قوة البدائل ومتطلبات الحل

"زوايا" تناقش المختصين: حل الدولتين.. حل عملي أم سراب؟

شبان يتسلقون جدار الفصل العنصري
شبان يتسلقون جدار الفصل العنصري

بين وقت وآخر تلوح السلطة الفلسطينية، بخيارات متناقضة تحمل تهديدا لدولة الاحتلال، ما بين المطالبة بـ"قرار التقسيم" أو "الدولة الواحدة" أو حدود 1967، بوصفها حلولاً بديلة قد يضطر الفلسطينيون إلى اللجوء إليها نتيجة إمعان الاحتلال الإسرائيلي برفض "حل الدولتين"، وغياب الضغط الأميركي، ما يعكس مأزقا حقيقيا وانسداد الأفق السياسي الراهن.

الحل المعلن عنه من قبل الولايات المتحدة وأوروبا ومعظم دول العالم

ويرى "نبيل عمرو" الكاتب والسياسي الفلسطيني أن التمسك بحل الدولتين، ما زال هو الحل المعلن عنه من قبل الولايات المتحدة وأوروبا ومعظم دول العالم، وأن الحديث الفلسطيني عن بديل آخر والبدء من نقطة الصفر يبدو صعبا للغاية.

OuoMk.jpg
نبيل عمرو

وبين "عمرو" أنه لا يوجد بديل فلسطيني عن حل الدولتين، وأن الحديث من وقت لآخر عن حل الدولة الواحدة، يهدف إلى دفع "إسرائيل" للقبول بحل الدولتين.

اقرأ أيضا: قناة عباس- نتنياهو الخلفية: لم تتوقف حتى آخر ساعة

وأكد خلال حديثه لموقع "زوايا" أن حل الدولتين يتطلب بُنية داخلية فلسطينية أقوى من البُنية القائمة الآن، ووحدة وطنية، وبناء نظام سياسي حديث يستطيع أن يسند الشعب الفلسطيني.

طابع دولي

بدوره أرجع "عبد المجيد سويلم" المحلل السياسي السبب وراء تمسك القيادة الفلسطينية بحل الدولتين، إلى الطابع الشرعي الدولي الذي يتسم به هذا الحل، وليس لأسباب تتعلق بإمكانية تحقيقه في المدى المنظور.

وقال إن القيادة الرسمية الفلسطينية لا تريد التخلي عن هذا الحل والتفريط به بشكل مجاني، رغم وجود صعوبات كبيرة تعتري تحقيقه والوصول إليه.

الملف محل نقاش داخل المؤسسات والفصائل والقوى الوطنية

ودعا "سويلم" عبر "زوايا" القيادة الفلسطينية إلى عدم إغلاق الباب أمام الشعب الفلسطيني وسعيه في إيجاد بدائل أخرى، مشيراً إلى أن هذا الملف محل نقاش داخل المؤسسات والفصائل والقوى الوطنية.

عبد المجيد سويلم.jpg
عبد المجيد سويلم


وتابع المحلل السياسي: "اعتقد أن رجالات الثقافة والفكر السياسي يتحاورون ويتبادلون الآراء، حول حل الدولة واحدة أو ثنائية القومية، أو الدولة الفلسطينية على كامل فلسطين التاريخية".

وأعرب عن اعتقاده بإمكانية العودة إلى قرار التقسيم على اعتبار أنه قرار تبنته الشرعية الدولية، وأعطى "اسرائيل" من الزاوية القانونية شرعية وجودها.

 

الدخول في مواجهة

من جهته قال "ابراهيم أبراش" الكاتب والمحلل السياسي البديل إن المراهنة على حل الدولتين أصبح نوع من السراب، مشيراً إلى أن البديل لدى الشعب الفلسطيني، وليس لدى السلطة.

البديل الأسوأ من حل الدولتين، وهو أن تقبل أطراف فلسطينية بدولة غزة.

وأكد لـ"زوايا" أن البديل يكون بإنهاء المراهنات على الحلول السياسية، والدخول في مواجهة مع الاحتلال ضمن توافق وطني شامل.

تنزيل.jfif
إبراهيم ابراش


واستبعد "أبراش" أن تظهر في المدى القريب فرص أخرى أو بدائل أخرى، مضيفاً أن البديل ممكن أن يكون أسوأ من حل الدولتين، وهو أن تقبل أطراف فلسطينية بدولة غزة.

اقرأ أيضا: ائتلاف "أمان": هناك شكوك حول نزاهة التحقيق في الأخطاء الطبية في غزة

وكشف المحلل السياسي النقاب عن طرح السلطة سابقا لخيار الدولة الواحدة، وكذلك التلويح بقرار التقسيم، موضحاً أن هذه الخيارات باتت شبه مستحيلة في ظل وجود الحكومة اليمينية الإسرائيلية الحالية.

السلطة ملتزمة باتفاقية "أوسلو" التي لا تتحدث عن قرار التقسيم

وأضاف:" إن كنا غير قادرين على أن نجبر "اسرائيل" على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67، كيف ستقبل بقرار التقسيم الذي تحدث عن دولتين، لا سيما وأن السلطة ملتزمة باتفاقية "أوسلو" التي لا تتحدث عن قرار التقسيم.

لا يوجد بدائل

وفي السياق شدد "زياد أبو زياد" الوزير الفلسطيني الأسبق والمحامي المقدسي على ضرورة تبني خيار حل الدولتين، مستبعدا وجود بدائل أخرى في هذه المرحلة.

دولة الاحتلال ودول العالم ترفض حل الدولة الواحدة

زياد.jfif
زياد ابو زياد

وأكد لموقع "زوايا" أنه الخيار العملي الوحيد والمقبول لدى المجتمع الدولي وجزء من الإسرائيليين، مشيرا إلى أن دولة الاحتلال ودول العالم ترفض حل الدولة الواحدة.

ورأى "أبو زياد" أن حل الدولة الواحدة يمكن أن يكون الأفضل، ولكن إمكانيه تطبيقه عمليا غير ممكنة.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo