أزمة فجوة المهارات

دراسة تطالب بمواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل الفلسطيني

الخريجين بغزة
الخريجين بغزة

قدم معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني "ماس" مجموعة من التوصيات العامة التي من شأنها إصلاح وتطوير السياسة التعليمية بما يتلاءم مع احتياجات سوق العمل الفلسطيني في القرن الواحد والعشرين.

وقال معهد "ماس" خلال ورقة حملت عنوان "نحو مواءمة فعّالة لمخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل في فلسطين" إن هناك ما يشبه الإجماع على ضرورة مواجهة أزمة فجوة المهارات، بما يشمل التركيز على إصلاح وتطوير قطاع التعليم باعتباره ساحة المواجهة الرئيسية لعلاج الأزمة، وتحقيق التواؤم بين المهارات المعروضة والطلب عليها في سوق العمل.

وأشارت الورقة إلى أن المطلوب تزويد السوق بالمهارات المطلوبة في المرحلة الرابعة للثورة الصناعية، أي تسليح الأجيال الجديدة بمهارات المرحلة القائمة الآن والمستقبلية، أو ما يدعى بمهارات القرن الواحد والعشرين، لإنقاذ اقتصادات العالم مما يطلق عليه "أزمة المهارات".

وبينت أن هذا الموضوع حظي باهتمام معهد "ماس" خلال السنوات القليلة الماضية، من خلال عدة دراسات للوقوف على حجم المشكلة، وخصائصها، وتأثيرها، وطرق مواجهتها في عدة قطاعات من بينها البناء والإنشاءات، والصحة، والسياحة، والصناعة.

اقرأ أيضاً: تزامناً مع المونديال.. ما هي فرص الحرب في عهد نتنياهو؟

وكشفت الورقة عن أزمة نقص وفجوة المهارات بدأت بالانتشار في جميع الدول المتطورة والنامية، وهي آخذة في الاتساع والتسارع بسبب عجز منظومة تأهيل الموارد البشرية عن تسليح الفتيات والفتيان بمهارات الوظائف الجديدة الناشئة بتأثير التطور التكنولوجي المتسارع وأتمتة الإنتاج واستخدام الروبوت والذكاء الاصطناعي، فإحلال الآلات مكان العمل البشري أدى إلى ظاهرة اختفاء الكثير من الوظائف وولادة وظائف جديدة.

وأضافت أن القوى العاملة باتت مضطرة للارتقاء بمهاراتها، أو تعلم مهارات جديدة للفوز بفرص العمل الشحيحة، فيما بات المشغلون، مضطرين لتدريب بعض العاملين لديهم، وتسليحهم بمهارات تشغيل التقنيات الجديدة، أو شغل الوظائف الجديدة الناشئة في مؤسساتهم.

وقدمت ورقة "ماس" توصيات عامة طالبت بربط التعليم والتدريب المهني بالجامعات، وفتح برامج تعليم وتدريب مهني فيها، لرفع مكانة وجودة التعليم المهني، والتخلص من عقدة النظرة الدونية للتعليم المهني.

كما طالبت باعتماد وتطبيق نظام توصيف مهني لخريجي الكليات والمدارس والمراكز المهنية، والاعتراف بمهاراتهم وتمييزهم في سوق العمل عن المشتغلين في أنشطة ووظائف دون تلقي التعليم والتدريب المطلوب لإتقانها.

ودعت الورقة إلى تطوير وتوطين واعتماد خصائص التعليم المطلوبة، وإدخال مهارات التعليم الرئيسية، والناعمة في مناهج التلاميذ في مراحل التعليم المختلفة، كما حثت على تطوير واعتماد خصائص معلم القرن الواحد والعشرين ودوره والاهتمام بشروط تعيينه وتأهيله وتوفير احتياجاته وتغيير دوره ليكون ميسراً ومحفزاً وملهماً لطلابه.

وأوصت "ماس" باعتماد وتطوير المهارات المطلوبة لسوق العمل الحالي والمستقبلي، واعتماد وتطبيق نماذج التعليم الجديدة التي تتمحور حول الطالب، وتحفزه على المشاركة والتعلم مدى الحياة، بالإضافة إلى تطبيق نموذج التلمذة المهنية للتعليم والتدريب المهني، بالتعاون والشراكة مع شركات القطاع الخاص والحكومة.

اقرأ أيضاً: التطوع بغزة.. فرصة إيجابية يشوبها الاستغلال

وطالبت الورقة بضرورة التوجه نحو التعليم الهجين أي الربط بين جميع المهارات التي يحتاجها سوق العمل بالتعليم الأكاديمي لمواكبة قطار الحداثة، وكذلك تعويم التعليم أي عدم ربط عملية القبول في الجامعات بمعدلات الثانوية العامة، وإلى ضرورة أن يكون هنالك قوانين نافذة بخصوص عملية التعليم والتعلم والتوظيف، والاهتمام أكثر بالنساء وكيفية إشراكهم في القطاع المهني وكذلك الأمر بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة.

كما دعت إلى إيلاء موضوع الريادة الاهتمام الواجب من قبل كافة القطاعات، وأن يكون هناك تمويل حكومي لمؤسسات التعليم العالي، وتدخل لسد الثغرات في التنسيق بين مؤسسات التعليم العالي والتعليم العام والحكومة، بالإضافة إلى دمج القطاع الخاص مع القطاع الحكومي مع قطاع التعليم لسد فجوة نقص المهارات.

يذكر أن نقص المهارات وفجوتها ظاهرة عالمية بدأت بالانتشار في جميع الدول المتطورة والنامية، وهي آخذة في الاتساع والتسارع بسبب عجز منظومة تأهيل الموارد البشرية عن تسليح الفتيات والفتيان بمهارات الوظائف الجديدة الناشئة بتأثير التطور التكنولوجي المتسارع في القطاعات والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية كافة.

المصدر : خاص-زوايا
atyaf logo