الأكثر تضررًا

دعوات لفلسطينيي الداخل بتنظيم مسيرات موازية لحراك المعارضة في "إسرائيل"

مظاهرات من فلسطينيي الداخل المحتل
مظاهرات من فلسطينيي الداخل المحتل

بينما تشهد الساحة الإسرائيلية حراكًا وتظاهرات جماهيرية تقودها المعارضة تنديدًا بخطة الإصلاح القضائي التي يقودها "بنيامين نتنياهو" رئيس حكومة الاحتلال، تساءل عدد من الكتاب الفلسطينيين عن دور الأحزاب والجماهير العربية في الداخل الفلسطيني في استغلال زخم هذه المعارضة لرفع الصوت الفلسطيني عاليًا ضد القوانين والإجراءات العنصرية الفاشية التي تستهدف الوجود والحقوق الفلسطينية.

القيام باحتجاجات موازية واستغلال زخم المعارضة الشعبية والدولية لحكومة "نتنياهو اليمينية"

وطالب "سليمان أبو إرشيد" الكاتب الفلسطيني من الداخل المحتل الأحزاب والهيئات الفلسطينية بالقيام باحتجاجات موازية واستغلال زخم المعارضة الشعبية والدولية لحكومة "نتنياهو اليمينية"، لإيصال الصوت الفلسطيني، وعدم الاكتفاء بمقولة "فخار يكسر بعضه"، على حد قوله.

ودعا الكاتب الفلسطيني في مقاله له المطالبين والمتحمسين للمشاركة في الاحتجاجات التي يقودها الوسط ضد تشريعات "الإصلاح القضائي" في إسرائيل، إلى النظر في نتائج التصويت على قانون سحب الجنسية وإقامة الأسرى المحررين من الذين يحملون جنسية أو إقامة في إسرائيل، ويستهدف أسرى القدس والداخل.

وقال إن تطوع "العرب" في حل "أزمة الحكم" في إسرائيل بعد أربع جولات انتخابية، انتهت بهم إلى خلع ثوبهم الوطني والإسلامي ودخول ائتلاف حكومي برئاسة رئيس مجلس المستوطنات السابق، نفتالي بينيت، بعد الجولة الرابعة.

كما شكل هذا الوجود بحسب قوله، حافزًا لتجييش اليمين المتطرف، واستنفاد كل طاقته الانتخابية التي لاقت ترجماتها في تعاظم قوة الصهيونية الدينية بقيادة سموتريتش وبن غفير، وتمكين معسكر اليمين الديني الاستيطاني بقيادة "نتنياهو" من حسم المعركة بجولتها الانتخابية الخامسة بأغلبية كبيرة.

اقرأ أيضاً: لقاءُ العقبة الخماسي: أمني بغلاف سياسي ؟

وشدد الكاتب "أبو ارشيد" على ضرورة رفع صرخة جماهير شعبنا ضد القوانين والإجراءات العنصرية التي تستهدف الوجود والحقوق الفلسطينية، من خلال تنظيم تظاهرات احتجاجية تبرز هويتها ورموزها وشعاراتها في القرى والمدن الرئيسية.

غياب فاضح

من جهته أعرب "عوض عبد الفتاح" الرئيس السابق لحزب التجمع الوطني الديمقراطي في الداخل المحتل عن أسفه لخلو الساحة من الفعل الشعبي الفلسطيني والنقاش الحقيقي والمنظم لما يدور داخل "اسرائيل"، واكتفاء النشطاء والمتابعين بالمراقبة.

وقال في مقال له إن حركة الاحتجاج الإسرائيلية الحالية الآخذة في الاتساع والتصعيد، أعادت تسليط الضوء على واقع أزمة المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل، والغياب الفاضح للفعل الشعبي,

كشف غياب الرؤية الواضحة المطلوبة للخروج من الأزمة التي تمتد إلى سنوات طويلة

كما أكدت أنها أعادت كشف غياب الرؤية الواضحة المطلوبة للخروج من الأزمة التي تمتد إلى سنوات طويلة، وتعززت بعد ما أسماها تدمير "القائمة العربية المشتركة".

وكشف "عبد الفتاح" النقاب عن نجاح دولة الاحتلال بسياساتها المباشرة الفظة والناعمة في عزل الناس عن السياسة، والعمل الشعبي المنظم، بعد أن نجحت في إعادة هندسة قيادات منها ترى نفسها جزءا من المعسكر الليبرالي الصهيوني، وسط أو يمين؛ وجزءٌ آخر يسعى حاليا عبر اللجوء للشارع باستعادة حكمه بهدف الحفاظ على هوية إسرائيل الأصلية.

ودعا الرئيس السابق لحزب التجمع الوطني إلى تشكيل حراك فلسطيني مستقل، يشارك فيه يهود تقدميون، داخل القرى والبلدات العربية الفلسطينية، يحمل الهم الوطني الجماعي واليومي.

وأوضح أن العمل يبدأ بتحفيز الناس وتحديدا الأكثر نشاطا وتفاعلا مع الهم العام، وفي الخروج من حالة السلبية، بربط ما يجري بهمومهم اليومية وبالخطر الذي يتهددهم من جراء هذه الحكومة الفاشية، الذي هو استمرار وتصعيد جديد لسياسات الحكومة السابقة الإجرامية.

وشدد "عبد الفتاح" على أن إطلاق مبادرات من هذا النوع يحتاج إلى أفكار جديدة وجذابة لكيفية إعادة تفعيل الأوساط الأكثر وعيا، والقدرة على الحراك، مشيراً إلى أنها فرصة حقيقية لإعادة إشعال التداول السياسي والثقافي كمحطة نحو إحياء الفعل الشعبي، وإعادة الناس إلى السياسة والتأثير.

خمس سكان "إسرائيل"

"بكر عويضة" الصحفي الفلسطيني المخضرم بدوره رأى أن فلسطيني الداخل المحتل سيتقدمون صفوف المتضررين في حال تحقق للتيار الصهيوني المتطرف، الذي يضم أكثر من وزير في حكومة نتنياهو، حلم القضاء على علمانية الدولة.

واستنكر الكاتب في مقال له التغيب الفلسطيني عن الاحتجاجات التي تشهدها دولة الاحتلال منذ أسابيع، وعدم استغلال الحد الأدنى للديموقراطية المُتاحة لهم.

وقال "عويضة" إن مشاركة فلسطيني الداخل في حراك المجتمع الإسرائيلي؛ سواء في الاحتجاجات الحالية ضد حكومة نتنياهو، وفي الآتي من تحركات قد تنشأ في المستقبل، تبقى ضرورية لرفع المعاناة عنهم.

اقرأ أيضاً: لا سبيل للخروج من المأزق الفلسطيني.. وإنتاج البدائل صعب

ونوه إلى أن التخلف الفلسطيني عن الالتحاق الفاعل في الاحتجاجات ضد ما يسميها بنيامين نتنياهو "إصلاحات" القضاء الإسرائيلي، لافت أنظار كافة المتابعين حول العالم.

وتطرق الصحفي الفلسطيني إلى تقرير أوردته صحيفة "الأوبزيرفر" البريطانية، والذي تضمن الإشارة إلى الغياب الفلسطيني عن الاحتجاجات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن فلسطينيي الداخل يشكلون خمس سكان "إسرائيل"، لكنهم مع ذلك غائبون بشكل واضح عن الاحتجاجات حتى الآن، رغم احتمال تضررهم بشدة من الإصلاحات القضائية.

وتوقع التقرير البريطاني أن يتيح اندماج فلسطيني الداخل في الاحتجاجات الإسرائيلية، الفرصة لتعميق التفهم الشعبي في أوساط عموم الإسرائيليين لمعاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي.

ورأى أن ما تشهده إسرائيل من احتجاجات تطور منطقي في مجتمع يضطهد الآخرين بشكل منهجي، مشيرًا إلى أن الاضطهاد الإسرائيلي للشعب الفلسطيني، واضح كل الوضوح، وجرى التصدي له عبر منصات المجتمع الدولي منذ وقوع نكبة 1948.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo