قال محمود نواجعة المنسق العام للجنة المقاطعة الوطنية وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات BDS، :"إن حركة المقاطعة أصبحت أقوى من أي وقت مضى بالذات في ظل إمكانيات تأثيرها على صناع القرار والسياسات خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، بعيداً عن نجاحها في حملات المقاطعة وسحب الاستثمارات وجزئيا فرض العقوبات.
وأضاف نواجعة في مقابلة خاصة مع موقع "زوايا" :" أعتقد أن الأهم إمكانيات اللجنة هو التأثير على الرأي العام العالمي من خلال التأثير على آراء شعوب العالم في الولايات المتحدة وكندا ودول الاتحاد الاوروبي".
وتابع بأنه في الآونة الأخيرة أظهرت استطلاعات الرأي عند الحزب الديموقراطي أو من اليهود التقدميين في الولايات المتحدة أو على الشعب الكندي، تأييد واسع لحركة المقاطعة، ولاستخدامها من أجل مواجهة إفلات دولة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب ومعاقبتها على جرائمها وهذا ايضا انعكس في دول الاتحاد الاوروبي.
وأوضح أن هذا التأثير سوف يؤدي إلى تغيير سياسات الحكومات والذي سيؤدي إلى فرض عقوبات على "إسرائيل" وهو التكتيك الأخير والأهم على وقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وأكد نواجعة أن الحركة حققت نجاحات واسعة بذلك، من خلال تأثيرها على آراء شعوب العالم وكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي، بتحقيق المقاطعة الأكاديمية والثقافية والشركات الدولية المتورطة مع الاحتلال وأيضا الاهم وضع السياسات.
عوامل النجاح
وحول عوامل نجاح الحركة، أوضح نواجعة، أن هوية الحركة هي فلسطينية ذات امتداد عالمي، بقيادة فلسطينية وقيادتها تمثل الغالبية الساحقة من شعبنا الفلسطيني وهذا أقوى شيء موجود فيها، وطبعا هذا من خلال اللجنة الوطنية للمقاطعة التي تمثل كل الشعب الفلسطيني هذا مصدر قوتها لأول.
وثانياً الخطاب الحقوقي والقانوني لشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، بالإضافة إلى أن النشطاء وحركة التضامن الدولي الواسعة والشعوب الحرة حول العالم التي تتضامن معنا بشكل قوي واضح وصريح وإصرارها على أن تكون جزء من نضال شعبنا.
وجدد نواجعة رفض الحركة العمل مع الأنظمة الرسمية عربيا ودوليا، وأن الحركة تضع مسافة واضحة بينها وبين المستويات الرسمية، لأن الأنظمة الرسمية لا تحتكم بالضرورة إلى لغة الأخلاق والخطاب الأخلاقي، وثانيا هي تتبع مصالح ربما تكون مغايرة بمعنى اذا تعاملنا بشكل رسمي مع النظام الاماراتي كجسم رسمي طبعا لا تصبح هناك امكانية للضغط على النظام لأنه تولدت مصالح معها سواء بالتمويل أو مشاريع أو مصالح مشتركة أو لها علاقة بالنظام الفلسطيني وهذا خطير جدا.
اقرأ أيضاً: القمة العربية بالجزائر: هل تعيد فلسطين للواجهة؟
وشدد على أن حركة المقاطعة (BDS) تعمل على المستوى الشعبي وستبقى تعمل مع المستوى الشعبي بتنسيق معين مع الجانب الرسمي الفلسطيني في حالات يمكن النجاح فيها كحملات في الجانب التقني، على الرغم من أن الجانب الرسمي له اتفاقيات اقتصادية مخزية مع الاحتلال، أو متورط في التطبيع.
التطبيع يهدف لتبييض جرائم الاحتلال
وحذر نواجعة من عمليات التطبيع التي تتم مع الاحتلال الاسرائيلي لأن الهدف الأساسي منها هو تبييض جرائم الاحتلال، وحتى نضع التطبيع في سياقه فهناك استراتيجية خرجت من جانب الاحتلال اسمها تخريب حركة المقاطعة من الداخل وتخريب النضال الوطني الفلسطيني وكانت مبنية على التطبيع، وبعدها جاء التقارب مع الانظمة العربية وليس الشعوب، موضحاً أن هذا الأمر يضر بالحركة، وأكثرها ضرراً هو التطبيع الرسمي الفلسطيني سواء لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي وغيرها.
وأشار نواجعة إلى أن التطبيع يضر بحركة المقاطعة لأنه المضاد والنقيض لحركة المقاطعة التي تدعو لعزل دولة الاحتلال الإسرائيلي كنظام استعمار ونظام ابرتهايد والتطبيع يطبع علاقات وكانه كيان طبيعي، إضافة إلى أن التطبيع لا يؤثر فقط على الحركة بل الهدف الاساسي التغطية على جرائم الاحتلال ضد شعبنا وتبييض جرائمه ضد شعبنا بشكل واسع.
وأكد نواجعة بأن حركة المقاطعة في الأساس قامت بتحويل التضامن بشكله الرمزي سابقا كالمسيرات بدون تأثير إلى تضامن فعلي حقيقي باستخدام هذه التكتيكات، وهذا بحاجة إلى بناء تحالفات أكبر وأوسع وباتجاه حماية حركة المقاطعة، ومنع التشريعات التي تحاول تجريمها.
وتابع، نحن حاليا نذهب باتجاه حماية الحق في المقاطعة كجزء من حرية الرأي والتعبير، وهذا تم ترجمته في الولايات المتحدة وأوروبا لأنه الهجوم المتصاعد ضدنا موجود هناك، وثانيا الحفاظ على استراتيجية الهجوم المبنية عليها الحملات والعمل على مستوى الأمم المتحدة والحكومات نفسها، ودفع الامم المتحدة بالتحقيق في جريمة الابرتهايد هو جزء من استراتيجية لحركة المقاطعة في العام المقبل 2022 وهذا من الأهم بعدما أصبح العالم أقرب لتبني "إسرائيل" أنها نظام ابرتهايد.
وفيما يتعلق بمحاولات تجريم عمل حركة المقاطعة، قال نواجعة :"انه يتم مواجهة هذه الاجراءات في بعض الدول من حملة حماية الحق بالمقاطعة ويتم مواجهتها على عدة أصعدة، أولا شعبيا كما حدث في فرنسا النشطاء استمروا بالحملات، وبالتالي أن يكون الإصرار على الحملات لن تتوقف وكل هذه الاجراءات ضد الحركة كلها إجراءات مدفوعة بعلاقات ومتورطة مع نظام الأبرتهايد الاسرائيلي وهذا معروف لنشطائنا.
وأضاف بأن الاستراتيجية هي الابقاء على حالة الهجوم وليس الدفاع حتى لا نتحول إلى الدفاع بشكل كامل، لأن الجانب الآخر لديهم امكانيات هائلة وموارد ضخمة لإبقائنا في حالة الدفاع ولذلك المهم أن نحافظ على استراتيجية الهجوم، إضافة إلى المواجهة القانونية.
اقرأ أيضاً: "الزيتون".. شجرة حرض عليها حاخامات اليهود
وأشار إلى أن الفترة السابقة عملت حركة المقاطعة بنية قانونية لمساعدتها في الرد قانونيا، مثلا قرار بريطانيا تم إفشاله من خلال توجهنا إلى المحكمة العليا البريطانية، فهذا تغير، أيضا توجهنا إلى أربع محاكم في بريطانيا وثلاث محاكم في ألمانيا، ومحكمة حقوق الانسان في الاتحاد الاوروبي التي رفضت قرار المحكمة الفرنسية وتم إبطاله، وبالتالي نعمل على عدة محاور حتى لا نسمح لهم بعمل اختراق حقيقي لوقف حركة المقاطعة في أي وقت وأي مكان ورغم ذلك لم تتوقف الحركة ولا في أي مكان.
ونبه نواجعة إلى أن الاحتلال يستخدم عدة وسائل للضغط على حركة المقاطعة فبدأوا بموضوع الترهيب والتجسس والضغط على النشطاء، والآن الجانب القانوني وهذا لم يؤثر على الحركة بل بالعكس شهدت الحركة تحالفات أوسع مثلا اتحاد الحريات في أمريكا أضخم لوبي لحماية الحريات انضم إلى حملة المقاطعة كجزء من حرية الرأي والتعبير، بالتالي لم نلمس أي إضعاف أو تأثر من كل الاعمال التي يقوموا فيها بالذات لأنها حملات مفتوحة ولكن متينة قيادتها مبادئها واضحة واهدافها واضحة، ولا تحيد عنهم لا تورط نفسها يمينا او شمالاً.
وشدد نواجعة على أهمية المقاطعة الاكاديمية والثقافية لان "اسرائيل" لديها ماكنة بروبغندا ضخمة فهي تستخدم علاقاتها وعلاقات جامعاتها الأكاديمية والثقافية من مهرجانات والاحتفالات بمعنى الأشياء الدولية كملكة جمال الكون مثلا حتى تغطي على جرائمها وتحاول أن تزج نفسها بعلاقات وكأنها كيان طبيعي، بينما لدينا الفكرة بأن هذا النظام نريده منبوذا كنظام الأبرتهايد في جنوب افريقيا وهم يعملوا النقيض.