على أكثر من جبهة

تل أبيب تخشى انفجار الأوضاع خلال الأعياد وقبل انتخابات الكنيست

انتشار الجيش خلال الأعياد الإسرائيلية
انتشار الجيش خلال الأعياد الإسرائيلية

عبرت محافل إسرائيلية عن مخاوفها من انفجار الأوضاع على عدة جبهات قبل إجراء الانتخابات الإسرائيلية المقررة في شهر نوفمبر القادم ولا سيما في فترة الأعياد اليهودية.

وبحسب معهد أبحاث السياسات التابع لجامعة "رايخمان" العبرية فإن الأسابيع المقبلة، تتضمن احتمالات انفجار مرتفعة، على عدة اتجاهات من بينها استمرار التصعيد الأمني في شمال الضفة، والتصعيد خلال فترة الأعياد اليهودية في المسجد الأقصى، وتهديدات تنظيم حزب الله اللبناني تزامنًا مع بدء عمليات استخراج الغاز من حقل "كاريش"، واستمرار "إيران" في التقدم ببرنامجها النووي.

العمليات المسلحة بالضفة

وأوضح المعهد أن سلسلة العمليات الفلسطينية خلال الأسابيع الماضية، شمال الضفة، وتحديداً في مدينتيْ جنين ونابلس، يعطي مؤشرًا لاحتمال ارتفاع حدة التصعيد الذي بدأ منذ منتصف العام في الضفة.

وأرجع المعهد الأسباب إلى شجاعة جيل الشباب الفلسطيني ومنفذو العمليات، والضعف الذي تعانيه السلطة الفلسطينية وعدم إحكام سيطرتها الأمنية، بالإضافة إلى ازدياد عمليات الاقتحامات والملاحقة الإسرائيلية للشبان الفلسطينيين الذي يؤدي إلى ازدياد حدة الاشتباك في الميدان.

كما أشار المعهد الإسرائيلي إلى حالة الغضب التي تنتاب قيادة السلطة نحو إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، لعدم قدرتها على إقناع إسرائيل بتغيير سياساتها، إلى جانب الشعور بخيبة الأمل بعد زيارة بايدن إلى المنطقة والتي لم تؤد إلى نتائج تُذكر لمصلحة الفلسطينيين.

فلسطينيو الداخل والمسجد الأقصى

كما عبرت المحافل الإسرائيلية عن مخاوفها من اشتعال الأوضاع في محيط المسجد الأقصى، في حال كان التمثيل العربي في الكنيست ضئيلاً، الأمر الذي سيؤدي إلى تعميق التوتر ما بين فلسطيني الداخل ومؤسسات الدولة العبرية واليهود.

وقالت إن المجتمع العربي في إسرائيل لا زال يعيش حالة احتقان، بسبب أحداث العنف الداخلي والإجرام، إلى جانب الشعور بتراجع السيطرة والحكم في مناطق مختلفة داخل الدولة العبرية، وهو ما يقلص إنجازات القائمة "الموحدة" خلال العام الماضي؛ هذا إلى جانب يأس عميق في أوساط العرب من الحالة السياسية برمتها، ومن المتوقع أن يتم التعبير عنه بنسبة تصويت منخفضة في الانتخابات القريبة.

حقل "كاريش"

جبهة أخرى تخشى "إسرائيل" من اشتعالها قريبا خلال الأسابيع المقبلة وهي جبهة لبنان، وذلك في أعقاب التهديدات الاستثنائية التي أطلقها حسن نصر الله الأمين العام لـ"حزب الله" ضد إسرائيل في حال أقدمت على استخراج الغاز بشكل أحادي الجانب من حقل "كاريش" ودون اتفاق.

وكان الوسيط الأميركي "عاموس هوكشتاين" أنهى جولة مشاورات إضافية ما بين لبنان وإسرائيل، من دون أي بيان عن حصول اختراق، على الرغم من التسريبات التي أشارت إلى تقدُّم جدي في المفاوضات.

هذا وتحدثت مصادر عبرية عن مبادرة تبدو أنها حل، وفي إطارها تتنازل إسرائيل عن سيادتها على حقل "قانا"، وتحصل في المقابل على عوائد من شركة "إنيرجيان" التي من المفترض أن تقوم بالتنقيب.

وزعمت المصادر أن حزب الله يستغل الأزمة بهدف تحسين صورته كـ"حارس الموارد الطبيعية في لبنان"، ويطمح إلى الخروج من الأزمة منتصراً، في جميع السيناريوهات، مشيرةً إلى أن تقديرات حزب الله تفيد بأن إسرائيل ستمتنع في فترة الانتخابات وعشية الأعياد من اتخاذ خطوات أحادية الجانب، خشية زعزعة الاستقرار، ولذلك، يسمح لنفسه برفع الرهان.

الاتفاق النووي

من جهة أخرى يشكل الاتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى، جبهة تهديد جديدة بحسب معهد السياسات الإسرائيلي، حيث يرى في الاستمرار في المفاوضات دون التوصل إلى اتفاق جديد وتجديد المراقبة، خطورة كبيرة تساعد طهران في التقدم للوصول إلى قدرات على عتبة النووي، من دون أي إزعاج.

وقال المعهد إن الحديث يدور عن تكتيك تفاوضي إضافي تحاول إيران من خلاله دفع الغرب إلى تقديم المزيد من التنازلات، أو أن إيران غير معنية أصلاً بالاتفاق، بسبب عدم وجود الثقة، والتخوف من تغيّر السياسة الأميركية والانسحاب من الاتفاق بعد الانتخابات وتغيُّر الإدارة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الموقف الإيراني يدلل على أن كرة التقدم في المفاوضات في ملعبها، وحتى اللحظة، لا يبدو أنها مرغمة على الحسم، إذ تمتنع القوى العظمى من تفعيل ضغوط جدية، أو تهديد محسوس، يدفعها إلى التفكير من جديد في تغيير سلوكها عموماً، وفي المفاوضات على وجه الخصوص.

وأوضح المعهد الإسرائيلي أن الموقف الغربي يخدم مصلحة إيران، ويسمح لها الاستمرار بالمناورة، فمن جهة، تمتنع من كسر القواعد كلياً في المفاوضات؛ ومن جهة أُخرى، تستمر في الدفع قدماً بمشروعها النووي، والسعي للحصول على قدرات متطورة من دون قيود جدية.

وقدم معهد السياسات التابع لجامعة "رايخمان" العبرية جملة من التوصيات بضرورة حفظ الهدوء في محيط المسجد الأقصى، إلى جانب استمرار العمل المركز ضد التنظيمات الفلسطينية في الضفة، وتعزيز استقرار النظام الاقتصادي الفلسطيني، والمحافظة على التنسيق الأمني، لضمان عدم انفجار الأوضاع في الضفة والداخل المحتل.

وفيما يتعلق الوضع اللبناني دعت اللجنة حكومة الاحتلال إلى العمل لاستكمال الاتفاق بوساطة أميركية على الحدود البحرية مع لبنان، وتقسيم أرباح الغاز، وتأجيل استخراج الغاز لبضعة أسابيع، بهدف استنفاد المفاوضات حتى الوصول إلى صفقة.

وفي المجال الإيراني، حث المعهد "إسرائيل" على الاستمرار في الحفاظ على التنسيق الاستراتيجي الوطيد مع الولايات المتحدة في المجال السياسي، الأمني-العسكري، مع الحفاظ على حديث داخل الغرف المغلقة والامتناع من خوض نقاشات علنية مع الإدارة.

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo