مطلوب أفعال

مؤرخ فلسطيني: خطابات الرئيس "عباس" أسيرةً لاتفاق "أوسلو" ومكررة

محمود عباس
محمود عباس

عكس الخطاب الأخير لرئيس السلطة محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الواقع المعقد الذي يواجهه الفلسطينيون في صراعهم مع قوة الاحتلال، من جهة، وبقاء سياسات القيادة الفلسطينية أسيرة "اتفاق أوسلو"، من جهة ثانية.

وكغيره من الخطابات السابقة للرئيس عباس أمام الأمم المتحدة، أكد أبو مازن أنه بات على قناعة بأن إسرائيل، لم تعد مستعدة لصنع السلام مع الفلسطينيين في ظل توجهها أكثر فأكثر نحو مواقع اليمين القومي والديني واستمرار حكامها في سياساتهم الاستيطانية والعدوانية.

اقرأ أيضاً: ائتلاف "أمان": هيئة تسوية الأراضي تعاني مصاعب تسهل الفساد

وأمام هذه القناعة دعا "ماهر الشريف" المؤرخ والباحث الفلسطيني القيادة الفلسطينية بالانتقال من الأقوال إلى الأفعال، والتحرر نهائياً من أسر "اتفاق أوسلو"، وأنه لم يعد ملزما لها، بعد أن تنصلت منه "إسرائيل" بإجراءاتها الاستيطانية والاحتلالية على الأرض.

وطالب "الشريف" بتغيير وظائف السلطة الفلسطينية والتعامل مع إسرائيل على أساس العلاقة بين دولة احتلال وشعب محتل، مؤكدا أن الخيار ورغم صعوبته سيفتح أمام الشعب الفلسطيني أفقاً سياسياً جديداً وقد يوفر شروط استعادة الوحدة الوطنية، ويسمح بتحوّل أشكال المقاومة المختلفة التي يخوضها شعبنا، إلى نضال شامل ضد الاحتلال ومستوطنيه، ويضع العالم أمام مسؤولياته ويفرض عليه التحرك لفرض شروط السلام العادل.

وكشف المؤرخ الفلسطيني إلى أن خطاب الرئيس عباس الأخير في الأمم المتحدة حمل تناقضات عديدة، وكان نسخة مكررة من عدة خطابات سابقة له على ذات المنبر، بعد أن أعاد التأكيد على القناعة بأن الفلسطينيين لا يملكون شريكاً يصنعون معه السلام العادل، وهو ما أكده في خطابه السابق أمام الجمعية العامة في سبتمبر عام 2015، عندما أشار إلى عزم الفلسطينيين على التنصل من الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، قائلاً:" طالما أن إسرائيل ترفض وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى وفق الاتفاقات معها، فإنها لا تترك لنا خياراً سوى التأكيد على أننا لن نبقى الوحيدين ملتزمين في تنفيذ تلك الاتفاقيات، بينما تستمر إسرائيل في خرقها".

وفي الخطاب الذي ألقاه في 20 سبتمبر 2017، لوّح الرئيس بتوجّه الفلسطينيين نحو سحب الاعتراف بإسرائيل، الذي انطوى عليه "اتفاق أوسلو"، ثم عاد في خطابه في سبتمبر 2021 ليؤكد أن أمام إسرائيل عاماً واحداً "لتنسحبَ من الأراضيِ الفلسطينيةِ المحتلةِ منذ العام 1967.

ورغم ذلك وبحسب الباحث الفلسطيني بقي الرئيس عباس يشدّد على تمسكه بالسلام ومد يده لمن هو مستعد للتوصل إليه، في جميع خطاباته في الأمم المتحدة، مؤكداً أن الفلسطينيين لم يتركوا خلال كل السنوات الماضية باباً إلاّ وطرقوه "من أجل إقناع إسرائيل بالعودة للجلوس إلى طاولة المفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة، ولكنها رفضت وترفض ذلك".

اقرأ أيضاً: العقاب البدني في المدراس الفلسطينية.. جدل الرفض والتأييد

كما أوضح المؤرخ "الشريف" أن التناقضات في خطابات الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تظهر عندما يتوقف أمام الخيارات السياسية المطروحة أمام الفلسطينيين؛ فهو يشيد من ناحية، بالإنجازات التي تحققت على طريق بناء الدولة الفلسطينية ومؤسساتها، ويعود ويؤكد، من ناحية أخرى، أن عدم التزام إسرائيل بالاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية واستمرارها في سياساتها الاستيطانية والعدوانية جعل السلطة الفلسطينية تتحوّل إلى "سلطة شكلية بدون سلطات حقيقية"، الأمر الذي يفرض دعوة إسرائيل إلى تحمّل مسؤولياتها عن الأراضي الفلسطينية باعتبارها قوة الاحتلال.

وعاد "الشريف" إلى التأكيد أن الانتقال من الأقوال إلى الأفعال، لن يكون ممكناً ما لم تتحرر القيادة الفلسطينية نهائياً من أسر "اتفاق أوسلو".

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo