغتيالات الإسرائيلية التي نُفِّذت بعد "ميونخ"، استهدفت جميعها أشخاصًا لا علاقة لهم بما حلّ بالرياضيين.

كان الدافع وراء عمليات الاغتيال وقائع لا صلة فعلية لها بما جرى في ميونخ

وقال "مايكل يونج" إذا كان الإسرائيليون مدركين لهذا الالتباس، فربما كان الدافع وراء عمليات الاغتيال وقائع لا صلة فعلية لها بما جرى في ميونخ، ولكنهم لتبرير ارتكابهم لها تذرّعوا بالثأر لعملية ميونخ.

وصوّر الإسرائيليون "اغتيال سلامة" بعد ست سنوات على أنه الفصل الأخير في حملة الاغتيالات الإسرائيلية التي نُظمّت انتقامًا لعملية ميونخ.

وكشف "رونين بيرغمان" الصحافي الإسرائيلي، في كتابه (قُم واقتل أولًا: التاريخ السري لاغتيالات إسرائيل المركزة)، أن عددًا من الأشخاص الذين عملوا مع "سلامة" نفوا هذا الاتّهام بشدة، وألمحوا إلى أن السبب الحقيقي وراء تصفيته قطع الصلة بينه وبين شخصية مهمة في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، حينها "روبرت كلايتون أيمز".

وأشار الكاتب "مايكل يونج" إلى أن اغتيال "سلامة" لم يكن مرتبطًا بالإرهاب على الإطلاق، بل محاولة معيبة أخلاقيًا من الإسرائيليين لحرمان الفلسطينيين من قناة اتصال مباشرة مع واشنطن، ومع ذلك تمسّكت "إسرائيل" بحجة أن الاغتيال هدف إلى الثأر لعملية "ميونخ".

فلا بدّ من طرح أسئلة جادّة حول ذنب الآخرين الذين قُتلوا تحت راية الثأر لعملية ميونخ؟!

وتساءل في ختام مقاله إذا استُخدمت عملية ميونخ كغطاء لتبرير اغتيال "سلامة"، فلا بدّ من طرح أسئلة جادّة حول ذنب الآخرين الذين قُتلوا تحت راية الثأر لعملية ميونخ؟!، وهذا يساعدنا في معرفة ما إذا كانت الاغتيالات الانتقامية التي نفذّتها إسرائيل دقيقةً أو أخلاقيةً بالفعل كما صوّرها كُثر.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo