زيارة بايدن تغضب الفلسطينيين: سياسة أمريكا تجاهنا غارقة في التناقض والنفاق 

عباس وبايدن في زيارته الأخيرة
عباس وبايدن في زيارته الأخيرة

رغم تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن مجددا، دعمه لخيار "حل الدولتين" إلا أنه لم يقدم أي خطة أو مقترح لدعم هذا الخيار أو دفع التسوية السياسية المتوقفة منذ فترة طويلة.

وأبدى كتاب ومحللون سياسيون فلسطينيون تشاؤمهم حيال إمكانية إقدام واشنطن على ممارسة أي ضغوط على إسرائيل، للموافقة على إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

ورأت د. دلال صائب عريقات أستاذة الدبلوماسية والتخطيط الاستراتيجي، أن سياسة أمريكا تجاه الملف الفلسطيني غارقة في التناقض والمماطلة والنفاق والانحياز لدولة الاحتلال سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين.

وأضافت أن "بايدن" أكد نواياه السلبية تجاه السلام العادل والحقوق المتساوية في منطقتنا، ورغم ذلك فإن المأساة والحقيقة أن كلا من الفلسطينيين وحلفائهم في الشرق الأوسط يؤمنون بقوة بأن التغيير السياسي لا يمكن أن يحدث إلا بالمشاركة الأمريكية والضغط على إسرائيل، بينما يعتقد الامريكان أن أفضل طريقة لتأمين التعاون بين الإسرائيليين والفلسطينيين هي بناء النتائج تدريجياً بمرور الوقت وبناء خطوات الثقة وإثبات النوايا الجادة. 

وقالت "عريقات" إذا كانت إدارة بايدن جادة حقًا، فعليها التوقف عن المماطلة والبدء في وضع الحقائق على الأرض وإعادة فتح القنصلية التاريخية- ومكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن العاصمة واسقاط صفة الارهاب عن المنظمة، كما يتعين على الولايات المتحدة التوقف عن التظاهر بأنها تدافع عن حل الدولتين، حيث تعمل دولة الاحتلال بالفعل على ترسيخ واقع الدولة الواحدة بأدوات وسياسة الفصل العنصري الموثق.

العودة إلى الأصول

من جهته قال سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق إن هناك شبه إجماع فلسطيني باستحالة أن يكون ممكناً على المدى المنظور توقع قبول أي حكومة اسرائيلية بحل يلبي ولا حتى الحد الأدنى لطموحات الشعب الفلسطيني وتطلعاته، ناهيك أن يكون منطلق هذا الحل التسليم بأن الفلسطينيين شعب له، كسائر شعوب العالم، الحق الطبيعي في تقرير مصيره.

اقرأ أيضاً: كتاب إسرائيليون: غاز لبنان فرصة إسرائيل الضائعة خلال زيارة "بايدن"

وتساءل فياض ماذا تغير منذ تولي بايدن منصبه منذ نحو عام ونصف؟، فبرأيه دأبت الإدارات الأمريكية السابقة على إعطاء أولوية للتفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول ما يسمى بقضايا الوضع الدائم. 

وأضاف حري بالقيادة الفلسطينية أن تذكر الرئيس الأمريكي بمبدأ توجيهي شكل مرتكزاً أساسياً لحملته الانتخابية لجهة التزامه "بالعودة إلى الأصول" في إدارة الولايات المتحدة لعلاقاتها الدولية، والتي انقلب سلفه على معظمها بوجه عام، وعلى جميعها فيما يتصل بالشأن الفلسطيني بدءاً بقراره نقل مقر السفارة الأمريكية إلى القدس.

يذكر أنه في أعقاب الإعلان عن القرار المذكور، وحتى قبل أن تم النقل الفعلي لمقر السفارة، جرى ترويج على نطاق واسع لفكرة مفادها استحالة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء فيما يتصل بهذا الشأن في مرحلة ما بعد ترامب. ومن هذا المنطلق، لم يكن مستغرباً ألا تتطرق أفكار إدارة بايدن فيما يتعلق "بالعودة إلى الأصول" في قضايا الشرق الأوسط  لموضوع السفارة. 

واقترح فياض البدء في تصعيد الأمور فلسطينياً من خلال الطلب بشكل محدد من الرئيس الأميركي أن يبادر بالطلب إلى وزير خارجيته إلغاء قرارين اتخذهما وزير الخارجية السابق بومبيو، يتعلق أولهما بالإعلان عن عدم اعتبار الاستيطان الإسرائيلي منافياً للقانون الدولي، وثانيهما بوسم صادرات المستوطنات الإسرائيلية إلى الولايات المتحدة كمنتجات إسرائيلية المنشأ، بما يعنيه ذلك من ضم اسرائيلي فعلي لأرض فلسطينية محتلة.

نظرة تفاؤل

وخلافا للنظرة المتشائمة للزيارة رأى "جواد بولس" الكاتب والمحامي الفلسطيني أن زيارة بايدن لمستشفى المطلع في القدس، وبعدها الانتقال لمقابلة الرئيس محمود عباس في مدينة بيت لحم قد تعني تأكيد الموقف الدولي القاضي بكون القدس الشرقية أرضًا محتلة، خاصة إذا أسقطنا معاني إعلان "بايدن" حول موقف دولته بشأن "حل الدولتين"، الذي يبقى حسب قوله: "الطريق الأفضل لتحقيق السلام والحرية والازدهار والديموقراطية للإسرائيليين والفلسطينيين".

وقال "بولس" في مثل هذا الواقع، الذي تضمحل فيه خياراتنا النضالية وتزداد أوضاعنا سوءًا يومًا بعد يوم، فإن قيادتنا مطالبة بتقديم ورقة لبايدن تشمل حقوقنا المسلوبة وممارسات حكومات إسرائيل المتعاقبة وسياسات القمع والاضطهاد العنصري الذي مورس ويمارس ضد شعبنا الفلسطيني.

اقرأ أيضاً: الصحف العبرية: مصير "بايدن" معلق بالسعودية وزيارته لم تحقق شيئا لإسرائيل

وأضاف: ماذا لو جرّبنا وحاولنا التأثير على أنظمة أثبتت انزياحها لصالح إسرائيل، خاصة في وضع صارت فيه معظم أنظمة العالم قريبة من إسرائيل ومن أميركا؟.

"نبيل عمرو" الكاتب والسياسي الفلسطيني تطابقت نظرته للزيارة مع نظرة "بولس" حيث اعتبر احتفاظ الإدارة الديمقراطية بعلاقة مع السلطة الفلسطينية بعد انقلاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عليها ميزة يتعين على السلطة أن تحتفي بها.

وأكد الإدارة الأمريكية تواصل المناداة بحل الدولتين وانتقاد الاستيطان مع انعدام الجهد في تفعيل هذه المواقف مستعيضة عنه بتقديم مساعدات إنسانية لا ترقى إلى الحد الأدنى مما يحتاجه الفلسطينيون على الصعيد السياسي.

وخلص "عمرو" إلى أننا كفلسطينيين لو بقي الحال عندنا على ما هو عليه الآن فسوف تظل زيارتنا بالنسبة لبايدن وغيره مجرد مجاملة واسترضاء.

المصدر : متابعة- زوايا
atyaf logo