رغم وضعه الصحي الخطير

الوسطاء يفشلون في إنقاذ الأسير ناصر أبو حميد

تضامن مع الأسير ناصر
تضامن مع الأسير ناصر

بالكاد تقوى سنديانة فلسطين الحاجة "أم ناصر أبو حميد" على الكلام بسبب ما وصل إليه فلذة كبدها الأسير ناصر أبو حميد من وضع صحي حرج ودخوله للغيبوبة من نحو أسبوعين، في مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي.

أم ناصر أبو حميد التي أفنت سنوات عمرها في التنقل من سج إسرائيلي لآخر بهدف زيارة أبنائها الخمسة في القابعين سجون الاحتلال ومنهم من حُكم بالمؤبد عدة مرات ومدى الحياة كما هو حال ابنها "ناصر" الذي حكم بالمؤبد سبع مرات ولقب بالأسد المقنع إبان الانتفاضة.

وبدأت قصة الأسير ناصر عندما أصيب بورم في رئتيه حيث لم تقدم له سلطات الاحتلال العناية الطبية اللازمة ما أدى لتفاقم حالته الصحية قبل خضوعه لعملية إزالة ورم في الرئة أصيب بعدها بجرثومة أدت لدخوله في غيبوبة. 

وتقول "أم ناصر" في حديث لموقع "زوايا" :"إن ناصر مازال في الغيبوبة ووضعه الصحفي حرج للغاية، وهو بحاجة لإجراء عملية لسحب الهواء من رئتيه ووضع أنابيب لذلك. 

وتطالب "أم ناصر" العالم أجمع بالضغط على سلطات الاحتلال لإنصاف ابنها والافراج عنه، حيث تؤكد أنه بناء على اتصال من المشفى تم إخبارهم أنه فاق لثوانٍ ومن ثم عاد للغيبوبة.

وأضافت أم ناصر: نناشد العالم أجمع بأحراره أن ينصروا ولدها ويرفعوا الظلم عنه، خاصة أن الأسرى هم ليسوا إرهابيين وهم أسرى حرب أفنوا عمرهم في البحث عن حريتهم وهم يستحقوا وقفة من العالم إلى جانبهم.

وتلقى سياسة الإهمال الطبي التي تتعمد استخدامها سلطات الاحتلال بحق الأسرى تنديدا واسعا، بسبب ما جلبته هذه السياسة الممنهجة من تداعيات صحية أدت لاستشهاد أعداد من الأسرى داخل السجون. 

ويقول المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر يحيى مسودة في حديث لموقع "زوايا"، بالنسبة لقضية الأسير ناصر أبو حميد وبقية الأسرى المرضى فإن اللجنة تقوم بزيارات دورية لهم من أجل التأكد من حصولهم على الخدمة والرعاية الطبية الصحيحة واللازمة في الوقت المناسب. 

اقرأ أيضاً: مركز خالد الحسن لعلاج السرطان حضر على الورق وغاب عن الواقع

وتابع مسودة بأن طواقم الصليب تعلن بشكل مستمر على زيارة الأسير ناصر أبو حميد في المشفى وسوف تقوم بتكثيف هذه الزيارات لمتابعة وضعه الصحي الخطير. 

وأكد مسودة أن الصليب الأحمر يعمل على تكثيف اتصالاته وحواراته مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية وحثها على القيام بواجباتها تجاه الأسرى المرضى وخاصة الأسير ناصر أبو حميد. 

بدوره قال المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه في حديث لموقع "زوايا"، إن الاتصالات التي تقوم بها القيادة تشمل عدة مستويات سواء من الرئيس محمود عباس أو عبر الشؤون المدنية وجهاز المخابرات العامة بالتواصل مع مصر والأردن للضغط على سلطات الاحتلال للفراج عن الأسير أبو حميد. 

وتابع عبد ربه بأن هناك جهد مع الصليب الأحمر الدولي وباقي المؤسسات الحقوقية العاملة في فلسطين خاصة تلك التابعة للأمم المتحدة. 

وأشار عبد ربه إلى أن مجمل هذه الاتصالات لم تثمر حتى الآن عن أية نتائج حيث أن سلطات الاحتلال لا تستجيب لأي جهد، حتى أنها ترفض السماح لأشقاء الأسير الأسرى الأربعة بزيارته في المشفى، وكذلك ترفض السماح لعائلته بزيارته في المشفى مرة ثانية. 

وحسب عبد ربه وصل عدد الأسرى المرضى داخل سجون الاحتلال 600 حالة مرضية بينها 200 حالة بحاجة لعلاج طبي مستعجل فمنهم من أصيب بالسرطان وأمراض مزمنة في القلب أو الكلى والكبد وآخرين مصابين بحالات شلل. 

وأشار عبد ربه إلى أن هناك 18 حالة من الأسرى مصابين بأورام سرطانية مختلفة وخطيرة. 

ونبه عبد ربه إلى أن الإهمال الطبي الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق الأسرى أوصل كثير منهم إلى حالات صحية صعبة حتى الاستشهاد وبعضهم أصيب بأمراض مختلفة وكذل ببتر أطرافه بسبب تلك السياسة. 

وأشار عبد ربه إلى أنه منذ الاحتلال عام 1967 فقد ارتقى في سجون الاحتلال نحو 227 شهيدا اما من خلال التعذيب أو الإصابة أو الإهمال الطبي بينهم 73 أسيرا شهيدا بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحقهم، فيما تحتجز سلطات الاحتلال ثمانية جثامين لشهداء حتى الآن. 

وندد عبد ربه بحالة الصمت الدولية التي تخيم على التعامل مع انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى مشيرا إلى أن المؤسسات الدولية والتدخل الدولي محدود جدا في قضية الأسير ناصر أبو حميد وبقية الأسرى حيث لا يرقى تعاملهم ولا بأي شكل من الأشكال مع حجم ومستوى الجريمة التي يتعرض لها الأسرى ولا احتياجهم ومعاناتهم خاصة الأسرى المرضى. 

وأردف عبد ربه بأن سياسة المجتمع الدولي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وتعامله معها بهذا الشكل هو ما يجعل إدارة سجون الاحتلال تتمادى في سياسته مع الاسرى، وتمعن في ارتكاب مزيد من الجرائم. 

وطالب عبد ربه المحكمة الجنائية الدولية بضرورة الإسراع في جلب مجرمي الحرب الإسرائيليين والمشاركين في جرائم الإهمال الطبي بحق الأسرى الى العدالة حتى تتوقف هذه الجريمة خاصة وأن ملف الأسرى هو أحد الملفات التي وضعت على طاولة المحكمة الجنائية الدولية. 

تجدر الإشارة إلى أن الفصائل والمتضامنين أقاموا خيمة تضامن دائمة في مخيم الأمعري مسقط رأس الأسير أبو حميد، وتنظم المؤسسات المعنية بمتابعة حالة الأسرى وقفات تضامنية مختلفة في أرض الوطن للتضامن مع الأسير أبو حميد وعائلته خاصة أمام مقرات الصليب الأحمر أو المؤسسات الدولية العاملة في فلسطين.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo