لبنان الجبهة الخامسة.. و"إسرائيل" مقيدة

لبنان وإسرائيل
لبنان وإسرائيل

إطلاق صواريخ " فلسطينية" من لبنان، واستهداف طائرات الاحتلال مخيمات اللاجئين في الراشدية، يذهب بالصراع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي الى أبعاد خطيرة ليس بمقدورها تحملها، حتى ضمن المعادلة التي فرضتها بمنطق الردع الدموي.

المشاهد المؤلمة القادمة من داخل المسجد الأقصى وخارجه، مع جنون حكومة المستوطنين وحريق حوارة ودماء جنين ونابلس أغلقت كل الأفواه التي تتحدث عن إمكانية العودة لمسار الوهم التفاوضي في ظل وقائع الإرهاب اليومي من عتاة المستوطنين الذين لم يعودوا معارضة بل وزراء يهاجمون السيادة الأردنية والمصرية.

محاولات الإقليم درء مفاسد حكومة الفاشية خلال قمتي العقبة وشرم الشيخ فشلت، لأن حلفاء نتنياهو اعتقدوا مع فائض البطش أن الكل في حالة استلام، وأن اللحظة الزمنية مناسبة لحسم الصراع في القدس والضفة في عملية استفراد همجية.

ضمن هذا الإطار العدواني جاءت صواريخ اللاجئين في لبنان لتؤكد أن الصراع يتسع ولا يضيق، وأن خيارات الفلسطيني مفتوحة وبدون تكتيك الحسابات في حال المساس بالمقدسات ومدينة القدس ودرس معركة 2021 حاضر.

العمق الجغرافي اللبناني يدرك أن لبنان مطمع صهيوني تشهد عليه الاختراقات الجوية اليومية واستباحة سماء لبنان، والجشع الإسرائيلي في مسألة غاز كاريش، يجعل لبنان داخل الخطر الذي تخطط له حكومة تل أبيب، وهو يدرك أن إسرائيل تخاف ولا تخجل.

صواريخ لبنان مع غزة يشكل ظهيرا قويا يحمي ثورة الفدائيين في الضفة ودفاع المصلين عن القدس، لتصبح الجبهات الفلسطينية أوسع وأكثر إرباكا للاحتلال، فجبهة الضفة هي الأولى والتي لم تهدأ على مدار السنوات الماضية، بل تُراكم فعلا نضاليا يحميه أكثر من ثلاثة ملايين يجابهون العدوان والاستيطان والحواجز العسكرية والاعتقالات والمداهمات اليومية.

جبهة القدس بالمصلين والمعتكفين رجالا ونساء يشكلون جبهة رفض ومقارعة يومية للاحتلال يمنعه من تمرير مخطط التهويد في تحد شعبي أعزل لكنه فعال.

جبهة غزة رغم كل محاولات إخراجها من الصراع بالحصار والعدوان إلا أنها شكلت سندا حقيقيا يحسب الاحتلال حسابه جيدا بعدما كسرت مبدأ الاستفراد على قاعدة فرق تسد.

الجبهة الرابعة هي فلسطينيو الداخل الذين يشعرون أنهم اليوم أمام فوهة اليمين الدموي والمليشيات الجديدة بزعامة الأرعن بن غفير، والحقيقة شاهدة أنهم رغم كل محاولات طمس الهوية كانوا حاضرين بقوة في كل المراحل الكفاحية الفلسطينية، ويكفي تواجدهم الدائم في ساحات المسجد الأقصى.

تعزيز الجبهات الأربع السابقة بجبهة لبنان يعيد الصراع إلى حقيقته، أن مظلومية الشتات لا تنتهي إلا بحق العودة فقط، وأن الفلسطيني أينما كان وفي أي ظروف هو جزء من حالة الدفاع عن فلسطين وأرضها وشعبها ومقدساتها.

وخلف هذا الشعب داخل وخارج فلسطين شعوب عربية وإسلامية، كما أكد مونديال قطر لا يمكن أن يضحوا بفلسطين مقابل رغيف الخبز، والأهم أن الحكومات العربية تدرك على الأقل في أعماق نفسها أن إسرائيل لن تتغير وأن جلدها الأملس يخفي كيانا عدوانيا جشع ودموي مخادع لا يخشى إلا القوي.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo