<!-- Google Tag Manager --> <script>(function(w,d,s,l,i){w[l]=w[l]||[];w[l].push({'gtm.start': new Date().getTime(),event:'gtm.js'});var f=d.getElementsByTagName(s)[0], j=d.createElement(s),dl=l!='dataLayer'?'&l='+l:'';j.async=true;j.src= 'https://www.googletagmanager.com/gtm.js?id='+i+dl;f.parentNode.insertBefore(j,f); })(window,document,'script','dataLayer','GTM-TPKQ4F92');</script> <!-- End Google Tag Manager -->

انتخابات جامعة بيرزيت: عقوبة لـ"فتح"..وإنذار لـ"حماس"

انتخابات جامعة بيرزيت
انتخابات جامعة بيرزيت

لا أحد يُنكر أنّ نتيجة انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت التي جرت الأسبوع الماضي قد شكلت صدمة كبيرة لحركة فتح والمنظومة السياسية للسلطة الفلسطينية، بفعل الفوز الساحق للكتلة الإسلامية-ذراع حركة "حماس" الطلابي، بفارق غير مسبوق عن الشبيبة الفتحاوية وصل، لأول مرة، إلى عشرة مقاعد.

لكن، ثمة أصوات مختصة تنوه بأن عينة جامعة بيرزيت تبقى محصورة بفئة عمرية معينة في محافظات معينة، وهو ما يدعو إلى الحذر في اعتبار النتيجة عاكسة لكل الفئات العمرية والمناطقية الفلسطينية، مع الإقرار بأن هذه الانتخابات مثلت نوعًا من العقوبة للسلطة الفلسطينية الحاكمة في الضفة الغربية، وممارساتها التي أحدثت فجوة متزايدة فيما بينها وبين الشارع.

بيرزيت وبيت لحم: مزاج فئة عمرية في منطقة معينة ضد ممارسات السلطة

وهذا ما أكده أستاذ العلوم السياسية والمتخصص بالشؤون الطلابية الدكتور عماد غياظة، لموقع "زوايا"، مشددًا على أن نتيجة انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت، قد عكست مزاج فئة عمرية بين 18 و24 عامًا في محافظتين معينتين. فبناء على الإحصاءات الخاصة بطلبة جامعة بيرزيت من حيث السكن والإقامة، فإن هذه الانتخابات مثلت عينة للمنطقة الموجودة فيها هذه الفئة العمرية، إذ أن الغالبية منهم ينحدرون من محافظتي رام الله والقدس.

180522_RAMALLAH_WN_00 (38).jpg

وهذا يعني، أنه من حيث المبدأ، فإنه خطأ منهجي وتقديري أن يتم اعتبار النتيجة المذكورة شاملة مناطقيًا وعمريًا، لكن غياظة نوه، في الوقت ذاته، بأنه إذا ما تم العودة لنتيجة انتخابات طلبة جامعة بيت لحم قبل نحو شهر، فإنها هي الأخرى عكست محافظات جنوب الضفة، وأسفرت عن خسارة ذراع "فتح" الطلابي بعد سنوات من سيطرته على مجلس الطلبة في هذه الجامعة.

وعند جمع نتيجتي بيت لحم وبيت زبيت، نجد أن انتخابات الجامعتين مثلتا المزاج الاجتماعي والسياسي والإقتصادي للفئة العمرية المذكورة في وسط وجنوب الضفة الغربية (وسط فلسطين)، والتي تعتبر خاضعة لسيطرة المنظومة السياسية التابعة للسلطة الفلسطينية.

اقرأ أيضاً: المعشّر: إسرائيل تريد الاستحواذ على المسجد الأقصى والأردن مطالبة برفع كلفة الاحتلال

واستنتج غياظة من تحليل نتائج انتخابات طلبة جامعتي بيت لحم وبيرزيت، بأن هناك مزاجا عاما غير متوافق مع سياسة النظام السياسي القائم في الضفة الغربية، معربًا عن تمنيه بأن تقرأ المنظومة السياسية هذه النتائج، بعمق، متسائلاً بطريقة لا تخلو من التشكيك: “فهل من قارئ “؟..ثم يجب: "لا اعتقد ذلك".

نتيجة الانتخابات: "عقوبة مؤبد" للنظام السياسي..لكن ليست إعدام؟

غير أنّ غياظة بدا حذرًا في اعتبار هذه النتيجة بمثابة "أقسى عقوبة" بحق النظام السياسي الفلسطيني في الضفة الغربية، عبر وصفه إياها بأنها "عقوبة أدنى بقليل من الإعدام، فهي ترتقي إلى "المؤبد"، وهي "ثاني أقسى نوع للعقوبة التي يتلقاها النظام السياسي الفلسطيني الذي تتصدره حركة فتح".

وفي مقابل العقوبة لـ "فتح"، هناك إنذار من نوع آخر لجميع الفصائل بما فيها "حماس"، وتمثل بامتناع نسبة عالية عن التصويت بانتخابات طلبة جامعة بير زيت، وذلك بالرغم من أن الانتخابات الأخيرة تأتي بعد ثلاث سنوات من عدم إجرائها، حيث تجاوز ال22 بالمئة..وفي ذلك، أوضح غياظة، حسب التجارب السابقة، فإنه عندما كانت تنقطع انتخابات مجالس طلبة الجامعات، لأسباب خارجية (خارجة عن إرادة الجامعة)، فإن نسبة التصويت بهذه الانتخابات تجاوزت الأربعة والثمانين بالمئة، ووصلت أحيانًا إلى 91%، لكن هذا مال لم يحدث في حالة بير زيت، وهو يعتبره غياظة "إنذارًا للجميع".

ونوه غياظة بأن استطلاعات الرأي التي تخص هذه الشريحة العمرية الطلابية، أشارت في السنوات الأخيرة إلى أن نحو 65 بالمئة من طلبة الجامعات واظبوا على تصنيف أنفسهم "بأنهم غير مرتبطين بأي حزب او فصيل فلسطيني".

170419_WAFA_00 (3).jpg

وخلص الدكتور عماد غياظة إلى القول إن "انتخابات بير زيت مثلت تصويتًا تقييميًا لواقع يعيشونه الطلبة بمنطقة معينة، وإن هذا التقييم وصل إلى مستوى العقوبة؛ ذلك أن ذراع فتح الطلابي يتلقى هذا الحجم من الخسارة في بيرزيت، لأول مرة".

انتخابات "بيرزيت"..عكست غضب الشارع

بيدَ أن أستاذ الإعلام والباحث بالشؤون الإنتخابية د.نشأت الأقطش ظهر حكمه لنتيجة انتخابات بيرزيت "مُطلقيًا" أكثر، حينما اعتبر أنها تعكس غضب الشارع الفلسطيني في كل مكان، وليس في منطقة جغرافية بعينها..إذ قال إن هذا الغضب يُقرأ بإتجاهين: الأول، الفارق الكبير بين "الكتلة الإسلامية" و"الشبيبة الفتحاوية" الذي وصل، لأول مرة، إلى عشرة مقاعد، وهو ما يُعدّ "مؤشرًا قويًا"، بمنظور الأقطش.

وتابع الأقطش: "سمعت قادة من فتح يعقلون على الموضوع، بغضب مُفاجئ تجاه صناع القرار في الحركة، فضلًا عن بعض الإستقالات. وهناك غليان داخل فتح".

لكنّ نشأت الأقطش ينظر إلى أن فوز حماس الساحق في انتخابات بير زيت، لا يعكس تفوقها لأنها تفوقت، بل لأن فتح منقسمة، وهناك فتحاويون غاضبون كُثر بسبب سياسات القائمين على "فتح".

في حين، تمثل الإتجاه والمؤشر الثاني لنتيجة انتخابات بيرزيت، وفق الأقطش، بأن نحو سبعة آلاف طالب لم يصوتوا، وهذا مؤشر "خطير" حول وجود أغلبية صامتة غير راضية عن كل الأحزاب، سواء فتح او حماس، رغم الإستقطاب القوي في الجامعات. وهذا يدلل على إنذار ل"فتح" و"حماس" معًا، وفق الأقطش.

الأقطش: انتخبوا "حماس" في برزيت ليس حُبّا بها.. بل كُرهًا بالسلطة!

ورأى الأقطش، في حديثه إلى موقع "زوايا"، أن هناك من انتخب "الكتلة الإسلامية" ليس حُبًا بحماس، وإنما "معاقبة للسلطة الفلسطينية التي قامت بأعمال وممارسات لا يتقبلها العقل". وهذا يُعبر عن "عقاب لفتح، وإنذار لحماس"، ما يشكل دليلًا على أن نسبة فوز "حماس" ليست نهائية أو حقيقية، بل أن نسبة لا بأس من المصوتين لها مثلت "نسبة الغضب من السلطة"، بينما تتصاعد نسبة الأغلبية الصامتة التي قررت عدم التصويت لأي من الأحزاب، حسب الأقطش.

وختم الأقطش حديثه بالقول إنها لو جرت الإنتخابات التشريعية عام 2021، كما كان مقررًا، لشهدنا "هزة أرضية ب10 درجات على مقياس ريختر"، في إشارة إلى نتيجة ستقلب المشهد السياسي الفلسطيني، بوتيرة أشد من الانتخابات التي جرت في عام 2006، وفازت فيها حركة "حماس" بالأغلبية، في ذلك الوقت.

"الفكرة محترمة..لكنّ الإخراج سيء"

من جهته، انتقد الأكاديمي والناشط بالمجتمع المدني د. عبد الرحمن التميمي، بشدة، الأجواء الانتخابية والمُناظر الطلابية التي سبقت يوم الإقتراع في جامعة بيرزيت..مبينًا أن المناظرة بين الأطر الطلابية شكلت تسابقا حزبيًا في إظهار عيوب الأحزاب الأخرى، بينما غابت ثلاث قضايا رئيسية عن التنافس الإنتخابي، وهي: الأول، غاب الاحتلال، ما عدا عن الشعارات، رغم ان الطلبة هم المحرك الرئيسي لأي نشاط ضد الاحتلال.

وثانيًا، غياب هموم الطلبة عن الشعارات الانتخابية، على ضوء الظروف الاقتصادية والاجتماعية المعقدة وتداعياتها على الجامعات. بينما تمثل الأمر الثالث الغائب عن جو التنافس الطلابي، بالإفتقار إلى آليات الحوار الديمقراطي بين الأذرع الطلابية في الجامعة، وأكد التميمي أن ما استمع إليه في يوم المُناظرة كان عبارة عن "ردح" لا يليق بطلبة ولا جامعة، على حد قوله.

اقرأ أيضاً: "فتح" تكتسح نقابة المحامين وخلافات واتهامات بالفساد داخلها

وعبر التميمي، في حديثه لموقع "زوايا"، عن نقده لهذه الحالة في الجامعات، لا ما يدور بها هو انعكاس لما هو خارجها من ناحية الردح وافتقار الحوار الديمقراطي. وبالرغم من أنه أقر أن هناك حالة من الديمقراطية تُحمد عليه جامعة بير زيت، إلا أن التميمي شدد على أن "الفكرة محترمة، لكن الإخراج سيء".

"انتخابات الجامعات والاتحادات..إلهاء عن الانتخابات الأكبر"

وعلى صعيد أشمل، حذر التميمي من الإنشغال بانتخابات الجامعات والإتحادات والنقابات، من منطلق أنها "الهاء عن الإنتخابات الأكبر، ألا وهي التشريعي والرئاسي".. مؤكدًا أن هناك قوى خارجية وداخلية تريد إلهاء المجتمع الفلسطيني بقضايا جانبية وإن كانت مهمة".

وأضاف عبد الرحمن التميمي أن الانتخابات النقابية واتحادات الطلاب تعكس هموم مهنية وقطاعية، لكنّ أهل المهنة ادرى بها واحرص عليها..بيدَ أن الأهم منها هو الهم العام المتمحور حول كيفية تشكيل النظام السياسي والمشروع التحرري والوطني، من بوابة الانتخابات التشريعية والرئاسية.

170419_WAFA_00 (5).jpg

وأوضح التميمي أنه لا يُعقل انقطاع الإنتخابات العامة منذ أكثر من 16 عاما، ما يعني ان جيلًا كاملا لم يمارس حقه الديمقراطي، بينما "تحكمنا مراسيم رئاسية تخرج في عجلة من امرها، وأحيانا تكون مُناقضة تماما لاحتياجات المجتمع".

لذا، يعتقد التميمي أن قوى داخلية وخارجية لا تريد الانتخابات العامة؛ لأنها تخشى من انقلاب الوضع، وتكتفي بإلهاء الشارع الفلسطيني بانتخابات الجامعات والنقابات، التي هي مهنية وإن كان شكلها العام سياسي، لكنها ليست أهم او بديلًا عن التشريعي والرئاسية.

وختم التميمي حديثه، بالقول إن "منح زخم لانتخابات الجامعات، هدفه إثارة غبار في العيون عن الانتخابات الأصلية وإعطاء انطباع مزيف بأن هناك ديمقراطية بالشارع الفلسطيني، بمنظور التميمي.

وطالب الكتل المهنية والجامعية بتكثيف ضغوطاتها نحو إجراء الإنتخابات التشريعية والرئاسية لأنها وحدها التي تعطي الشرعية، وما عدا ذلك، فلا أحد شرعي.

170419_WAFA_00 (4).jpg

وحاول موقع "زوايا" الحصول على تعليقات من العديد من قيادات "فتح"، من الصف الأول، لكنها رفضت الحديث عن الموضوع، وهو ما عبر عن حالة إحباط واستياء في هذه الأوساط مما جرى في انتخابات جامعة بيرزيت وقبلها في بيت لحم.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo