كل ما هو غير يهودي مُهدد

المقدسات المسيحية لن تسلم من فاشية حكومة الاحتلال الجديدة

المقدسا ت المسيحية في فلسطين
المقدسا ت المسيحية في فلسطين

يؤكد الواقع التاريخي أنّ الأحقاد اليهودية تجاه المسيحية ومقدساتها قائمة منذ القرون الميلادية الأولى، كما أن الراصد لما يدور على تراب فلسطين المقدّسة عبر العقود الثلاثة الماضية يستطيع أنْ يدرك جدية الحديث ويرصد محاولات الاحتلال تدمير المقدسات المسيحية والإسلامية في الأراضي الفلسطينية المقدسة سواء "بالحرق أو بالقصف أو من خلال أعمال الحفر والتنقيب.

ومع الإعلان عن الحكومة الإسرائيلية الجديدة والتي توصف بأنها الأكثر تطرفا من سابقاتها توقع "ديمتري دلياني" رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من الاعتداءات على المقدسات المسيحية والإسلامية، كما توقع أن تشهد أيضا مزيدًا من المقاومة الشعبية المسيحية والإسلامية لمجابهة هذه الاعتداءات.

خطر الاستيطان

وقال "دلياني" خلال حديثه لـ"زوايا" إن كل من هو غير يهودي، سيكون مستهدفًا من قبل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة في الفترة القادمة، وأن الخطر الأول الذي يهدد الوجود المسيحي في الأراضي المقدسة، هو الاستيطان والاعتقال، وكذلك الاغتيال.

وأشار إلى أن هناك مخاوف فلسطينية، واستعدادًا لمواجهة الخطط القادمة للتوسع الاستيطاني، عبر مبادرات دولية لفضح ممارسات الجماعات الاستيطانية، ليس فقط ضد المقدسات المسيحية، بل أيضا ضد المقدسات الإسلامية في القدس.

اقرأ أيضاً: خبراء دوليين: السلطة عاجزة وصعود اليمين الإسرائيلي سيعيق "حل الدولتين"

وكشف رئيس التجمع الوطني المسيحي في القدس أنه لا يوجد خلاف أيديولوجي بين "بنيامين نتنياهو" وبين المتطرفين في الحكومة "بن غفير" و"سموتريتش"، فجميعهم يشتركون في نفس الايديولوجية العنصرية الفاسدة.

وأضاف أنه منذ تولي بطريرك القدس للروم الأرثوذكس "ثيوفيلوس الثالث" منصبه، قاد مقاومة فريدة من نوعها، وحربا دبلوماسية وميدانية ضد التوسع الاستيطاني حيث تحاول سلطات الاحتلال الاستيلاء قدر الإمكان على المقدسات المسيحية.

عنصرية علنية

من جهته قال المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس إن كافة الفلسطينيين "مسيحيين ومسلمين"، مستهدفون من قبل الاحتلال الذي يحاول طردهم من أرضهم ويحرمهم من الوصول إلى مقدساتهم.

وأوضح أن العنصرية الصهيونية باتت أكثر وضوحًا في ظل وجود متطرفين داخل الحكومة الإسرائيلية القادمة، يعبّرون وبشكل علني عن فكرهم الفاشي.

وتابع لـ"زوايا" :"بالنسبة لنا لم يتغير شيء مع هذه الحكومة أو سابقاتها، فنحن لن نرضخ لا للعنصرية ولا للاحتلال وسنبقى ندافع عن وطننا وحقّنا المشروع بأن نعيش أحرارًا في هذه البقعة المقدسة من العالم التي اسمها فلسطين".

اقرأ أيضاً: كاتب سياسي: نبوءة نهاية إسرائيل "خدعة بصرية" تغيب عنها السلطة الفلسطينية

وشدد "حنا" على أن شعبنا الفلسطيني لا يخاف من الاحتلال العنصري المجرم، ورسالته للحكومة الإسرائيلية القادمة "لن نرفع الراية ولن نستسلم ولن نيأس".

حرب دينية

هذا ورأى "واصل أبو يوسف" عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن ما يحدث من اعتداءات إسرائيلية على الأرض ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، والتي بدأت بحرق المسجد الأقصى عام 67، واستباحة الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، إضافة إلى ما تتعرّض له الكنائس المسيحية، يكشف عن مخطط تُنفِّذه حكومات الاحتلال المتعاقبة لجرِّ المنطقة إلى حرب دينية شاملة.

وأشار "أبو يوسف" عبر "زوايا" إلى أن المضايقات التي يتعرّض لها المصلون المسلمون هي ذاتها التي يتعرض لها المسيحيون، حيث يُمنع المسلمون من الوصول للمسجد الأقصى المبارك، كما يُمنع المسيحيون من الوصول إلى كنيسة القيامة.

وأضاف أن الخطر الذي يتهدّد المسجد الأقصى والكنائس في القدس اليوم، هو خطر "التدمير والهدم والحرق" من قبل الجماعات الصهيونية المتطرفة التي تواصل اعتداءاتها على هذه المقدسات منذ سنوات.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo