<!-- Google Tag Manager --> <script>(function(w,d,s,l,i){w[l]=w[l]||[];w[l].push({'gtm.start': new Date().getTime(),event:'gtm.js'});var f=d.getElementsByTagName(s)[0], j=d.createElement(s),dl=l!='dataLayer'?'&l='+l:'';j.async=true;j.src= 'https://www.googletagmanager.com/gtm.js?id='+i+dl;f.parentNode.insertBefore(j,f); })(window,document,'script','dataLayer','GTM-TPKQ4F92');</script> <!-- End Google Tag Manager -->

استشهاد “خضر عدنان” .. “ابن مهيدي” فلسطين!

خضر عدنان
خضر عدنان

كما الشهيد العربي بن مهيدي، كان يَعرف بأنه سيموت تحت تعذيب الجلاد “أوساريس” واستمر يقاوم إلى أن استشهد… خضر عدنان كان يَعرف أن الجلاد “بن غفير” سيغدر به، واستمر يقاوم إلى أن استشهد. تحررت الجزائر بفضل صلابة رجالها الأفذاذ وتضحياتهم الغالية، وها هي فلسطين تتحرر يوما بعد يوم بفضل هؤلاء أيضا. لن تبقى فلسطين مستعمرة وفيها أمثال “خضر عدنان” كما لم تبق الجزائر مستعمَرة وكان فيها “ابن مهيدي”. ولن يبقى الأسرى إلى الأبد في سجون هذا الكيان الغاصب اللقيط كما لم يبق أسرى الجزائر في سجون ومعتقلات العدو الفرنسي البغيض. لن يأمن المستوطنون الصهاينة بعد اليوم كما لم يأمن معمرو الجزائر من الفرنسيين ومن شذاذ الآفاق الذي أتوا بهم من كل صوب وحدب بعد استشهاد بن مهيدي. ستكون الأربع سنوات القادمة جحيما على هؤلاء الظَّلَمة كما كانت سنوات ما بعد استشهاد ابن مهيدي جحيما على الظلمة الفرنسيين. ستزداد همجية المستعمر، وستزداد معها المقاومة الشعبية، وتكبر التضحيات، ونقترب من ساعة النصر..  بل لقد اقتربت بالفعل نهاية الظلم بهذا الظلم الذي زاد عن حده حقا. ظلم لم يعرفه العالم من قبل. يتم أسر الرجال والنساء والأطفال، وتعذيبهم، وقهرهم، وبعد استشهادهم يتم أسرجثامينهم. يخافونهم وهم أحياء ويخافونهم وهم شهداء.. يخافون جنائزهم، يخافون قبورهم، يخافون الحشود التي تسير خلفهم معبّرة عن استعدادها للشهادة مثلهم… يخافونهم وأجسادهم هزيلة، صائمة، لا تقوى على الحركة، فكيف بهم معهم عندما يكون الرَّشاش بأيديهم وأزرار الصواريخ تحت طوع أناملهم…لن تتوقف المقاومة الفلسطينية بهذا الظلم، ولن يخاف أبناء الشعب الفلسطيني من هذا التمادي في الظلم، ولن يتراجعوا إلى الوراء على طريق تحرير بلدهم، بل ستبدأ مرحلة العد التنازلي لهزيمة الاحتلال.

اقرأ أيضاً:  الموت غير المعتاد للمضرب عن الطعام قد يؤدي إلى موجة جديدة من الهجمات الانتقامية

بعد استشهاد “العربي بن مهيدي”، واصل رفاقه  في الدرب على نهجه، في ميادين القتال، وفي السجون والمعتقلات: نُفّذ حكم الإعدام بالمقصلة في سجن “بارباورس” في حق الشهيد البطل طالب عبد الرحمن شهرا بعد استشهاد بن مهيدي، ولحقه شهداء آخرون، واستشهد  بعده بشهور قليلة أبطال معركة الجزائر (العاصمة) الشهيرة، علي عمار المعرف بـ”علي لابوانت” و حسيبة بن بوعلي  والطفل عُمر يوسف (المعروف باسم عمر الصغير little Omar) بعد أن رفضوا الاستسلام وتم نسف البيت الذي حوصروا به، ولحق بهؤلاء ذلك الرعيل الأول من أبطال ثورة التحرير: العقداء عميروش وسي الحواس ومحمد بوقرة  ولطفي، وعشرات الآلاف من الشهداء الجزائريين الآخرين في كامل الٌإقليم الجزائري، رغم إنشاء المناطق المحرمة، وإطلاق كبرى العمليات العسكرية ضخمة، وتسييج الحدود بالخطوط المكهربة  بالتوازي مع الترغيب بمشاريع الإغراء  والتلهية (مشروع قسنطينة على شاكلة صفقة القرن) ومشروع سلم الشجعان للجنرال دوغول على شاكلة “اتفاقيات أبراهام”…

اقرأ أيضاً: الهجرة من الضفة الغربية.. ما وراء الصمت وغياب الأرقام "الدقيقة"؟

كل هذا لم يفلح في كسر عزيمة المجاهدين الابطال من أبناء الشعب الجزائري، الذين توجوا في آخر المطاف بالنصر المبين…ولن يفلح مثله مع أبناء فلسطين…

بعد استشهاد “خضر عدنان” أو “ابن مهيدي” فلسطين، سيواصل رفاقه الكفاح، على أرض المعركة وفي المعتقلات والسجون، ولن يقبلوا لا بصفقة القرن (مشروع قسنطينة) ولا باتفاقيات ابراهام (سلم الشجعان الجزائري) … ولن يتفاوضوا سوى على التحرير والاستقلال…

إنها أيام عصيبة على إخواننا في أرض فلسطين، كما كانت أيام ما بعد 1957 عصيبة بالنسبة للجزائر، ولكنها أيام واعدة بإذن الله.. بل هي بداية النهاية الحقيقية لاحتلال زادت ظُلمته وازداد ظَلَمته، وطال أمده…”إنما النصر صبر ساعة”.

المصدر : الشروق الجزائري

مواضيع ذات صلة

atyaf logo