وزير مصري سابق: قصة الطفل "ريان" أزعجت "إسرائيل"!

الطفل ريان
الطفل ريان

رأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق سيد قاسم المصري، أن التعاطف العربي الذي وقف كأسرة واحدة يتابع على مدار خمسة أيام قصة الطفل المغربي "ريان" الذي سقط في بئر مهجور، أمر يزعج دولة الاحتلال "الإسرائيلي"، التي وجدت فجأة أن العرب بلا تكلف أو افتعال أثبتوا أن جذوة العروبة ما زالت مشتعلة، رغم ما فعلته "إسرائيل" على مدار العقود الماضية ضد العروبة.

وأوضح المصري في مقال له، نشرته الشروق المصرية، أن التعاطف العربي مع الطفل "ريان" تجاوز التعاطف الإنساني البعيد إلى الشعور بالمصيبة التي تحدق بنا، وهو ما يزعج "إسرائيل" خاصة بعد ما وصلت إليه من حضور في المنطقة بسلسلة الاتفاقات التي وقعتها مع أنظمة عربية باسم "الاتفاقات الابراهيمية"، وقبول دول الخليج باستبدال العدو الإسرائيلي بالعدو الإيراني، وقبلها تدمير العراق وسوريا وليبيا، واليمن والسودان وتونس والمغرب العربي بأسره قد حول اتجاهه شمالا نحو أوروبا والبحر المتوسط.

وأشار إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي عملت منذ نشأتها بل ومنذ ظهور الحركة الصهيونية لتغيير المنطقة العربية لتصبح جزءاً منها، ولكي يتحقق ذلك عملت على تنحية مفهوم المنطقة التي تسمى "العالم العربي" والبحث عن مفهوم جديد للمنطقة يشمل "إسرائيل".

اقرأ أيضاً: خلاف بين التشريعي والقضاء الشرعي حول قرارات تخص المرأة بغزة

ونوه إلى أن "إسرائيل" نشرت عدة دراسات حول القوميات العديدة في المنطقة؛ لتخلص إلى أن تسمية المنطقة بالعالم العربي أمر مضلل، ولم تكتف بذلك بل شرعت في التنفيذ فطرحت مسمى جديدا للمنطقة هو "مِنَا" MENA وهى الحروف الأولى من عبارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالإنجليزية.

ونوه إلى أن ظروفاً ساعدت "إسرائيل" في انتشار هذا المفهوم بل وقبوله من بعض الأطراف العربية، منها غزو صدام حسين الكويت، حيث عملت "إسرائيل" على تثبيت فكرة أن الخطر على دول الخليج يأتي من القومية العربية والمنادين بها، والذين يرون أن وجود دويلات صغيرة مستقلة في الخليج وخاضعة للنفوذ الغربي خطراً على القومية العربية، بدليل غزو العراق للكويت وتعرض اقتسام الخليج مع السعودية.

وأوضح الوزير المصري الأسبق، أن الرواية الاسرائيلية ضد القومية العربية، وجدت آذاناً صاغية من قبل الخليج العربي خاصة بعد أن ثبت لهم أن أمنهم وأمن أنظمتهم لا يتحقق من خلال معاهدة الدفاع المشترك العربي بل تحقق بالفعل من خلال أمريكا وحلفائها، وبذلك حققت "إسرائيل" الحلم بل وأكثر مما كانت تحلم به، فقد تناثر عقد الوحدة العربية وتطايرت الشظايا في جميع الأنحاء، وماتت القومية العربية ودفنت ولا أمل في إحيائها إلا لدى من يؤمنون بتناسخ الأرواح. مستدركاً أن حادثة الطفل المغربي "ريان" التي جاءت فجأة ولم تكن في الحسبان، أثبتت أن جذوة العروبة مازالت مشتعلة، ولتؤكد أن أمتنا أمة واحدة رغم أنف الماكرين.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo