<!-- Google Tag Manager --> <script>(function(w,d,s,l,i){w[l]=w[l]||[];w[l].push({'gtm.start': new Date().getTime(),event:'gtm.js'});var f=d.getElementsByTagName(s)[0], j=d.createElement(s),dl=l!='dataLayer'?'&l='+l:'';j.async=true;j.src= 'https://www.googletagmanager.com/gtm.js?id='+i+dl;f.parentNode.insertBefore(j,f); })(window,document,'script','dataLayer','GTM-TPKQ4F92');</script> <!-- End Google Tag Manager -->

متناقضة الاستراتيجيات والاستراتيجيات المتناقضة

الفصائل الفلسطينية
الفصائل الفلسطينية

تبدو استراتيجيات الفصائل الفلسطينية متناقضة ولكنها ليست كذلك مطلقا. ففصائل المقاومة التي تتبنى الخيار المسلح لم تنفك ولن تنفك عن البحث عن اشكال المساومة والمفاوضة غير المباشرة او المباشرة لمراكمة انجازاتها ومراكمة قوتها ايضا والوصول لحل مرحلي مقبول وهو ما عادت وتبنته حماس كرأس للمقاومة في ادبياتها، وهو ما ساد دوما في تاريخ الثورات التحررية في العصر الحديث. وعلى الجانب الآخر فتبني الخيار السلمي لفتح وفصائل بالمنظمة لم يكن ليثمر حتى ولو جزئيا دون فعلها ووزنها المقاوم ولن ينجح دون الاستمرار بالمقاومة السلمية او المسلحة لخلق اوراق ضغط تفاوضية، وهو ما يتجانس مع استراتيجية الفصائل المقاومة في جوهره.

ومن هنا تبدو هذه المتناقضة للاستراتيجيات المتبناة من الفصائل الفلسطينية، هذه المتناقضة التي تظهر الاستراتيجيات متناقضة، ويتم الترويج لذلك بقوة، في حين كونها متوافقة، كما ويبدو ان التناقض الظاهري بين هذه الاستراتيجيات ناجم عن عوامل عدة:

اولا: ان اولويات الاستراتيجيات ومراحلها متباينة ولكنها تسعى لنفس الهدف بطرق مختلفة وهو ما يدعو لتكاملها لا لتناقضها.

ثانيا: نزعة الفصائل الفلسطينية لتعزيز نفوذها ووجودها في الشارع الفلسطيني وفي الساحة السياسية مما يعزز المنافسة الغير وطنية ويعزز التناقض.

اقرأ أيضاً: حماس والجهاد.. تقارب يتجاوز التباينات

ثالثا: مراكز القوى والنفوذ الاقتصادية والأمنية والعسكرية داخل الاحزاب نفسها، او من نفوذ القوى الاقليمية التي ترتبط بها هذه الاحزاب التي تخدمها وتزيد نفوذها وصلاحياتها وقوتها حالة التناقض الظاهرية القائمة.

رابعا: التعزيز الصهيوني لحالة التناقض وتغذيتها بشتى الطرق وعلى رأسها تعزيز الانقسام الفلسطيني.

اذا كانت هذه متناقضة الاستراتيجيات فما هي الاستراتيجيات المتناقضة.

ان الاستراتيجيات للاحزاب الفلسطينية الرئيسية متناقضة في ذاتها، فتلك التي تتبنى المقاومة كحل استراتيجي ووحيد تنزع دوما لاشكال اخرى مثل المقاومة الشعبية والسلمية مثلما يحدث في القدس او مسيرات العودة على حدود القطاع او حتى تبني اقامة الدولة على حدود عام 67 والتي يتضمن تنازل ضمني عن وحدوية خيارها المتبنى ولكنها تتبنى محاربة الخيار السلمي لنظرائها السياسيين، ومن ناحية اخرى فالخيار السلمي والتفاوضي المطلق والتبني الطوعي لمصالح الاحتلال دون حدود زمنية مع الاعلان الظاهري لتبني المقاومة السلمية دون عمل او تبني فعلي لها ومناقضة الخيار المسلح ومحاربته لا يمكن ان يفضي لاي انجاز او مراكمة للقوة بل على العكس تماماً.

ان المتناقضة الخاصة بالاستراتيجيات الفلسطينية وتناقضها مع ذاتها يؤدي لتآكل جهودها وتعزيز جهود الاحتلال ومراكمة آثار جهود الاحتلال المؤسسسية والمنظمة كما ويعزز عوامل التنازع الداخلي الفلسطيني مما يعزز هذا التناقض، وهو ما يفسر استمرار الانقسام الفلسطيني طويل الامد والغير مبرر منطقيا ووطنيا.

ان ما سبق يؤكد ان تكامل هذه الاستراتيجيات لا يخدم القضية الوطنية ككل فقط وانما يؤكد ان لا تقدم ممنهج في العمل الوطني الفلسطيني الا من خلال تكامل الادوار وان كان غير شمولي، اي دون ان يشمل بالضرورة كل المناحي مثل جوانب العمل الحكومي والاداري مثلا، كما يوضح ان تكاملية هذه الاستراتيجيات يخدمها نفسها ويعزز قدراتها ويراكم انجازاتها والعكس صحيح تماما.

ان المرحلة الحساسة التي يمر بها المسجد الاقصى والذي يمثل بؤرة الصراع حقيقة والذي من الواضح والطبيعي ان التطرف اليهودي، الذي لا يمثل اسرائيل فقط وانما تمثله اسرائيل ايضا، يسعى للاستمرار حتى السيطرة على المسجد، والا فهل اقامت إسرائيل كل هذه الحروب ونهبت كل هذه الأرض وقتلت من قتلت لتتركه فهو مسارها الواضح لكل ذي لب. وعلى الجانب الآخر فإن تعامل الفلسطينيين معه بردات الفعل وباستراتيجيات تزاحم بعضها لا تكامل بعضها ولا ينجح في مواجهة الهجمة الشرسة على الأقصى المبارك سوى العمل الشعبي المقدسي البعيد عن السيطرة المباشرة للأحزاب.

اقرأ أيضاً: مشعل يكشف تفاصيل معركة "حافة الهاوية" بين المقاومة والاحتلال

ان اثر المزاحمة او الاستبعاد الاستراتيجيات الحزبية الفلسطينية لا يآكل بعضها فقط وانما يحيّد المؤازرة العربية والإسلامية الرسمية والشعبية لمواجهة العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى، بل ويمنع أي فعالية لأي ضغوط دولية للحفاظ على الوضع الراهن والحقوق الفلسطينية على الرغم من الإقرار الدولي بالحقوق الفلسطينية الإسلامية بالحرم المقدسي. إن سعي إسرائيل لمزيد من اغتصاب حقوقنا على المسجد عبر تغيير الوضع القائم وتغيير الوقائع على الأرض كما هي العادة، ولا يمكن مجابهة ذلك الا بفعل تكاملي لكافة الاستراتيجيات بشكل منظم ومؤسسي للقوى الفلسطينية معزز لنضال القوى الشعبية المقدسية في بؤرة الاجماع الفلسطيني العربي والإسلامي. ويبقى التساؤل كيف يمكن دفع هذه الاستراتيجيات للتكامل العملي؟

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo