تقارب بحجة ايران

بروفيسور إسرائيلي يشكك في اتفاقات التطبيع: "لا تثقوا في الدول العربية"

اتفاقيات التطبيع العربية
اتفاقيات التطبيع العربية

رغم مرور أكثر من عامين على توقيع اتفاقات التطبيع مع عدد من الدول العربية على رأسها الإمارات والبحرين، إلا أن بعض الكتاب الإسرائيليين يعتقدون أن هذه الاتفاقات ستبقى هشة ورهينة للرياح الجيوسياسية ‏التي تجتاح المنطقة، وكذلك ما قد يفعله أو لا يفعله الفلسطينيون في الأشهر والسنوات المقبلة.‏

وهنا يشير الكتاب والبروفيسور الإسرائيلي "ألون بن مئير" في مقال له إلى الاعتقاد الإسرائيلي الخاطئ بأن الدول العربية المطبعة تخلت عن القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية يظل بالنسبة لهم شرطًا لا ‏غنى عنه لتحقيق سلام عربي-إسرائيلي شامل.

وأضاف: يجب على كل إسرائيلي أن يتذكر أن ‏الأمن القومي الإسرائيلي النهائي يعتمد على السلام مع الفلسطينيين، ولتحقيق هذه الغاية، يجب على قادة الاحتلال ‏الالتزام بإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والنظر إلى اتفاقيات "إبراهام" على ‏أنها لبنة البناء التي سيتم عليها بناء سلام عربي - إسرائيلي شامل يشمل الفلسطينيين، وليس على أنها ‏اتفاقيات تقضي على مطلب الفلسطينيين المشروع بإقامة دولة مستقلة خاصة بهم.‏

اقرأ أيضاً: ترجمة خاصة إنه لغز لا يريد أحد اكتشافه: كم عدد العرب بالفعل بين الأردن والبحر؟

وأرجع الكاتب الإسرائيلي نجاح اتفاقيات التطبيع إلى مصالح الأمن ‏القومي للدول العربية التي ترى في مواجهة التهديد الإيراني، وطموح طهران في أن تصبح القوة المهيمنة في ‏المنطقة، عاملاً مشتركا بينها وبين إسرائيل، موضحًا أن دول الخليج تنظر إلى إسرائيل كشريك استراتيجي بسبب عوامل حاسمة من بينها :"القوة ‏العسكرية والاستخباراتية لإسرائيل، والتكنولوجيا ‏المتقدمة التي تمتلكها ، بالإضافة إلى قوة النووية الإسرائيلية التي يمكن لدول الخليج الاعتماد عليها،‏ أكثر من الولايات المتحدة كونها مهددة وجوديًا من قبل إيران. ‎

وشدد على أن هذه العوامل أعطت لإسرائيل نفوذاً سياسياً هائلاً، وقدمت تحديًا للدول الخليجية إما تطبيع العلاقات مع إسرائيل الآن أو التمسك بمبادرة السلام العربية‎ التي ‏تشترط تسوية الصراع مع الفلسطينيين، فاختار الموقعون على اتفاقيات "إبراهيم " الخيار ‏الأول.

وذكّر الصحفي الإسرائيلي "بن مئير" القادة الإسرائيليين بحقيقة أن هذه الاتفاقات ستبقى رهينة للرياح الجيوسياسية ‏التي تجتاح المنطقة، وبمبادرة السلام العربية‎ ‎قبل 20 عامًا، حيث أدى اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، ‏إلى تدمير ما تبقى من ثقة إسرائيل بالفلسطينيين، وانتهت مفاوضات السلام بين الجانبين بالفشل، بعد أن زاد الموقف ‏التفاوضي للسلطة الفلسطينية تشددا خوفا من أن يُنظر إليه على أنه خيانة للقضية الفلسطينية، ووقفت الدول العربية دون استثناء إلى جانب الفلسطينيين، بعد أن وسعت إسرائيل بشكل كبير مشروعها الاستيطاني وضمت المزيد ‏من الأراضي الفلسطينية، بينما كان الجمهور الإسرائيلي يتجه بثبات إلى يمين الوسط، مما جعل احتمال ‏إقامة دولة فلسطينية بعيدًا أكثر من أي وقت مضى‎.‎

اقرأ أيضاً: بالأدلة.. ناشطة إسرائيلية تتهم أجهزة الاحتلال بدعم عنف المستوطنين بالضفة

كما أشار البروفيسور الإسرائيلي إلى أن اتفاقيات التطبيع تنص بوضوح على أن الطرفين يلتزمان بمواصلة جهودهما ‏للتوصل إلى حلّ عادل وشامل وواقعي ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وتابع:" ليس مجرد كلام. الدول العربية، مثل إسرائيل، عالقة مع الفلسطينيين. قد يختلفون معهم في مجموعة من ‏القضايا، لكنهم لا يستطيعون ولن يقبلوا أو يتسامحوا مع الاحتلال الإسرائيلي ‏الوحشي إلى الأبد، فلا تثقوا بهم، ويجب أن يكون الصدام العنيف والهائل بين الجنود والشرطة الإسرائيليين والشباب ‏الفلسطيني في القدس بمثابة تذكير للإسرائيليين بالموقف الفعلي للعالم العربي".

ورأى "بن مئير" أن اتفاقيات "إبراهام" تقدم لإسرائيل فرصة فريدة للتحرك في هذا الاتجاه، وأن الحل الوحيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني يكمن في كونفدرالية بين إسرائيل والفلسطينيين ‏والأردن.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo