مشعل ووضوح الأولويات

شعار مؤسسة زوايا للفكر والإعلام
شعار مؤسسة زوايا للفكر والإعلام

اختار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج السيد خالد مشعل لبنان محطة لإعلاء صوت الأولويات الوطنية الفلسطينية في توقيت وطني حساس، بعد البرود الذي دخلت فيه الحالة الوطنية رغم محاولة الجزائر ضخ الحرارة في مسار العلاقات الوطنية الفلسطينية الداخلية بما تمتلك كدولة وشعب صديق للشعب الفلسطيني من احترام ومحبة.

لا مكان للاتفاقيات التي سقطت تماما، ولم تعد تل أبيب تلقي لها بالاً بعد ان استنزفت الواقع وفرضت الأسرلة على معالم الدولة الفلسطينية الموعودة، واستغلت اتفاقيات أوسلو أسوأ استغلال لتقييد منظمة التحرير ووضعها في زاوية الحفاظ على مكتسبات تراجعت دون الصفر.

المرحلة الجديدة تتطلب رؤية جديدة وهذه العبارة تعد خطوة نحو المساحة الوطنية المشتركة تتطلب من الأطراف الفلسطينية الاقتراب الى نقطة مشتركة تبدأ بضرورة التفكير في رؤية تعتمد على المستجدات الكثيرة الوطنية والعربية والدولية فالعالم يتغير بسرعة.

اقرأ أيضاً: المعشر: ملاعب كرة القدم كشفت حقيقة الموقف الشعبي العربي من التطبيع

المتغير الأهم هو انجراف الاحتلال حكومة ومجتمع العنصرية، نحو التطرف وانكار الحقوق الفلسطينية تماما، وطرح برنامج حكومي معادي للوجود الفلسطيني أساسا وليس الكيانية الفلسطينية المأمولة.

رسالة مدرجات المونديال الكروي في قطر واضحة جدا لكل الأطراف التي ذهبت الى علاقات مع دولة الاحتلال، فالجماهير والعربية قالت كلمتها بوضوح التطبيع ممنوع وفلسطين قضية مركزية، وهذا متغير يستحق إعادة ترتيب مسارات النضال الفلسطيني واستعادة روح المقاومة.

المتغيرات الدولية بفعل الحرب الممتدة من روسيا وأوكرانيا الى دول الاتحاد الأوربي والمواقف الدولية المتحركة باتجاه تعدد الأقطاب تؤكد أن الاعتماد على واشنطن لم يعد ذا قيمة في احراز أي مكاسب فلسطينية.

اقرأ أيضاً: ترجمة خاصة عدم إعادة جثمان ناصر ابو حميد​ يعطي لمحة عن الأزمات التي تنتظر الحكومة المقبلة

خطاب مشعل طرح أيضا قضية إنسانية مهمة تحتاج شجاعة الطرح في سياق الوضع اللبناني الاقتصادي الصعب، تعلن بثقة أن الحياة الكريمة للاجئين الفلسطينيين، لا تعني التوطين ولا الاستقرار أبدا، وأن حق العودة ليس حق سياسي فقط بل حق انساني بكافة الأبعاد.

صوت الحكمة يدعو لتفعيل عجلة الوقت عاجلا لصالح حقوق الشعب الفلسطيني، وضرورة البناء على قواسم الشراكة الوطنية بعيدا عن التفرد والاقصاء، لأن الهجمة اليمينية المتطرفة التي يتم الإعداد لها على المستوى السياسي والأمني في حكومة نتنياهو الإرهابية تتطلب جهوزية وطنية عالية والإسراع في سد الثغرات في جدار الدفاع الوطني الذي يمتلك فرص للهجوم بدلا من سياسة الانتظار والارتباك.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo