الزيارة في الصحافة العبرية

أهداف بايدن: بديل النفط الروسي وتطويق ايران وعسكرة التطبيع

الرئيس الأمريكي بايدن
الرئيس الأمريكي بايدن

أجمعت الصحف العبرية أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى "إسرائيل" ومنطقة الشرق الأوسط منتصف الشهر الجاري ستعكس فرصة لتعزيز "الأمن القومي لإسرائيل" على أساس إظهار الالتزام الأمريكي به، كما ستعكس التغيير في نهج الإدارة الأمريكية تجاه المملكة العربية السعودية، وهو ما يعتبر بمثابة فرصة لإسرائيل لإظهار أهميتها والتمتع بالإمكانيات التي يتيحها هذا التغيير لها، بينما ستكون قضية إيران في مركز اهتمام الزيارة.

التصالح مع السعودية

وفي مقال لمحلل صحيفة هآرتس "عاموس هرئيل" قال: إن الهدف الأساسي لبايدن في المنطقة هو التصالح مع السعودية، حيث الولايات المتحدة بحاجة إليه بالأساس من أجل زيادة انتاج النفط وتقليل أضرار أزمة الطاقة العالمية التي أحدثها غزو روسيا لأوكرانيا، الأمر الذي يعتبره الإسرائيليون مبشر بإخراج العلاقات بينهم وبين السعودية إلى النور.

وعبرت هآرتس عن أملها في استغلال زيارة "بايدن" للمنطقة من أجل الاعلان بشكل علني عن اطلاق رسمي لمبادرة الدفاع، وهو السيناريو الأكثر تفاؤلاً بأن توافق السعودية أيضا على الانضمام للمبادرة بشكل علني، لإعطاء الحلف دفعة كبيرة، حيث تستخدم الولايات المتحدة التهديد الإيراني من أجل إثبات حيوية منظومة الدفاع الجوي.

اقرأ ايضاً: ماذا تناقش اللقاءات الأردنية-الفلسطينية المكثفة عشية زيارة بايدن؟

من جانبها أجابت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية عن التساؤل ماذا يريد الرئيس الأمريكي من زيارته للشرق الأوسط؟، وقالت: إن اسرائيل هي المحطة الأقل أهمية في رحلة "بايدن"، وأن الهدف هو إقناع السعوديين بزيادة إنتاج النفط لديهم، على أمل أن يجروا وراءهم الدول الأخرى في الأوبك. 

وأضافت أن حكومة تل أبيب سيسرها أن يقنع "بايدن" "محمد بن سلمان" ليضم السعودية لاتفاقات إبرهام للتطبيع، في محادثاته في الرياض، واستبعدت أن يكون رد الرياض ايجابيا، مبررة ذلك أن السعوديين ليسوا ناضجين، وأن حكومة الاحتلال غير جاهزة لتدفع الثمن بتنازلات للفلسطينيين. 

وتوقعت يديعوت أن يكثر بايدن من الحديث في القدس، وفي الرياض أيضاً، عن المشروع النووي الإيراني. سيقول: "إن المفاوضات عالقة لأن الضغط الذي مارسته إسرائيل على الكونغرس أجبره على أن يبقي الحرس الثوري في قائمة منظمات الإرهاب". 

لا مبادرات جديدة للسلطة

من جهتها توقعت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أن تكون زيارة "بايدن" مليئة بالوعود لإسرائيل، بما في ذلك التعبير عن استعدادها لتعميق تعاونها الاستراتيجي في المجال الاستخباراتي والتكنولوجي، والمساعدة في تطوير أنظمة دفاع جوي متطورة، ومواجهة التحديات الأمنية من جهة إيران، إضافة إلى الامتناع عن طرح خطط جديدة للتسوية في المجال الفلسطيني؛ ما سيخيب آمال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس".

وأضافت: "الحديث يدور عن صيغة متجددة ومعدلة لـ"حلف المحيط" من أواخر الخمسينيات، الذي يشارك فيه هذه المرة زعماء الهند والإمارات، وذلك حين يلعب القائد الأمريكي دور الشريك الكبير ومقاول التنفيذ".

ولفتت الصحيفة إلى أن زيارة بايدن ترتبط أيضا بالاستئناف الوشيك لمفاوضات الاتفاق النووي مع إيران، وهي تهدف إلى "طمأنة تل أبيب في مواجهة احتمال توقيع "اتفاق فيينا الثاني" قريبا".

اقرأ أيضاً: هل اقتربت ساعة الصفر لإعلان تطبيع العلاقة بين حماس ودمشق؟

وأشارت إلى أن "التهديد الإيراني، الذي يحوم في خلفية زيارة بايدن إلى تل أبيب، مرتبط أيضا بالسعودية، وهو أبرز ما في هذه الرحلة بأكملها، وهو درة التاج، فإدارة بايدن لا تسعى فقط إلى تهدئة القلق المستمر لدول الخليج، خاصة السعودية، من تخلي الولايات المتحدة، لا سيما في ظل استئناف المفاوضات النووية معها، لكنها تسعى أولا للبدء من جديد في منظومة علاقات مع الرياض على قاعدة أكثر صداقة بعد أيام من الركود العميق التي ميزت بداية ولاية بايدن، إضافة لارتفاع أسعار النفط عقب العقوبات التي فرضت على صادرات النفط الروسية بعد غزو أوكرانيا.

إنشاء تحالف إقليمي

بدورهما أكد "تامير هايمن وإلداد شافيط" الباحثان في مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي أن زيارة "بايدن" إلى "إسرائيل" تعتبر علامة فارقة، ومن المتوقع أن تساهم بفهم الواقع بشكل كبير في المنطقة وخارجها بأن الولايات المتحدة تواصل الوقوف إلى جانب "إسرائيل" وأن القيادة الأمريكية ملتزمة بأمن الاحتلال ورفاهيته، وهذه الرسالة لها أهمية بشكل خاص في الوقت الحاضر، على خلفية التصور السائد بأن الإدارة الأمريكية تروج لفك الارتباط بالمنطقة.

وشدد الباحثان على ضرورة استغلال زيارة الرئيس بايدن لتعزيز التنسيق الإقليمي في مواجهة جهود إيران المستمرة لترسيخ نفسها في جميع أنحاء المنطقة، وتوسيع استخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار، وضمان استمرار الدعم الأمريكي للمعركة الإسرائيلية التي بين الحروب، وبالتنسيق مع الدول العربية التأكيد للرئيس الأمريكي على أهمية استمرار الوجود الأمريكي في العراق وسوريا.

كما رأى الباحثان أن الزيارة لديها القدرة على تعميق تجاه التطبيع بين "إسرائيل" والدول العربية بشكل عام، والمملكة العربية السعودية بشكل خاص، حتى لو كانت فرص إنشاء تحالف إقليمي للناتو منخفضة، فإن صياغة "خارطة طريق" لتقوية العلاقات بين "إسرائيل" والسعودية لها أهمية استراتيجية لجميع الأطراف.

المصدر : متابعة- زوايا
atyaf logo