التصعيد قادم

مصدر فلسطيني لـ"زوايا": إسرائيل استبقت شرم الشيخ بـ"رد سلبي"

المواجهات مع الاحتلال
المواجهات مع الاحتلال

كشف مصدر من السلطة الفلسطينية لموقع "زوايا" أن إسرائيل ردت بشكل سلبي، السبت، على مطالبات السلطة الفلسطينية بوقف الإجراءات التصعيدية لتحقيق التهدئة، حيث قالت تل أبيب "إنه لا تغيير في السياسة الإسرائيلية".

"ردٌّ مُحبِط"

وقال المصدر إن الرد الإسرائيلي "المُحبِط" جاء في سياق المشاورات التي استبقت لقاء شرم الشيخ الذي بدأ أعماله الأحد الساعة "11" صباحا. وأشار إلى أن هذه المشاورات التي قادتها الولايات المتحدة ومصر والأردن كانت تهدف لإنجاح لقاء شرم الشيخ. لكنه شدد على أن المشاورات لم تسفر عن أي نتيجة.

وأضاف أن الرد الإسرائيلي السلبي سبب إحباطا فلسطينيا وأردنيا، ما جعل الوفد الفلسطيني يذهب إلى اللقاء من دون توقع آمال تُذكر.

رفض السلطة المشاركة في جلسة أمنية كانت مقررة في أعقاب قمة العقبة

وكشف المصدر أيضا عن رفض السلطة المشاركة في جلسة أمنية كانت مقررة في أعقاب قمة العقبة وذلك احتجاجا على تنصل تل أبيب من التفاهمات التي أبرمت على هامشه.

وبشأن ما يبحثه الجانب الفلسطيني في القمة، قال المصدر إنه سيطرح قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة مع الطرف الإسرائيلي، ووقف الإجراءات التصعيدية الإسرائيلية بما فيها اقتحامات المناطق الفلسطينية، وأيضا الأسرى وجثامين الشهداء المحتجزة، وعنف المستوطنين، والأموال الفلسطينية المحتجزة لدى إسرائيل، وأيضا القدس.

وبحسب المصدر، فإن الوفد الإسرائيلي بدا وكأنه يذهب إلى لقاء شرم الشيخ غصبا عنه، بفعل الضغوط الأميركية والإصرار الأردني والمصري على عقده لمنع تفجر الأوضاع خلال شهر رمضان. وتابع: "الولايات المتحدة تضغط على حكومة تل أبيب، لكن لا نتيجة؛ لأن الحكومة اليمينية لا تستجيب".

"السلطة تبحث عن منفذ مالي"

وردا على سؤال "زوايا" عن جدوى مشاركة الوفد الفلسطيني في لقاء نتيجته معروفة سلفا، قال المصدر إن السلطة لا تقول "لا" لأي لقاء يمكن أن يتخلله أي منفذ مالي أو تخفيف للضغط على الفلسطينيين، ويقلل حجم الاعتداءات الإسرائيلية.

ويمثل الوفد الفلسطيني في قمة شرم الشيخ أمين سر منظمة "التحرير" حسين الشيخ، ومدير المخابرات العامة ماجد فرج، إضافة إلى الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة. كما تشارك إسرائيل في القمة بذات الوفد الذي شارك في قمة العقبة قبل نحو أسبوعين، حيث يترأسه رئيس مجلس "الأمن القومي" تساحي هانغبي.

فخ إسرائيلي بالترويج لرمضان ساخن

بدوره، قال القيادي في حركة "فتح" منير الجاغوب ل"زوايا" إن إسرائيل تريد سلطة ضعيفة ومحطمة ومهمشة في الضفة ومثلها في قطاع غزة، تكون مهمتها إدارة السكان فقط، معتبرا أن هذه الخطة الإسرائيلية المطروحة فقط.

وحول مدى نجاح لقاء شرم الشيخ بمنع الانفجار في رمضان، اعتبر الجاغوب أن من يروج ل"رمضان ساخن" منذ أربع سنوات هو الاحتلال نفسه، محذرا من فخ ينصبه الاحتلال للفلسطينيين من وراء ترويج هذه الدعاية..وأعرب عن أسفه بأن العديد من الفلسطينيين ينجرون وراء الدعاية الإسرائيلية بخصوص "سخونة رمضان"، في حين أن الاحتلال هو الذي يصعد الميدان، وهو من يمتلك مفاتيح "تسخين أو تبريد الميدان"، وليس الفلسطينيين.

وأشار الجاغوب إلى أن المشهد العام سيء وأن الوضع المالي للسلطة الفلسطينية "صعب"، في وقت لا زالت المناكفات الفلسطينية هي المتصدرة للمشهد.

إسرائيل تصفها "قمة أمنية"

وبالرغم من مشاركة وزير الخارجية المصري سامح شكري في القمة، تحاول إسرائيل الترويج عبر إعلامها بأنّ القمة هي "أمنية" فقط أسوة بلقاء العقبة؛ وذلك لنزع أي مدلول سياسي لهذه اللقاءات، فيما نقلت إذاعة "مكان" العبرية عما وصفته مصدر دبلوماسي قوله إن "إسرائيل حريصة على الوساطة المصرية من أجل وقف التصعيد في المناطق الفلسطينية، وكل تفاهم يتم التوصل إليه سيكون ملزما للجميع"..وهذه دعاية إسرائيلية للتهرب من مسؤولية عدم الوفاء بالتزاماتها بموجب التفاهمات التي ستُعقد، عبر الزعم أن "نية إسرائيل المُسبقة هي الالتزام"!

وفي سياق البروباغندا الإسرائيلية، استبق الإعلام العبري نتيجة قمة شرم الشيخ عبر توقع فشلها، ملقيا مسؤولية هذا الفشل على ضعف السلطة وعجزها عن القيام بمهامها الأمنية، وما وصفها "مساعي" حركتي حماس والجهاد الإسلامي وحزب وإيران لاستثمار شهر رمضان بتصعيد المقاومة المسلحة في الضفة الغربية والقدس وأراضي48، وهي حجة تجهز لها تل أبيب من أجل تصعيد اعتداءاتها بحق الفلسطينيين خلال رمضان.

ويهدف لقاء شرم الشيخ إلى اتخاذ إجراءات على الأرض لمنع التصعيد في شهر رمضان والحيلولة دون تطور الأمور إلى مواجهة وحرب واسعة، في محاولة لجعل القمة الجديدة فرصة أخرى لتطبيق تفاهمات العقبة وإعطائها مضمونا جديا.

شرم الشيخ يتناقض مع أيديولوجية اليمين الحاكم

الباحث السياسي الأردني د.منذ حوارات بدا هو الآخر مشككا بإمكانية تحقق النتيجة المرجوة لقمة شرم الشيخ؛ نظرا لوجود تعارض أيديولوجي وسياسي بين ما تحث عليه القمة وبين ما تريده الحكومة اليمينية الإسرائيلية وأجنداتها فيما يخص الاستيطان واقتحام المناطق المقدسة وأسرلة القدس، فضلا عن رفض اليمين الإسرائيلي لأي خطوات تقود إلى تعزيز قدرات السلطة الفلسطينية، في إطار رفض أي مشروع للدولة الفلسطينية.

وأشار حوارات إلى أن الموقف الأميركي بات أكثر ضعفا في التأثير على الحكومة الإسرائيلية، وبالرغم من عدم دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى الآن إلى واشنطن تعبيرا عن غضب أميركي فضلا عن انتقادات المسؤولين في الولايات المتحدة لممارسات حكومة تل أبيب، إلا أن واشنطن لم تترجم غضبها بضغط سياسي كبير.

"الخلاص من مأزق رمضان"

بيدَ أن حوارات رأى أنه في العموم، تريد جميع الأطراف الخلاص من مأزق شهر رمضان، إذ أن أمريكيا تريد التركيز على الملف الأوكراني، فيما يخشى الأردن انفجار الضفة؛ لأن هذا سيؤثر على الوصاية الهاشمية على المقدسات نتيجة استغلال اليمين الإسرائيلي لتطورات الميدان، فضلا عن التأثيرات الاقتصادية والأمنية على المملكة بسبب أي انفجار في الضفة.

الضغط الميداني الفلسطيني..قد يضطر إسرائيل للتهدئة

وهنا، يعتقد منذ حوارات أنه قد تحصل تهدئة على مستوى معين من الإطار السياسي الإسرائيلي لمرحلة مؤقتة، لكن قد يعيقها استغلال اليمين المتطرف للأعياد اليهودية والاحتفالات الدينية خلال رمضان.

لكنّ حوارات يرى أن باب الأمل بوقف التصعيد الإسرائيلي يبقى مفتوحا؛ لأن الأمور لم تعد مرهونة بالقيادات السياسية الإقليمية والدولية، وإنما هناك ضغط ميداني فلسطيني قد يضطر تل أبيب إلى الانصياع..مستذكرا هنا الاتفاقيات السياسية التي كانت تحصل في أعقاب الانتفاضات الفلسطينية، وإن لم تكن اتفاقيات مكتملة؛ ما يعني أن إسرائيل ترضخ فقط بفعل الضغط الميداني الشعبي الفلسطيني، بحسب حوارات.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo