دولة الاحتلال تستنزف ذاتها

نتنياهو
نتنياهو

اقتل، دَمّرْ، تلك هي سياسة دولة الاحتلال الإسرائيلي، إرهاب منظم، غايته وأهدافه واضحة. ومع ذلك، فما زال بعض السياسيين يكتشفون كل فترة أن السياسة الإسرائيلية ذات معايير مزدوجة، وهو أمر مثير للتعجب حقيقةً.

إنها أولى نتائج سياسة بن غفير التي ستستنزف دولة الاحتلال.. بن غفير الذي أصدر قرارات ضد الأسرى الفلسطينيين، أولها كان التحكم في كمية المياه، وتقليص ساعات استخدام الحمامات المخصصة للاستحمام في الأقسام الجديدة، في نفحة وجلبوع، مع الوعد بتكثيف العقوبات، وهو ما جعل الأسرى ينفذون عصياناً داخل السجون.

أما خارج السجون وفي نابلس القديمة، فإن قوة إسرائيلية تتنكر بلباس رجال دين وترتكب مجزرة استشهد فيها عشرة مواطنين، بينهم طفل ومُسنان، بينما تجاوزت الإصابات المئة شخص، والمحصلة أن اشتباكات عنيفة ما زالت مشتعلة، والوضع إلى تصعيد، خصوصاً من قبل الشباب الفلسطيني المقاوم.

أقرأ أيضاً: دعوات لفلسطينيي الداخل بتنظيم مسيرات موازية لحراك المعارضة في "إسرائيل"

عنوان عريض يفرض نفسه منذ فترة، إنهم - عرين الأسود - الذي يضم المقاومين من كل الفصائل، وهو في تمدد واضح، حيث لم يحتمل الأمر أكثر من نداء واحد لتستجيب كل المدن والمخيمات الفلسطينية، فالحاضنة الشعبية تزداد لمواجهة الاحتلال في الوقت الذي عاودت فيه سلطات الاحتلال محاولات التهدئة الفاشلة، لقد أدركت سريعاً أنها مُرهقة، ولا يمكن الذهاب أبعد من ذلك، مثل غزة مثلاً، فنظرية توازن الرعب باتت محققة على الأرض، وجيش الاحتلال لم يستطع حتى اللحظة فرض شروطه السياسية، وهنا أذكر ما قاله الجنرال إسحاق بريك، وهو لواء احتياط، حيث قال: إن جيشنا أضحى غير قادر على مواجهة غزة وحدها، فما حاله عندما يواجه جبهات جديدة في معارك قادمة...؟

إن الدم الفلسطيني ما زال ينزف، ومجزرة نابلس التي تلتها جمعة الغضب جعلت جنود الاحتلال يفرون بأسلحتهم أمام الشباب الفلسطيني، فرسالة المقاومة فعل ميداني وتصد حتى النصر، هذه الحقيقة بات يعلمها العدو، ويعلم أيضاً أنه لا قيمة لكل نظريات السلام المزيفة في الميدان.

لقد سقطت سابقاً مقولة موشي ديان التي قالها ذات يوم: المقاومة بيدي كالبيضة أكسرها متى أشاء.

أما نحن، فنتمنى أن تصدق نبوءة التوراة القائلة إن عمر الدولة العبرية ٧٦ سنة. فهل تتحقق النبوءة ونحتفل بزوال دولة الاحتلال عام ٢٠٢٤؟

المصدر : صحيفة القبس

مواضيع ذات صلة

atyaf logo