لدورها الإقليمي الجديد

معهد إسرائيلي يطالب بدعم مصر في مواجهة تركيا

مصر وتركيا
مصر وتركيا

طالب الجنرال "عيران ليرمان" نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن الإسرائيلي، إلى دعم مصر وضمان الاستقرار السياسي فيها اقتصادياً وأمنياً، باعتبارها عنصر أساسي في بناء هيكلية أمنية جديدة في منطقة الشرق الأوسط والنظام الإقليمي.

وأكد أنه رغم حالة التوتر الظاهرة على العلاقات المصرية الإسرائيلية، لكن الأوساط الأمنية في تل أبيب ما لبثت أن تؤكد على أن الدور المركزي الذي لعبته المخابرات المصرية خلال العدوان الأخير على غزة تذكير آخر بأهمية مصر".

وقال "ليرمان" إن الحرص الإسرائيلي على استقرار الأوضاع السياسية في مصر ينطلق من عدة فرضيات أساسية، أولها الاطمئنان على الوضع في ليبيا، وثانيها التعاون في مجال الطاقة والقضايا الاقتصادية والبيئية، وثالثها الانخراط في مزيد من التدريبات العسكرية المشتركة على نطاق واسع"، مشيرا إلى أن مسألة الحكم في مصر بعد الإطاحة بالإخوان المسلمين "شكلت محوراً مركزياً في تشكيل وجهة نظر مشتركة لإسرائيل واليونان وقبرص".

اقرأ أيضاً: ما حقيقة توتر العلاقات المصرية الإسرائيلية؟

وشدد على أن الاستقرار الداخلي، والتوجه الإقليمي والدولي لمصر، تعد عناصر أساسية في بناء الهيكل الأمني لإسرائيل، سواء في الشرق الأوسط بتعريفه التقليدي، أو في شرق البحر المتوسط، أو في إنشاء أنظمة جديدة للتعاون الاستراتيجي".

وأشار نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن الإسرائيلي إلى دعم مصر العلني لاتفاقيات السلام والتطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان، واعتبرها إحدى السمات المميزة والفوائد للشراكة الإسرائيلية المصرية في حوض شرق البحر الأبيض المتوسط.

وأضاف المعهد الإسرائيلي أن الحكومة المصرية رحبت بحرارة باتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وثلاث دول عربية بما في ذلك السودان، والتي تفرعت معها علاقات نفوذ معقدة، كما حالت القاهرة دون مناقشة وعقد اجتماع في جامعة الدول العربية بشأن المطالب الفلسطينية، وهي أمور مختلفة تماما عن أنماط السلوك في القاهرة خلال الماضي.

وأكد المركز أنه يجب أن يُنظر إلى الأمر عمليا على أنه أحد المكافآت المهمة التي تحصل عليها إسرائيل بسبب التزامها بالقوة الجديدة في البحر الأبيض المتوسط"، منوها إلى أن إسرائيل أعطت دعما صريحا للموقف اليوناني والمصري في مواجهة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ترسيم الحدود المائية الاقتصادية والصراع الذي ينطوي عليه من أجل مستقبل ليبيا.

ونوه المركز إلى أن هذا الموقف هو جزء مهم من الشراكة التي تطورت بين إسرائيل ومصر والإمارات العربية المتحدة وفرنسا.

كما تطرق المركز إلى "اجتماع القمة" الأخير في نيقوسيا الذي ضم كلا من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس قبرص اليونانية "نيكوس أنستادياديس" ورئيس الوزراء اليوناني "كيرياكوس ميتسوتاكيس" في 21 أكتوبر، وقبلها زيارة وزير التعاون الإقليمي في إسرائيل "أوفير أكونيس" أثينا ووقع خطة تعاون تشمل اليونان وقبرص والإمارات والبحرين إلى جانب إسرائيل، إلى جانب وزير الخارجية غابي أشكنازي الذي شارك في لقاء دوري ثلاثي مع قبرص واليونان.

اقرأ أيضاً: ترجمة خاصة قبل شهرين من الانتخابات يكتشف لابيد ما يعرفه نتنياهو جيداً

وأوضح الجنرال الإسرائيلي أن هذه التطورات شكلت لبنات بناء لمجموعة إقليمية جديدة ذات أهمية كبيرة في هذا الوقت، خاصة بالنسبة لمصر".

وشدد "ليرمان"، على أهمية "دور إسرائيل الحساس في إنقاذ الحالة الاقتصادية في مصر شرط إخفائه، كما هو الحال في التعتيم على دورها في الحملة على الجماعات المسلحة في سيناء، مع التأكيد على مساعدة القيادة المصرية على عدة مستويات ومجالات".

وتابع: "مكانة مصر الإقليمية تستدعي من وجهة النظر الإسرائيلية تعزيز حكم النظام الحالي، سواء من خلال المشاريع الاقتصادية، أو التدريبات العسكرية المشتركة".

وأوضح أن إسرائيل لا تخفي أن مصر تعدّ ركيزة أساسية للنظام الإقليمي، حتى لو تضاءل تأثيرها المباشر بشكل كبير، أولا لأنها لا تزال الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في المنطقة، وتجاوزت عتبة 100 مليون نسمة، وثانيا تقع على مفترق طرق استراتيجي ذي أهمية حاسمة، وثالثا لوجود قناة السويس كممر ضروري للذراع البحري لمبادرة الحزام والطريق الصينية، ورابعا لأنها مقر الجامعة العربية، وكل هذه العوامل تعطي أهمية كبيرة للاستقرار السياسي والوضع الاقتصادي في مصر".

وبحسب "ليرمان" فإن العواقب المحتملة لتراجع إمدادات القمح والمنتجات الغذائية إلى مصر بسبب حرب أوكرانيا؛ قد يخلق ضائقة ونقصا من شأنه أن يخدم العناصر الإسلامية الساعية لتقويض نظام الحكم، فضلاً عن التنافس المصري التركي للسيطرة على المياه الاقتصادية لليبيا، وهو ما دفع الإمارات واليونان وإسرائيل لدعم الخريطة المصرية للحدود البحرية، والحرص الإسرائيلي على دعم الموقف المصري من جهة، وكبح النفوذ التركي من جهة أخرى".

المصدر : متابعة- زوايا
atyaf logo