ترحيب فلسطيني

كتاب: مصالحة السعودية وإيران فرصة فلسطينية تتطلب اجراء مماثل

المصالحة السعودية الايرانية
المصالحة السعودية الايرانية

لا زالت تداعيات الاتفاق "السعودي – الإيراني" تلقي بضلالها على المشهد الإقليمي، حيث تباين آراء الكتاب والمحللين حول آثار هذا الاتفاق على "إسرائيل" والولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الآثار المستقبلية التي يمكن أن تشهدها الساحة الفلسطينية بفعل هذه التطورات الإقليمية.

وفي هذا السياق رأى "طلال أبو عوكل" الكاتب والمحلل السياسي أن الاتفاق يشكل ضربة كبيرة لدولة الاحتلال، ويسحب الذرائع والمبررات من الحكومة الإسرائيلية في ارتكاب أي حماقة ضد إيران.

وأكد خلال حديثه لموقع "زوايا" أن الاتفاق سيؤثر عمليًا على اتفاقات التطبيع السابقة، واللاحقة التي كانت "إسرائيل" تخطط لإبرامها مع عدد آخر من الدول العربية، بضغط من الولايات المتحدة.

وأشار "عوكل" إلى الإمارات التي أوقفت مؤخرا بعض الاتفاقات مع اسرائيل وامتنعت عن دعوة رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" الذي كان ينوي زيارتها.

كما أوضح أن "إسرائيل" و"أمريكا" لا تستطيعان تلبية الشروط السعودية للتطبيع، والتي لا زالت تتبنى المبادرة العربية للسلام وقيام دولة فلسطينية وتؤكد على حق عودة اللاجئين.

وتوقع الكاتب أن يُحدث الاتفاق انفراجة في استقرار الأوضاع في "اليمن وسوريا ولبنان والعراق"، والمحيط القريب من "اسرائيل" الذي قال إنه سيتغير في الاتجاه الذي لا يخدم مصلحة الاحتلال.

اقرأ أيضا: عمال غزة بين فكي القلة وسماسرة التصاريح

وأعرب "عوكل" عن أمله في أن يشكل الاتفاق بارقة أمل وعامل قوة لإحداث تغييرات مهمة في العلاقات الفلسطينية الداخلية، مطالبًا الفلسطينيين بتوفير الإرادة الكافية، وأن يقابلوا التطورات الإيجابية في الإقليم بفعل فلسطيني مماثل، يساهم في إنهاء حالة الانقسام.

الخاسر الأكبر

من جانبه أكد "عماد الدين حسين" الصحفي والكاتب المصري أن "إسرائيل" ستكون الخاسر الأكبر وأول المتضررين، إذا ما طبق اتفاق المصالحة بين إيران والسعودية عمليًا على الأرض.

وقال في مقال له إن "إسرائيل" استثمرت كثيرًا في الخلافات العربية الإيرانية، وقدمت نفسها باعتبارها البديل الأقوى الذى يمكن الاعتماد عليه في مواجهة التهديدات الإيرانية لدول الخليج، ما ساعدها في إقامة علاقات مع بعض الدول العربية.

وكشف أن التطور الأخير بإعلان السعودية وإيران استئناف علاقتهما سيحرم إسرائيل من "الجائزة الكبرى" التي انتظرتها منذ زمن وهى إقامة علاقات مع السعودية.

وتطرق الصحفي المصري إلى ما كتبه المحللون الإسرائيليون الذين أكدوا أن الاتفاق يبدد الحلم الإسرائيلي في إقامة تحالف عربي دولي ضد إيران، إضافة إلى أنه يشير لصعود قوة الصين في المنطقة على حساب أمريكا.

كما رأى موقع "والا" العبري أن أبرز الخاسرين من توقيع الاتفاق هو إسرائيل والولايات المتحدة، وأن خط القطار بين حيفا والسعودية الذى تحدث عنه نتنياهو قبل لحظات من إعلان الاتفاق لن يتم تدشينه قريبا.

الدور الفلسطيني

هذا وتساءل "نبيل عمرو" الكاتب والدبلوماسي الفلسطيني السابق في مقال له عن دور فلسطين من التطورات المتلاحقة في المنطقة، مؤكدًا أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق الفلسطينيين في تزويد الآخرين بمسوغات تبنيهم ودعمهم وتحقيق أهدافهم على صعيد الإقليم.

وقال إن استئناف العلاقات الديبلوماسية بين السعودية وايران، قوبل بارتياح فلسطيني، على قاعدة ما يزعج إسرائيل يرضينا، وما يرضي إسرائيل يزعجنا.

وكشف "عمرو" أن التحدي الأول الذي سيواجه الاتفاق هو مدى قدرة الراعي الصيني لتنفيذه على الأرض، وضمان مخرجاته المأمولة، خلال شهرين لاختبار النوايا وحسن الالتزام بالمبادئ العامة التي تم التوصل اليها على مستوى النص المكتوب.

وقال "عمرو" إن "لبنان واليمن وسورية" تعد بؤرا مشتعلة بين البلدين، وأن التقدم النسبي على صعيد هذه البؤر الثلاثة، يعتبر مؤشرا لنجاح الاتفاق.

نسف جهود التطبيع

بدوره توقع "مخيمر أبو سعدة" أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر أن يعرقل الاتفاق بين السعودية وايران المساعي الإسرائيلية نحو تطبيع العلاقات مع الرياض.

وأكد أنه خلال الفترة المقبلة لن تكون قضية التطبيع مع "إسرائيل" على الأجندة السعودية، مشيرًا إلى أن "الرياض" مستاءة من الإدارة الأمريكية ومن سياستها تجاه المنطقة.

وقال "أبو سعدة" لـ"زوايا": "كثر الحديث في الفترة الأخيرة مع قدوم حكومة نتنياهو عن امكانية التطبيع مع العربية السعودية بشروط تضمن أمن الرياض، والسماح لها ببناء مفاعل نووي مدني، ولذلك باعتقادي هذا لن يحدث في الفترة القريبة".

وبين أستاذ العلوم السياسية أن توقيت الاتفاق بين السعودية وايران مرتبط بفتور العلاقة بين الرياض والولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك بسياسات "نتنياهو" واليمين المتطرف في اسرائيل تجاه الفلسطينيين.

وحول تأثير الاتفاق على الوضع الفلسطيني الداخل، استبعد "أبو سعدة" أن يغير الاتفاق من نظرة السعودية التي لا زالت تعتبر حركة حماس جزءا من جماعة الاخوان المسلمين وتتعامل معها باعتبارها تنظيم محظور، حسب قوله.

شروط سعودية

وفي السياق أكد "فيصل عباس" الإعلامي السعودي ورئيس تحرير صحيفة "عرب نيوز" أن الاتفاق الذي أبرمته السعودية مع "إيران"، لا ينسف جهود تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة، إذا ما استجابت واشنطن لشروط السعودية، وغيرت إسرائيل من سياساتها تجاه الفلسطينيين.

اقرأ أيضا: آمال فقراء غزة بالحج يحطمها غلاء الأسعار.. ما الأسباب؟

وشدد "عباس" أنه لا يمكن الحديث عن شروط تطالب بها السعودية لقاء تطبيع علاقتها مع إسرائيل، قبل التوصّل إلى حلّ يحفظ حقوق الفلسطينيين، وأن تتلقى المملكة، امتيازات، مثل الاستخدام السلمى لليورانيوم والانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، واعتبار السعودية حليفًا استراتيجيًّا للولايات المتحدة.

وأيد "الإعلامي السعودي" في مقال له آراء البعض الذين أكدوا أن الاتفاق مع إيران يُضرّ بتطبيع العلاقات المُحتمل بين السعودية وإسرائيل، مُحمِّلًا إدارة بايدن مسؤولية إقصاء الرياض التي اختارت الصين كوسيط للضغط على إيران.

وتطرق الكاتب السعودي للإجراءات الأمريكية الأخيرة التي دقت ناقوس الخطر خلال العامين الماضيين، حيث أزالت الولايات المتحدة جماعة الحوثي عن لائحة الإرهاب، وسحبت بطاريات صواريخ الباتريوت من المملكة، في حين كان المدنيون السعوديون يتعرضون للهجوم، على حد قوله.

وتطرق أيضًا إلى تمادي حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة الجديدة في قمع الفلسطينيين وترهيبهم، ما أحرج الأطراف الموقّعة على اتفاقات السلام الإبراهيمية، كما لاقت إدانات من حليفتها واشنطن وأعضاء من الجالية اليهودية في أمريكا.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo