دعا لمؤتمر شامل وعاجل

"البرغوثي": حكومة "نتنياهو" ستحول السلطة لجهاز بيروقراطي خدماتي هامشي

مروان البراغوثي
مروان البراغوثي

دعا الأسير "مروان البرغوثي" النائب الفلسطيني وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح الشعب الفلسطيني إلى استغلال الأزمة التي تمر بها "إسرائيل"، وانقضاض التطرف الديني على مؤسساتها، من أجل ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وعزل حكومة "نتنياهو" المتطرفة إقليمياً ودولياً.

وخلال مقالة له كتبها داخل قسم العزل في سجن نفحة الإسرائيلي، رأى القائد "البرغوثي" أن الخطوة الأولى العاجلة والمطلوبة فلسطينياً تتمثل في عقد مؤتمر وطني للحوار الشامل بمشاركة جميع ممثلي القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والأكاديمية.

وأوضح أن هدف المؤتمر بلورة استراتيجية فلسطينية جديدة تقود إلى إنهاء الانقسام، وإعادة بناء منظمة التحرير، وإعادة النظر في وظائف السلطة الأمنية، والاتفاق على جدول زمني لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وعضوية المجلس الوطني، والاستناد إلى "وثيقة الأسرى للوفاق الوطني" بصفتها وثيقة الإجماع الوطني.

وشدد "البرغوثي" أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لن تكتفي بما هو قائم، بل ستعمل على إضعاف ما تبقّى من السلطة الفلسطينية وتحويلها لجهاز بيروقراطي هامشي خدماتي، وستسعى أيضا لتصعيد وتيرة الاستيطان والتهويد، وتقويض الوضع القائم في القدس والأقصى، وتضييق الخناق على الفلسطينيين.

اقرأ أيضاً: ترجمة خاصة.. إسرائيل تحاول إعادة توازن الردع ضد إيران، وتركز عملياتها على سوريا

وتوقع الأسير "البرغوثي" أن تقوم الحكومة الإسرائيلية بسلسلة إجراءات على الأرض لاستكمال مسلسل التطهير العرقي والتهجير، و"حسم الصراع"، بما في ذلك سيناريو تقويض السلطة، والعودة إلى الإدارة العسكرية الاستعمارية المباشرة للضفة.

وأشار القيادي البارز في فتح إلى حكومة الاحتلال المتطرفة تعتمد برنامجاً هجومياً استهدف الانقلاب على مؤسسات الدولة العبرية من جهة، وتصعيد وتيرة التهويد والاستيطان، وتشديد الحصار على قطاع غزة، والانقضاض على المكتسبات والحقوق التي أنجزها الفلسطينيون داخل الكيان، من جهة أُخرى.

نتائج الانتخابات الإسرائيلية كشفت سقوط جميع الأقنعة التجميلية عن التناقضات الداخلية الحادة

وقال إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية كشفت سقوط جميع الأقنعة التجميلية عن التناقضات الداخلية الحادة التي تعانيها دولة الاحتلال منذ عقود طويلة.

وتابع:" يمكن القول إن الائتلاف الحكومي أفرز تصاعداً وتمركزاً للصدع أو التناقض بين التيار السياسي اليميني القومي الديني الشعبوي، ومركز الدولة ممثلاً في مؤسساتها التي تُعدّ المحكمة العليا دُرّة تاجها، والتي يتم الانقضاض عليها من اليمين المتطرف".

وأضاف "البرغوثي" أن شعار إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية لا يستثني فقط العرب الفلسطينيين هذه المرة، وإنما يُقصي جميع التيارات السياسية المعارضة للمنظومة الحكومية الفاشية الحالية، حيث وصل الأمر ببعض قادة الصهيونية الدينية إلى المطالبة باعتقال قادة المعارضة، فضلاً عن الانقضاض على المنظومة القضائية.

اقرأ أيضاً: مواقف السلطة "النمطية".. دليل ضعف يقرب انهيارها؟

وكشف النائب الفلسطيني أن المكتسبات التي حققها المشروع الصهيوني باتت مهددة بفعل التحولات المتسارعة في المشهد الداخلي.

وبحسب "البرغوثي" فإن أبرز هذه المكتسبات هي العلاقة بين العسكري والمدني حيث شهدت المؤسسة العسكرية والأمنية، التي تعتبر الضمانة الأساسية لوجود "إسرائيل"، منذ فترة تحولاً لمصلحة الصهيونية الدينية والمتدينين، وبات الأمر أكثر خطراً اليوم مع انقضاض الأحزاب الفاشية.

يتعين على الجيش والأمن الانصياع الكامل لسياسات الحكومة وتوجهاتها

وأضاف أنه بات يتعين على الجيش والأمن الانصياع الكامل لسياسات الحكومة وتوجهاتها، وهي توجهات استيطانية استعمارية عنصرية تقضي على مساحات المناورة التي كانت تحتفظ بها الحكومات السابقة، وتمكّنها من ممارسة دورها الاستعماري بعيداً عن السخط والضجيج الإعلامي.

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo