التقارب الإماراتي الإيراني يزعج "إسرائيل"

لقاء الرئيس الإيراني
لقاء الرئيس الإيراني

شكل التقارب الإماراتي الإيراني مؤخراً ازعاجاً وعدم رضى من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي الحليفة الجديدة لأبوظبي، وتراقبه عن كثب وإن كانت أهدافه اقتصادية بحتة، حيث خلصت المباحثات بين الجانبين إلى السماح بعودة عمل الشركات الإيرانية في الإمارات بعد تعطلها بسبب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي عام 2018، وفرض عقوبات على طهران، وفي نفس الوقت تم السماح لشركات إسرائيلية تعمل في مجال الأمن السيبراني للعمل في أبو ظبي، الأمر الذي يقرب العدوين من بعضهما البعض في دولة أخرى (إيران وإسرائيل).

لقاء حاكم الامارات مع بينيت

وجاء التقارب بين الجانبين بعد زيارة مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد – آل نهيان إلى طهران في السادس من ديسمبر الجاري، والتقائه بالرئيس الإيراني وأمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، وتباحثا في سبل التعاون المشترك بين البلدين، وتأكيد الإمارات بأنها معنية بالتقارب الجدي مع طهران، وتوسيع التجارة واستقرار المنطقة، والتعاون في إعادة إعمار سوريا وعودة العلاقات مع نظام بشار الأسد.

وبحسب مسؤولين إيرانيين، فإن أبو ظبي جادة في عودة العلاقات مع إيران، بغض النظر عن نجاح أو فشل مفاوضات العودة للاتفاق النووي الإيراني 2015 والذي كانت أبو ظبي إلى جانب السعودية ضده، وأن الإمارات أعادت النظر في سياساتها وخلصت إلى تعزيز التعاون مع دول الجوار، حفاظاً على مصالحها واستقرار المنطقة.

اقرأ أيضاً: مشعل في لبنان.. زيارة جريئة وسط ملفات معقدة

واللافت أن في السياسة الإماراتية بتوسيع نفوذها في المنطقة والتقارب مع أعداء الأمس ليصبحوا أصدقاء اليوم في إشارة إلى إيران وسوريا واليمن، ستجمع بين شركات إسرائيلية وأخرى إيرانية، رغم تأكيد طهران خلال اللقاء بضمانات إماراتية لعدم تأثير التطبيع الإماراتي مع إسرائيل على الأمن القومي الإيراني، حيث عقب موران زاغا، الخبير في شؤون الخليج بجامعة حيفا والمعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية، لصحيفة "جيروزاليم بوست": "هذا التقارب الايراني الاماراتي مقلق جداً لإسرائيل. هذا التقارب سيكون مكلفاً. التقارب مع إيران ومع "إسرائيل" في وقت واحد غير مجدٍ".

لقاء بين الامارات وايران

ولفت يوئيل جوزانسكي، الزميل البارز في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في جامعة تل أبيب، إلى أن الخطوات الأخيرة تعكس أن الإماراتيين "أقرب بكثير من إيران" وأن "على إسرائيل أن تفهم أن الإمارات لا يمكنها أن تنحاز إلى "إسرائيل" ضد إيران (في أي صراع مباشر محتمل). قد يكون هناك تعاون على مستوى التحركات التكتيكية، ولكن أي شيء أبعد من ذلك ضد مصلحتهم".

وناقش طحنون مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي توسيع العلاقات التجارية بين البلدين، وعودة بعض الشركات الإيرانية للعمل في دبي، بعد توقفها منذ إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران". بالإضافة إلى زيادة حجم التبادل التجاري، والرغبة المتبادلة بين البلدين بتوسيع النشاط التجاري بينهما، إلى جانب ما كشفه مصدر أمني إيراني لموقع "عربي بوست": " تم الاتفاق خلال زيارة طحنون لإيران، بشكل غير معلن، على إفراج الإمارات عن بعض الأصول الإيرانية المجمدة لديها بسبب العقوبات الأمريكية"، وبحسب المصدر، يُقدَّر حجم هذه الأصول بحوالي 19 مليار دولار أمريكي.

وأشار المصدر السابق إلى أن الإفراج عن الأصول الإيرانية المجمدة لدى الإمارات سيتم بناء على اتفاق إماراتي مع الولايات المتحدة.

وفي الوقت الذي ستعود شركات إيرانية للعمل من جديد في دولة الامارات، فإن الأخيرة منحت شركات "إسرائيلية" مختلفة للعمل على أراضيها وهو ما لا تحبذه "إسرائيل"، حيث أعلنت شركة "أور كراود" إحدى كبرى شركات رأس المال المخاطر في "إسرائيل"، أنها حصلت على موافقة وترخيص للعمل في دولة الإمارات. كما كشفت صحيفة Times of Israel، عن أن موشيه يعلون، وزير الجيش ورئيس أركان قوات الاحتلال الأسبق، سوف يترأس شركة استثمار مخاطر جديدة مملوكة لإسرائيل ومقرها في الإمارات العربية المتحدة، وستكون الشركة مسؤولةً عن الاستثمار في الشركات الناشئة الإسرائيلية خلال مراحلها الأولى وتطوير تقنيات في مجالاتٍ مثل الأمن السيبراني، والمدن الذكية، والأمن العام، والتقنية المالية، والتقنية التأمينية.

ورغم أن التقارب هدفه اقتصادي بالدرجة الأساسية إلا أنه وضع خطوط حمراء أمام أي محاولات اسرائيلية للمساس بالأمن القومي الإيراني، التي تتواجد في أبو ظبي بشكل علني بعد اتفاق التطبيع الذي وقعته مؤخرا في منتصف سبتمبر 2020م في البيت الأبيض، والسؤال الأكبر هل العداء الايراني الاسرائيلي سيؤثر على عمل شركاتها في أبو ظبي، أم أن الاتفاقات محصنة من الاختراق ولا مجال للعب على الأراضي الإماراتية.

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo