كتاب: حكومة إسرائيل اليمينية لن تصمد وعلى الفلسطينيين استثمار الفرصة

تكليف نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة
تكليف نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة

لازالت تداعيات نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي الخامسة والعشرون تلقي بظلالها على آراء وأقلام الكتاب والمحللين السياسيين، لا سيما بعد أن أفرزت هذه الانتخابات حكومة يمينية متطرفة سيقودها "بنيامين نتنياهو" خلال الفترة المقبلة.

هاني المصري الكاتب والمحلل السياسي وخلال مقال له أكد أن الحكومة القادمة ستؤيد بصورة أكبر من سابقاتها الترحيل والضم والموت للفلسطينيين، وتوسيع الاستيطان، وتهويد القدس والأقصى، والفصل العنصري، وتؤمن أكثر من سابقاتها أن الفلسطينيين ليس لهم حقوق، وستسمح للجنود بكل شيء، بما في ذلك إطلاق النار للقتل بشكل أكبر مما سبق.

وقال إن "الكهانية" الصهيونية بعثت حية بصيغة أذكى من صيغتها القديمة، وستشارك في الحكومة القادمة، مشيرًا إلى أن الظاهرة التي عكستها الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة ليس عابرة ولا مؤقتة، وإنما مجرد استمرار لتحولات سابقة وبداية لما سيحدث لاحقًا؛ حيث تشير كل البيانات إلى أن إسرائيل تسير بثبات وبتسارع نحو المزيد من تحكم اليمين السياسي والديني المتطرف.

ورغم إقراره بضرر نتائج هذه الانتخابات وآثارها السلبية على الفلسطينيين، رأى "المصري" أنه الاستفادة منها إذا ما جاء رد الفعل الفلسطيني والعربي والدولي بمستوى الخطر، من خلال ترك السياسة الفلسطينية القائمة على الانتظار والمراهنة على الآخرين، واعتماد سياسة فاعلة وقادرة على إحداث التراكم، عبر التشخيص الدقيق للواقع، لأن النظام العالمي الجديد لم تتبلور ملامحه بعد، وهو ما يتوقف على نتيجة الحرب الأوكرانية وتداعياتها.

وأضاف الكاتب "المصري" أن القراءة الموضوعية لما يجري، تقوم على أننا في مرحلة دفاع استراتيجي، وأن إسرائيل تحاول استكمال تحقيق أهداف الحركة الصهيونية بإقامة "إسرائيل الكبرى" اليهودية بأقل عدد ممكن من السكان الفلسطينيين.

وبين أن هناك من الفلسطينيين والعرب من يهوّن من هذه النتائج، ويعدّ انتصارات إسرائيل تكتيكية وهزائمها استراتيجية، وأن هناك من يروج أن اليمين في الحكم يختلف عنه في المعارضة، ومنهم من ينذر إسرائيل من مغبة تشكيل حكومة فاشية.

وأكد الكاتب أن المطلوب هو ما بين التهوين والتهويل، أن يسارع الفلسطينيون والعرب والعالم لإنقاذ المنطقة من عواقب سيطرة المتطرفين الفاشيين، الذين يقودونها إلى الجحيم، من خلال إشعال الحرب الدينية، وأن يحول الفلسطينيون هذه النتائج إلى فرصة للتكاثف والوحدة.

تغيرات عالمية

من جهته رأى "خير الله خير الله" الصحفي اللبناني أن حكومة إسرائيلية جديدة تضم وزراء من طراز المتطرف "ايتمار بن غفير" لن تكون مقبولة أمريكيا وأوروبيا ولن تستطيع العيش في هذا العالم، بما في ذلك التعاطي مع العالم العربي حيث باتت دول عدّة تقيم علاقات طبيعيّة مع إسرائيل.

وأضاف أن مثل هذه الحكومة لن تكون قادرة على التعاطي مع دول المنطقة ولا مع الداخل الإسرائيلي، كما لا يمكنها مواجهة النووي الإيراني، والانطواء على نفسها والتخلي عن الدعم الأميركي، موضحًا أن العالم تغيّر في ضوء حرب أوكرانيا، ولا تستطيع "إسرائيل" التكيف مع التغييرات العالميّة بحكومات تضمّ أمثال إرهابي مثل "بن غفير".

وقال "خير الله" إن "إسرائيل" ستواجه عاجلا أم آجلا الحقيقة المتمثلة بوجود ما بين سبعة وثمانية ملايين فلسطيني بين البحر المتوسط ونهر الأردن، ومليوني فلسطيني في إسرائيل نفسها وخمسة ملايين فلسطيني في غزّة والضفّة.

وتابع الكاتب اللبناني: "ليست الحكومة التي سيشكلها "بيبي" سوى نتيجة طبيعية لصعود اليمين المتطرف في إسرائيل بدعم من مجموعات فلسطينيّة، وضعت نفسها في تصرّف قوى خارجية، وسلطة فلسطينية لم تدرك يومًا أهمّية عامل الوقت، ولم تطرح تساؤلات محورها هل أرادت إسرائيل يوما التوصل بالفعل إلى سلام مع الفلسطينيين؟.

استثمار نتائج الانتخابات

أما "حمادة فراعنة" الكاتب والسياسي الأردني فدعا الجميع إلى التدقيق في كتبه الصحفي الإسرائيلي "جدعون ليفي" عندما قال ""جنديان من بين كل عشرة جنود صوتا لصالح المتطرف "إيتمار بن غفير"، اثنان من بين عشرة جنود كهانيان، يؤيدان الترانسفير، والضم، والموت للعرب"، وكذلك ما كتبه الصحفي الأميركي "توماس فريدمان" عندما عنون مقاله له "إسرائيل التي عرفناها لم تعد موجودة"، والتي تحدث فيها عن حكومة "نتنياهو" المقبلة المتطرفة.

وأضاف "سنرى ائتلاف اليمين المتطرف جداً، حلف جامح من زعماء الجمهور الديني والسياسي المتطرف قومياً، ومن بينهم بعض المتطرفين اليهود العنصريين الذين يكرهون العرب".

وأشار "فراعنة" إلى التحذير الذي أطلقه السناتور الأميركي من الحزب الديمقراطي "بوب منديز"، لـ"نتنياهو" بتآكل الدعم الذي تحصل عليه "إسرائيل" إذا شكل حكومة تضم متطرفين من اليمين، متسائلاً هل ستواجه مستعمرة اسرائيل انقلاباً لدى أصدقائها أو حلفائها الأميركيين والأوروبيين وحتى بعض العرب؟.

وطالب الكاتب الأردني الفلسطينيين باستثمار نتائج الانتخابات الإسرائيلية وتوظيفها عربياً ودولياً باتجاه تعزيز احترام المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني ودعمه والتعاطف الجدي مع الشعب الفلسطيني.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo