من داخل سجنه..

"أحمد سعدات": الانفجار الشامل قادم

احمد سعدات
احمد سعدات

أكد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير أحمد سعدات أن الأوضاع التي تشهدها الأراضي المحتلة اليوم تشكل مقدمات لانفجار الانتفاضة الثالثة وهي أكثر عمقا وقوة وتأثيرا قياسا بالانتفاضتين الأولى والثانية.

وشبه "سعدات" خلال حوار مكتوب أجراه مع جريدة "الخبر" الجزائرية من داخل سجن "رامون" الإسرائيلي الوضع الفلسطيني الراهن بالأوضاع التي سبقت الانتفاضة الأولى عام 1987، وكذلك مقدمات الانتفاضة الثانية عام 2000، موضحا أن الشروط الموضوعية ناضجة، ولا ينقصها سوى توفر الشرط الذاتي أو تحقيق الوحدة الوطنية، وأدواتها الوطنية الموحدة لقيادة نضال".

وأشار إلى وجود تقدم نوعي في أساليب المقاومة الفلسطينية الشعبية والمسلحة، لكنه أكد أنه لم يرق إلى مستوى إحداث اختراق نوعي في موازين القوى التي تحكم معادلة الصراع مع الاحتلال، والتي تحتاج إلى تضافر أبعاد النضال الوطني والقومي والأممي.

اقرأ أيضا: عدنان قاتل وحده ضد الاعتقالات الإدارية وكشف عن صعوبة خوض الفلسطينيين في نضال مشترك

ورأى الأمين العام للجبهة أن الخلل يكمن في استمرار تمسك قيادة فتح بمنهج اتفاق أوسلو والتزاماته الأمنية والسياسية والاقتصادية، وتفردها باتخاذ القرار الوطني، واحتجاز تطور وعملية إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسسٍ وطنية وديمقراطية، بالإضافة إلى طغيان نزعة الصراع الفئوي على القيادة والسلطة بين حركتي فتح و حماس.

وشدد على أن الخروج من دائرة الأزمة الفلسطينية الراهنة وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، يتطلب مغادرة مربع أوسلو والتزاماته، ونبذ أوهام التسوية مع الكيان الصهيوني، واستعادة جوهر الصراع الوطني الفلسطيني العربي كصراع بين المشروع القومي والوطني التحرري، والمشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري.

وأعرب "سعدات" عن شكره للجهود التي قامت بها الجزائر من رعاية لاتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وما قدمته ولا زالت من دعم وإسناد تاريخي لنضال شعبنا التحرري في كل محطاته، داعيًا إلى تواصل واستمرار دورها لما تحظى به من احترامٍ وتقدير لدى كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني، وأن يتبع هذا الدور مساهمتها القومية في حل وتفكيك العديد من الأزمات التي تعيشها شعوب الأمة.

تآكل "إسرائيل"

وفي سياق آخر أيد "سعدات" الآراء التي تتحدث عن أن الكيان الصهيوني بدأ يتآكل وأنه ذاهب نحو التفكك، مشيراً إلى الواقع الفلسطيني ليس استثناءً وأن تجارب الاستعمار الاستيطاني على مر التاريخ لم تنجح في استئصال وإبادة سكان البلاد الأصليين أو تبديد هويتهم.

وأكد أن تضافر الجهود الوطنية والقومية والدولية لعزل هذا الكيان ونزع الشرعية عن مشروعه، سيعمل على تفاقم الأزمة الداخلية للكيان وتآكل قدرته على الردع.

وتطرق إلى خطاب "ريفيلين"، الرئيس الأسبق للكيان، في "الكنيست" عام 2015، والذي أشار فيه إلى "أن وضع الكيان منذ نشأته كان يعكس وجود أغلبية يهودية تقابلها أقلية عربية، أما اليوم فإننا نشاهد المجتمع منقسما إلى أربعة أسباط "قبائل" بالعبرية: سبط حريدي "متدين"، سبط يهودي صهيوني، سبط علماني والأخير عربي، الأمر الذي يعكس عمق تناقضات المجتمع الصهيوني".

وتابع:" ما نشاهده اليوم يؤكد هواجس "ريفيلين" ويصب في اتجاه حتمية تفكك الكيان الصهيوني وزواله، إضافة إلى تداعي أركان الرواية الصهيونية المؤسسة على أساطير التوراة، فهذه النخبة وهي واسعة نسبيا في الإطار الأكاديمي لم تعد تتحدث عن أساطير التوراة بل عن الطابع الكولونيالي للدولة الصهيونية".

أوضاع السجون

وأكد "سعدات" أن الأوضاع داخل السجون لم تتغير بشكل جوهري مع وصول حكومة نتنياهو المتطرفة، إلى سدة الحكم، بل ازدادت توترا، وأوشك الأسرى على خوض إضراب مفتوح عن الطعام، قبل أن تتراجع مصلحة السجون عن تطبيق إجراءاتها القمعية الجديدة التي استهدفت العودة بشروط حياة الأسرى عشرات السنوات إلى الوراء.

اقرأ أيضاً:"أبو غزالة": 40 مليون فلسطيني في العالم

وبين الأمين العام للجبهة الشعبية أن الهدف المعلن للإضراب كان وقف الهجمة الجديدة، وفق توصيات وزير الأمن الداخلي المتطرف ايتمار بن غفير، والحفاظ على مكتسبات الأسرى، مشيراً إلى أن الحركة الأسيرة نجحت في تحقيق أهدافها بفعل استنفار الأسرى لطاقاتهم وقواهم، وتحشيدها تحت قيادة لجنة الطوارئ الوطنية العامة التي تُمثّل كل ألوان الطيف السياسي المكون للحركة الأسيرة.

التطبيع العربي

واعتبر الأسير القيادي "أحمد سعدات" التطبيع العربي مع الكيان طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وقلب الأمة العربية، مضيفاً أن الاحتلال لا يُشكّل خطرا على الشعب الفلسطيني وحده بل على عموم شعوب الأمة العربية والأمم الإفريقية ودول الإقليم في الشرق الأوسط.

تساءل عن الفائدة التي ستجنيها بعض دول الخليج العربي والمغرب من التطبيع؟

وتساءل عن الفائدة التي ستجنيها بعض دول الخليج العربي والمغرب من التطبيع؟، ودعا إلى ضرورة أن تتصدر مأسسة الرفض الشعبي العربي للتطبيع مع الكيان جدول أعمال كل القوى القومية والوطنية العربية التقدمية.

وفي ختام حديث وجه "سعدات" رسالة إلى شعبنا الفلسطيني بأن يثق بحتمية الانتصار ضد المشروع الصهيوني، قائلاً:" لقد قطعنا شوطا مهما على هذا الطريق وعلينا استكماله بتعميق وتوسيع مقاومتنا بكل الأشكال والأساليب التي تتطلبها المرحلة التي نمر بها وتمر بها قضيتنا الوطنية، إضافة إلى ذلك ضرورة التوحد الشعبي والقيام بدوره الديمقراطي في الشارع الفلسطيني للضغط على أطراف الانقسام من أجل إنهائه على طريق تحقيق الوحدة الوطنية".

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo