يتناقض مع الصهيونية 

كاتب إسرائيلي: الاستيطان غباء استراتيجي 

الاستيطان في الضفة
الاستيطان في الضفة

أكد الكاتب الإسرائيلي أوري مسغاف، أن السياسة الإسرائيلية في التوسع الاستيطاني يتناقض مع مبادئ الحركة الصهيونية، إضافة إلى أن اليهود جاءوا لفلسطين في عهد الامبراطورية العثمانية، والفلسطينيون كانوا فيها، أي أن اليهود لم يأتوا إلى "أرض بلا شعب".

وقال الكاتب الإسرائيلي في مقال له نشرته صحيفة هآرتس العبرية: "إن المستوطنين يحبون تشبيه أنفسهم بمواصلي درب الصهيونية، ويحبون مقارنة أنفسهم بأعضاء الكيبوتسات والموشافات الذين رسموا حدود "إسرائيل" بمساعدة البندقية والمحراث، لكنهم يفعلون العكس بالضبط. مضيفاً أنهم يسعون إلى تقويض الصهيونية، وهم لا يسمحون لإسرائيل في الجلوس بأمان داخل حدود قابلة للدفاع عنها ومعترف بها دوليا.

وشدد الكاتب على أن المستوطنين هم نقيض هذه الفكرة، موضحاً أن هذه المستوطنات هي مستعمرات، يعيش فيها "إسرائيليون" على أراض لم يتم ضمها إلي "إسرائيل" في أي يوم، وسكانها الأصليون وهم الفلسطينيون محرومون من حقوقهم الأساسية في كل مجالات الحياة تقريبا.

وتابع أن المستوطنين من خارج الكتل الاستيطانية القريبة من جدار الفصل العنصري، يفرضون على "إسرائيل" والجيش حدود دفاع طويلة وغير ممكنة وليس فيها أي منطق استراتيجي.

اقرأ أيضاً: كاتبان إسرائيليان: ثلاث قضايا ونصف حاسمة لتفادي التهديدات الاستراتيجية

وهاجم الكاتب الإسرائيلي، عكيفا نوفيك الذي أعلن بأن "اليميني الحقيقي يحج إلى حومش" (مستوطنة) فانه يعلن أيضا بأن اليميني الحقيقي هو غير صهيوني.

وأكد أن مستوطنة حومش هي غباء كامل، مثل أي مستوطنة معزولة داخل الفضاء الفلسطيني، وليس عبثا استغل أرئيل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، الانفصال عن غزة من أجل إخلائها وعدد من أمثالها.

وكشف الكاتب، أن عشية إصابة شارون بالغيبوبة اعترف بالغباء الاستراتيجي الذي يكمن في مشروع الاستيطان الذي كرس له أفضل سنوات حياته وجهوده وأراد تنفيذ خطة الانكفاء على الذات من أجل التخلص من أكبر قدر من المستوطنات مثل حومش وايتمار ويتسهار.

وتابع، أن المستوطنين الايديولوجيين، حتى لو كانوا يكتبون ويتحدثون بشكل جميل ودون بندقية والمعطف العسكري، يعارضون أي انسحاب من الاراضي التي احتلت بعد 1948 لأنهم يعرفون أن هذا يخدم المنطق الاستراتيجي بروح الصهيونية البراغماتية، خلافا للمنطق المسيحاني والمتعالي للاستيطان ما بعد الصهيوني.

وأشار إلى عدد من المسؤولين الإسرائيليين الذين ينتقدون الانسحاب من المستوطنات ويقدسون المستوطنين، مثل "إسرائيل هرئيل" الذي يتباكي على الانسحاب من لبنان، ومهاجمته مناحيم بيغن عندما قام بإخلاء المستوطنات على مدخل رفح في إطار السلام مع مصر.

في المقابل فإن سياسيين غير مسيحانيين، ممن يدفعون ضريبة كلامية للمستوطنين، يكذبون على أنفسهم. مثل الكاتب جدعون ساعر الذي أعلن في أعقاب العدوان الأخير على غزة في مايو الماضي، أنه "يجب أن يعزز رد على عملية المدرسة الدينية في حومش".
كما أن رئيس الوزراء نفتالي بينيت، عاد وكرر القول إن "المستوطنين هم سورنا الواقي". خارج الكتل الاستيطانية، إلا أن الحقيقة هم أنهم (المستوطنون) عكس السور الواقي، وعكس الصهيونية.

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo