كتاب إسرائيليون: غاز لبنان فرصة إسرائيل الضائعة خلال زيارة "بايدن" 

حقول الغاز في لبنان
حقول الغاز في لبنان

منذ عدة أعوام تجري مفاوضات إسرائيلية – لبنانية على ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين، دون التوصل إلى اتفاق يكون في مصلحة لبنان ويسمح لها باستخراج الغاز الموجود بكميات كبيرة مقابل شواطئه، للتخفيف من الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.

ورغم رعاية الولايات المتحدة لهذه المفاوضات إلا أن "غيورا أيلاند" الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي قال في مقال له نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية اعتبر أن إسرائيل أضاعت الفرصة خلال زيارة الرئيس الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط، بالتلويح بموضوع التهديد العسكري الأكثر أهمية الذي تواجهه من جانب "حزب الله".

وزعم "أيلاند" أن "حزب الله" يريد تقوية النزاع كي يُبقي في يده الذريعة "الوطنية" لشن حرب ضد إسرائيل التي أعلنت البدء باستخراج الغاز الطبيعي من حقل "كاريش"، المتنازَع عليه بين إسرائيل ولبنان.

وأضاف كان يجب إقناع بايدن بالتوجه علناً إلى الرئيس اللبناني والشعب اللبناني، وأن يقول لهما: "أجبرت الولايات المتحدة إسرائيل على الموافقة على خط الحدود البحرية الذي اقترحه لبنان، وأنتظر الآن من الحكومة اللبنانية أن توقّع مع إسرائيل على هذا الخط، إذا فعلتم ذلك فبإمكانكم البدء باستخراج الغاز، بما فيه مصلحة المواطنين اللبنانيين". 

اقرأ أيضاً: الصحف العبرية: مصير "بايدن" معلق بالسعودية وزيارته لم تحقق شيئا لإسرائيل

وأكد الكاتب الإسرائيلي أن خطاب كهذا من جانب الرئيس الأميركي، كان سيجبر "حزب الله" على وقف تهديداته للحكومة اللبنانية، كما كان سيؤدي إلى ترسيم متفق عليه للحدود البحرية، وسيسحب من تحت أقدام أمين عام حزب الله حسن نصر الله البساط الذي ينسجه منذ أعوام، على حد قوله.

حرب استنزاف

من جهته قال "دنيال سوبلمان" الأكاديمي الإسرائيلي إن "حزب الله" قرر الشروع في "حرب استنزاف" ضد إسرائيل، بهدف عرقلة، أو تأخير، أو منع تشغيل منصة "كاريش" البحرية من دون الانجرار إلى مواجهة واسعة، وبهذا، يتحول الحقل إلى شبيه بحري بمستوطنات غلاف غزة، والتي أجبرت من خلالها دولة الاحتلال إلى تقديم تنازلات اقتصادية لغزة خشية من الذهاب لحملة عسكرية كبيرة.

وطالب "الأكاديمي" في مقال له نشرته صحيفة "هآرتس" إسرائيل بأن تأخذ بالحسبان أنها ستكون قريباً أمام تحدٍّ شبيه، ولو كان أخطر بكثير، في الشمال، فكما أملت "حماس" كسر الوضع القائم من دون الانجرار إلى تدهور شامل يطمح نصر الله اليوم إلى أن يفرض على إسرائيل تغيير سياستها من دون الانجرار إلى حرب.

ومؤخرًا حذر "حزب الله" من أن المسيّرات التي أطلقها باتجاه منصة الغاز، حيث أسقطها الجيش الإسرائيلي، لم تكن إلا "بداية متواضعة" لخطة، الهدف منها زعزعة الوضع الاقتصادي القائم، ولو كان الثمن حرباً.

ودعا "سوبلمان" متخذي القرارات في إسرائيل بوضع أهدافاً استراتيجية واقعية، تأخذ بعين الاعتبار أنه كما حدث في قطاع غزة يمكن أن تجد إسرائيل نفسها مقابل "حزب الله" أيضاً أمام خيارات "استنزاف" محدود، أو اشتباك عسكري يمكن أن ينعكس على المنطقة برمتها.

مكان حساس 

بدوره رأى "شاؤول حورب" البروفيسور الإسرائيلي أن إسرائيل ستدفع ثمن غياب سياسة واضحة بشأن حقل "كاريش"، مشيرا إلى أن الموقف اللبناني مقلق على نحو خاص على خلفية التهديدات الأخيرة لحزب الله، لضرب المنصة.

وتساءل "حورب" عبر صحيفة إسرائيل اليوم العبرية: لماذا اختارت إسرائيل نصب منصة كاريش في مكان حساس بهذا القدر، يوجب تخصيص وسائل كثيرة لحمايتها؟ لو كانت المنصة نصبت جنوبا عن مكانها الحالي لكان ممكنا الدفاع عنها بشكل أفضل وبكلفة أدنى، كاشفًا أنه لم يجرِ عمل تحليل بدائل منظوماتية، في تحديد الموضع الأفضل لمنشآت البنية التحتية في المجال البحري الإسرائيلي، يراعي الجوانب الأمنية وجوانب التأثير على البيئة التي يمكن لموضع المنصة على مقربة من الشاطئ أن تتسبب بها.

وقال إن إسرائيل سيتعين عليها أن تتحمل كلفة حراسة جسيمة لمنصة كاريش، في ظل غياب سياسة واستراتيجية إسرائيلية للمجال البحري.

اقرأ أيضاً: الأزمة اللبنانية تدفع اللاجئين إلى الفقر الشديد والهجرة

وأطلق "حزب الله" 3 مسيّرات، مطلع شهر يوليو الجاري، فوق البحر المتوسط في اتجاه منصة التنقيب عن الغاز الطبيعي في حقل "كاريش" حلقت على علو منخفض وببطء كي لا تكشفها الرادارات الإسرائيلية، لكن الجيش اعترضها بوساطة طائرة حربية وصواريخ باراك التي أُطلقت من سفن تابعة لسلاح البحر.
وفي تقدير جهات أمنية إسرائيلية لم تكن المسيّرات محملة بالسلاح، ولم تُسمع أصداء انفجارات مختلفة عند اعتراضها.

وبحسب محللون إسرائيليون فإن "حزب الله" كان يهدف لتهديد إسرائيل من خلال إظهار قدرته على التسلل إلى منطقة المنصة، وحتى التهديد بشنّ هجوم مستقبلاً، وتقديم نفسه مدافعاً عن مصالح الدولة اللبنانية، وحريصاً على مستقبلها في مجال الطاقة.

وبفضل اكتشاف حقول الغاز البحرية قبل عقدين، بدأت إسرائيل في الأعوام الأخيرة بإنتاج كميات من الغاز تكفي الطلب المحلي، وأيضاً بدأت بتصدير الغاز إلى مصر والأردن، وقريباً إلى أوروبا.

المصدر : متابعة- زوايا
atyaf logo