الإعلام العبري: قلق إسرائيلي من "زعرنة" المستوطنين

المستوطنين في القدس
المستوطنين في القدس

حذر سياسيون إسرائيليون من ارتفاع وتيرة عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، مشددين على أن نتيجة هذا العمل الممنهج سيضر بإسرائيل، خاصة أن أصدقائها أصبحوا ينتقدوا هذا العنف من المستوطنين وخاصة الشريك الأبرز لإسرائيل وهي الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

وطالب السياسيون الحكومة الحالية بتحجيم المستوطنين قبل فوات الأوان لكي لا تتعرض "إسرائيل" لإدانات دولية بسبب عنف المستوطنين.

الكاتب الإسرائيلي في صحيفة هآرتس، روغل الفر، أن المستوطنين يحاولون أن يصوروا عنفهم ضد الفلسطينيين على أنه ظاهرة هامشية كلياً، وأنه غير منظم، وأن عنف هؤلاء المستوطنين لا يقارن مع عنف الفلسطينيين.

وأوضح الفر، أن أحداث المسيرة إلى حومش، التي في إطارها جاء نحو 10 آلاف مستوطن إلى هناك وطالبوا باسم يهودا ديمنتمن الذي قتل على أيدي فلسطينيين بإعادة إقامة المستوطنة التي تم إخلاؤها خلال الانفصال ومنع هدم المدرسة الدينية في المكان، تثبت أن العنف القاتل ضد الفلسطينيين والتحريض على العنف القاتل ضد الفلسطينيين هي أمور تسري في دماء حركة الاستيطان.

وحذر الكاتب الإسرائيلي من عنف المستوطنين الذي يتفاخر بالدعوة لقتل الفلسطينيين، والحفلات التي ينظمونها وهم يطعنون صورة الطفل علي دوابشة، الذي عذب بوحشية المستوطنين حتى وفاته، واصفاً ممارسات المستوطنين بالبربرية الخالية من أي إنسانية. 

عنف المستوطنين يعرّض أمن إسرائيل للخطر

في ذات السياق، شدد كلاً من "نيتسان الون وافي مزراحي وجادي شمني" في مقالٍ مشترك نشرته صحيفة هآرتس العبرية، أن رد فعل الفلسطينيين على المستوطنين لا يمكن أن يشكل تبريراً لتجاهل سياسي أو عملي للمستوطنين المشاغبين الخارجين عن القانون في الجانب اليهودي.

وحذر السياسيين الإسرائيليين الثلاثة، من أربعة مخاطر يكتنفها عنف المستوطنين المتطرفين تجاه الفلسطينيين، تتمثل في المستوى الأمني،  - على المستوى القيمي - الاجتماعي، وعلى المستوى القيمي – الاجتماعي.

اقرأ أيضاً: كاتب إسرائيلي: الاستيطان غباء استراتيجي

وخلص السياسيين الثلاثة إلى أن استمرار عنف المستوطنين من شأنه أن يؤدي إلى نتائج خطيرة منها المس بالتنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، وسيعزز جهات "متطرفة" وعلى رأسها "حماس"، ويؤدي إلى تدهور الفلسطينيين نحو اليأس إلى درجة انتظامهم بالدفاع عن النفس، وهو تطور من شأنه أن يتدهور إلى انتفاضة ثالثة، وإلى تعبيرات عن تماهٍ في أوساط الفلسطينيين في داخل "إسرائيل"، مع تداعيات على مجالات النظام العام والاندماج الجماهيري المتزايد، وفي نهاية الأمر إلى زيادة أعمال العنف في كلا الجانبين، مع المس الحقيقي بالأمن الشخصي لكل مواطن ومقيم.

كما أجمعوا على أن عنف المستوطنين المتطرفين لا يتم احتماله على الصعيد الأخلاقي، ويقوض الاستقرار في "المناطق"، ويمس بأمن "إسرائيل" وسكانها، ويضر بالمصالح الاستراتيجية في المنطقة وخارجها.

وحث السياسيين الإسرائيليين الثلاثة رئيس الحكومة نفتالي بنيت ووزرائه، وحتى المستويات التنفيذية المسؤولة عن الموضوع، للتجند لاحتواء فوري وقوي، حازم ولا هوادة فيه لهذه الظاهرة.

الويل لإسرائيل

من جهته هاجم الكاتب الإسرائيلي أفرايم غانور في مقال له نشرته صحيفة معاريف العبرية، عنصرية المستوطنين تجاه الفلسطينيين، وممارساتهم لما عانى منه الشعب اليهودي قديماً من اضطهاد وعنصرية، معرباً عن أسفه لتحكم "فتيان التلال" (المستوطنين) في الضفة الغربية وممارساتهم من عربدة وقتل وتدمير وملاحقة للفلسطينيين، والإساءة للجيش والشرطة الإسرائيلية أيضاً، معرباً عن قلقه على مصير الشعب في "إسرائيل" والعالم.

وأشار إلى أن فتيان التلال (المستوطنين) في الضفة الغربية، ممن يسمح بعضهم لأنفسهم أن يفعلوا كل ما يروق لهم، وأن يتصرفوا في مناطق الضفة الغربية كأسياد هذه البلاد، فيلحقون الأذى بالأبرياء ويقتلعون الزرع والكروم، ويحرقون المنازل والسيارات، ويحطمون الشواهد، ويزرعون الخوف والرعب حولهم، والأخطر من كل ذلك المس بجنود الجيش الإسرائيلي وبرجال حرس الحدود والشرطة الذين يحمونهم، فيما يمر كل هذا بالصمت من جانب منتخبي الجمهور.

وتساءل الكاتب إلى متى سيسمح لهذه العصبة بأن تعربد على الفلسطينيين دون لجام؟، وقال:" الويل لشعب "إسرائيل" ولتقاليد أن يكونوا هؤلاء ممثليهم".

انتقادات لليمين المتناقض

من جانبه، استغرب الكاتب الإسرائيلي سامي بيرتس، انقضاض اليمين في الحكومة وخارجها على وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي، عومر بار – ليف، الذي قال لنائبة وزير الخارجية الأميركي، فيكتوريا نولاند: إن "إسرائيل" تنظر بخطورة لعنف المستوطنين في الضفة الغربية، حتى بات هذا الوزير وحيداً من كثرة الوزراء اليمينيين الذين هاجموه على تصريحاته للمسؤولة الأمريكية. واعتبر الكاتب أن هذا الهجوم هو بمثابة موافقة من هؤلاء على ممارسات المستوطنين تجاه الفلسطينيين.

اقرأ أيضاً: بدأت بالقدس.. كيف عبرنت دولة الاحتلال أسماء المدن والمواقع الفلسطينية؟

وأشار الكاتب أيضاً إلى ما تعرض له رئيس الدولة السابق، رؤوفين ريفلين، من انتقاد شديد عندما تجرأ على القول: "أبناء شعبي اختاروا الإرهاب وفقدوا صورة الإنسان"، بعد العملية التخريبية في دوما. "طريقهم ليست طريقي". وبدلاً من الوقوف إلى جانبه في تصريحه هذا اختارت جهات من اليمين مهاجمته ووصفته بأنه يساري.

وأكد الكاتب بيرتس أن العنف من جانب المستوطنين لا يمس فقط الفلسطينيين، بل يمس أيضاً دافعية وتعاطف جزء من جنود "الجيش الإسرائيلي" تجاه هذه الجهات، وربما أيضاً تجاه مشروع الاستيطان كله. 

وأوضح الكاتب، أنه عندما يغمض سياسيون من اليمين عيونهم أو يتجاهلون عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين وأملاكهم وضد الجنود الإسرائيليين، فإنهم يضعفون الجنود، ويضعفون قدرة "إسرائيل" على الدفاع عن مشروع الاستيطان وتبريره ومكافحة المقاطعة المفروضة عليه.

الجدير ذكره، أن اليمين الإسرائيلي الذي يعتلي سدة الحكم في "إسرائيل" منذ نحو خمسة عشر عاماً تقريباً ، قائمة على تعزيز الاستيطان على حساب الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، ورغم إسقاط بنيامين نتنياهو من الحكم من خلال الائتلاف الحكومي الذي يقوده نفتالي بينيت إلا أن وتيرة الاستيطان وزعرنة المستوطنين مستمرة في الضفة، وقد تؤدي لاندلاع انتفاضة خاصة أن السياسيين من جميع الأطراف ينظرون بخطورة بالغة لما يقوم به المستوطنين في الضفة الغربية.

المصدر : متابعة - زوايا
atyaf logo