"شعبين يهوديين"

"انطوان شلحت": إسرائيل تشهد صراعا متجددا بين "الأشكناز" و"الشرقيين"

انطوان شلحت
انطوان شلحت

هل تحمل "إسرائيل" داخلها عوامل فنائها؟ سؤال يتكرر دائما بالنظر إلى تاريخ التصدع في جدار الدولة العبرية، والذي لم يتوقف حتى يومنا هذا.

ويرى "أنطوان شلحت" الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي أن تجدد الاستقطاب بين اليهود الأشكناز واليهود الشرقيين في إسرائيل، دليل على وجود تصدعات وشرخ اجتماعي داخل المجتمع الإسرائيلي.

وأشار الكاتب في مقال له إلى هذا الصراع الطائفي بين الأشكناز والشرقيين والذي عاد للواجهة مع تعيين عضو الكنيست "دافيد أمسالم" من حزب الليكود في ثلاثة مناصب وزارية في حكومة بنيامين نتنياهو، وذلك بعد أن شنّ هجوماً حادّاً على نتنياهو اتهمه فيه بتفضيل الأشكناز في تولية المناصب الوزارية المهمة والتمييز ضد الشرقيين.

كما أشار إلى أن اليهود الشرقيين الذين ينتمي إليهم يشكلون 70 بالمئة من الليكود، واعتبر أنهم تعرّضوا للإهانة من جرّاء عدم تعيينه في منصب رفيع.

اقرأ أيضاً: "النخالة" أميناً عاماً بالتزكية.. كيف تُجري "الجهاد الإسلامي" انتخاباتها؟

وقال "شلحت" إن هناك "شعبين يهوديين" في إسرائيل، الأول: يسمى أشكنازي ويشمل الإسرائيليين من أصول أوروبية وأميركية، أما الثاني فهم الشرقيون، والذي يشمل الإسرائيليين الذين جاءت عائلاتهم من البلدان التي تمتد من المغرب حتى إيران.

وأكد المختص في الشأن الإسرائيلي أن الاستقطاب بين الشعبين يشكل عنصرا أساسيا في أيِ عملية استقراء للواقع الإسرائيلي، ومناقشة التمييز التاريخي الذي عانى منه الشرقيون في إسرائيل بهدف تحسين مكانتهم وإبقاء هذا الظلم حاضراً في المشهد الإسرائيلي.

وبين "شلحت" أن هناك عدة عوامل أدّت إلى تأجيج هذا الاستقطاب، منها عوامل سياسية انتخابية تتمثل في حرص اليمين والجانب الشرقي على الحفاظ على هذا الاستقطاب لأنه يمثل الضمانة لبقاء اليمين في الحكم.

بالإضافة إلى ذلك شعور النخب الأشكنازية اليسارية خاصة بأن المرحلة الحالية تنذر بنهاية دورها في مشروع الدولة ما جعلها أكثر نقداً للنخب الشرقية التي تنتج سياسات هوية بوعي وبدون وعي.

وأشار الكاتب إلى أن قضية الجندي القاتل "إليئور أزاريا" ذو الأصول الشرقية الذي أدين بقتل الشهيد الفلسطيني "عبد الفتاح الشريف" في الخليل بدمٍ باردٍ عام 2016، والتي كانت بمثابة وقود للاستقطاب الشرقي الأشكنازي، حيث حظي بنوعين من التأييد: الأول، من اليمين الذي طالب بالعفو عنه، والثاني جاء من قطاعات شرقية اعتبرت أن الجندي يدفع ثمن فعل قام به الكثيرون لأنه شرقي.

اقرأ أيضاً: خطة "ليفين".. مزيد من التضييق والتنكيل بفلسطيني الداخل

كما تطرق "أنطوان شلحت" إلى توجهات وزيرة الثقافة الإسرائيلية "ميري ريغف"، وهي شرقية من أصول مغربية، والتي صبّت الزيت على نار الاستقطاب الشرقي في إسرائيل حيث عملت على إضعاف أجندة النخب الأشكنازية الثقافية، في مقابل تمكين نخب شرقية من أخذ حيز أوسع في المشهد الثقافي.

وكذلك فعل الكاتب الشرقي اليساري "رون كحليلي" في سلسلة مقالات دعم فيها توجهات الوزيرة "ريغف" في أجندتها الشرقية، وهاجم فيها النخب الأشكنازية التي لم تمكن الشرقيين من الوصول الى الكثير من مراكز القوة والحكم.

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo