يجب استثماره

خبير مصري: موقف "لابيد" من حل الدولتين فرصة

لابيد
لابيد

دعا لواء مصري سابق إلى التعامل مع خطاب رئيس حكومة الاحتلال الحالي "يائير لابيد" الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بجدية تامة، وإعلان أكبر قدر من التأييد لموقفه من مبدأ حل الدولتين نظرًا لتماشيه مع الرؤى المطروحة لحل القضية الفلسطينية.

ورأى اللواء محمد إبراهيم الدويري نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن الموقف الذي اتخذه "لابيد" يعتبر متغيرًا مهمًا في الوقت الراهن وقد يغير من مسار القضية الفلسطينية إذا ما أحسن استثماره، خاصة أن "لابيد" أعلن موقفه في ضوء اقتناعه بأن استمرار الصراع لن يكون في مصلحة إسرائيل، كما أنه يعلم أن اتفاقات التطبيع لن توفر لإسرائيل الأمن والاندماج الإقليمي الذي تبحث عنه لاسيما مع تصاعد التوتر في الضفة المحتلة.

وتابع:" من الضروري أن نتعامل مع خطاب "لابيد" وألا ننظر إليه على أنه مناورة، وعلينا أن نستثمر هذا الموقف ونجعل منه نقطة انطلاق لتغيير الواقع الفلسطيني الراهن، خاصة أن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" أسرع بتأييد هذا الموقف، كما أن الرئيس "محمود عباس" رحب به أيضاً في خطابه أمام الأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً: عودة حماس إلى سوريا.. صدام المبادئ والمصالح

وطالب وكيل جهاز المخابرات المصرية السابق، في مقاله بصحيفة "الأهرام" القاهرية، تحت عنوان "حل الدولتين هل من متغير جديد؟"، الفلسطينيين بالاستعداد للمفاوضات في حالة استئنافها، وذلك بالتنسيق مع كل من مصر والأردن، والبدء فورا في تحقيق المصالحة التي ما زالت مفقودة والتي بدونها سوف يكون حل الدولتين معلقا حتى إشعار آخر.

كما طالب الدول العربية ببلورة رؤية شاملة وواقعية لوضع الآليات المطلوبة والمقبولة لتنفيذ مبدأ حل الدولتين مع مواصلة دعم موقف الرئيس عباس، موضحاً أن قوة "إسرائيل" تتيح لها السعي لإقامة السلام مع الفلسطينيين على أساس دولتين لشعبين وفق رؤية "لابيد"، مشيرًا إلى أن أغلبية الإسرائيليين تؤيد هذا الحل.

وأكد نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن حل الدولتين سيظل بمثابة الحل الوحيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني مهما يكن حجم العقبات المثارة أمامه حيث يعتبر مفتاح الاستقرار في المنطقة، مبينا أن كل ما يثار بشأن حلول أخرى وعلى رأسها حل الدولة الواحدة هو وهم كبير لا يمكن أن يتحقق، كونه سينهي الهوية الفلسطينية.

وكشف أن الساسة الإسرائيليين المتمرسين في العمل السياسي، وبعيدا عن التزامات ومزايدات الأحزاب الدينية المتطرفة، يعلمون أن الدولة الفلسطينية ستقام في النهاية ولكنهم يحاولون تأجيل إقامتها قدر استطاعتهم لأسباب انتخابية، ووضع الأسس التي تقيد قدرات هذه الدولة خاصة في المجالين الأمني والعسكري حتى لا تشكل أي تهديد للأمن الإسرائيلي.

وأضاف اللواء المصري أن الإسرائيليين يعلمون أن الفلسطينيين لن يقبلوا أن يظلوا تحت نير الاحتلال، وأن مقاومتهم ستتواصل بجميع الوسائل، كما يعلمون أن المجتمع الدولي كله يؤيد بالإجماع مبدأ حل الدولتين بما في ذلك الإدارة الأمريكية الحالية.

وقال اللواء محمد إبراهيم: "حتى لا نبتعد عن الواقع وتعقيداته فلابد أن نعترف بأن موضوع حل الدولتين يكتنفه العديد من الصعاب سواء ما يتعلق بحجم وموقع المستوطنات أو بالمتطلبات الأمنية الإسرائيلية، مضيفا أن هناك تقدما كبيرا قد حدث في معالجة القضايا الأمنية خلال المفاوضات التي تمت بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على مدى سنوات طويلة قبل عام 2014 وبعضها بمشاركة أمريكية، ومن ثم لا ينبغي عند استئناف التفاوض البدء من نقطة الصفر بل الاستفادة من كل المقترحات السابقة الموثقة في الملفات".

وأضاف: "من المؤكد أن الجانب الفلسطيني على استعداد لطمأنة كل جيرانه وليس إسرائيل فقط بأن الدولة الفلسطينية المرتقبة لن تمثل أي تهديد لأي دولة، بل إن هناك قبولا مبدئيا بالإجراءات الأمنية التي تطمئن الجميع بشرط ألا تؤثر على سيادة الدولة الجديدة، حيث إن الشعب الفلسطيني الذي انتظر تحقيق حلم الدولة سنوات طويلة سيكون أكثر حرصا على استقرارها".

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo