تقرير هذه أسباب ضعف الحشد الجماهيري للفصائل الفلسطينية 

الحشد الجماهيري
الحشد الجماهيري

الباحث في مركز "يبوس" للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، سليمان بشارات:

  • الدور الحزبي والفصائلي تراجعَ كثيرًا عقب حالة الانقسام التي أحدثت شرخًا في صفوف الشعب الفلسطيني.
  • المواطن الفلسطيني منذ الانقسام الفلسطيني وحتى الآن، ما زال يفقد الأمل  بدور الأحزاب السياسية في منحه الدور الفعلي في الحياة السياسية.
  • الفصائل الفلسطينية غابت عن حراكات عديدة تهم المواطن الفلسطيني مثل غلاء الأسعار واعتداءات المستوطنين وغيرها من أولويات الشعب الفلسطيني، لذلك لا تستجيب الجماهير لدعوات الفصائل بصورة فاعلة. 

الباحث في الشأن السياسي "عصمت منصور": 

  • غياب حالة المد الوطني والتفاعل الجماهيري مع الفصائل، يرجع لاهتمام الناس بقضاياها الخاصة والحياتية.
  • هناك أزمة ثقة بين الشعب والفصائل، ومطلوب من الفصائل أن تطور خطابَها وأدواتها تجاه الشعب من أجل تدارك حالة التراجع.
  • من المهم ابتكار حلول استراتيجية تتوحد خلفها كل الفصائل، وتعبر بشكل جماعي عن تطلعات الشعبي الفلسطيني وقضاياه، وما دون ذلك ستبقى أزمة الاستقطاب الجماهيري بين الفصائل قائمة.

الباحث في العلوم السياسية، يحيى قاعود: 

  • جدول أعمال الأحزابِ والفصائل الفلسطينية أصبح روتينيًا دون تجديدٍ واضح ودون ضخ دماء جديدة قادرة على الإبداع والابتكار من أجل الحشد والاستقطاب الجماهيري.
  • هناك عاملان أساسيان لضعف الحشد الشعبي واستقطاب الجماهير لدى الأحزاب الفلسطيني، أولهما عامل ذاتي وهو حديث قيادات الفصائل من خلف المكاتب وعدم نزولها للميدان، وثانيهما قدم البرامج الوطنية للأحزاب وعدم تجديدها.

تشهدُ الساحة الفلسطينية تراجعًا في الدور الحزبي والفصائلي وقدرتهما على الحشد والاستقطاب الجماهيري في ميدانِ التضامن والفعاليات للعديدِ من القضايا المهمة التي تشغل الرأي العام الفلسطيني، حسب باحثين في هذا التقرير.  

وفي هذا التقرير تستطلع "زوايا" آراء باحثين في العلوم السياسية والاستراتيجية حول ضعف الالتفاف الجماهيري حول الفصائل الفلسطينية، وتراجع دورها خلال السنوات الماضية، وحول أسباب هذا الضعف وكيفية الوصول لحالة إنعاش الحالة التفاعلية من جديدٍ. 

تراجع الدور الحزبي

من جانبه، قال الباحث في مركز "يبوس" للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، سليمان بشارات أنّ الدور الحزبي والفصائلي تراجعَ كثيرًا عقب حالة الانقسام التي أحدثت شرخًا في صفوف الشعب الفلسطيني، كما هو الحال بالنسبة للثقافة الحزبية، مبينًا أنه هناك أزمة ثقة بين الأحزاب والمنتسبين والمؤيدين. 

وفي حديثه لـ"زوايا" أوضح "بشارات" أن المواطن الفلسطيني منذ الانقسام الفلسطيني وحتى الآن، ما زال يفقد الأمل بدور الأحزاب السياسية في منحه الدور الفعلي في الحياة السياسية، فلذلك يكون التفاعل الشعبي والجماهيري ضعيفًا إزاء دعوات الفصائل الفلسطينية. 

اقرأ أيضاً: خطاب "استعراض القوة" من غزة.. بين توازن إيجابي ومبالغة سلبية

وعن الحلول لعودة الثقة بين المواطن الفلسطيني وبين الفصائل، بيّن "بشارات" وجوب عودة الثقة في مفهوم الحياة السياسية، عبر إشراك المواطن في الحياة السياسية، وبناء البرنامج الوطني، وسد الفجوة الكبيرة بين البرامج الحزبية والأحزاب ومكونات المجتمع الفلسطيني. 

ودعا الفصائل الفلسطيني، لإعادة دورها الحقيقي الفاعل وعدم اختصاره على الدور التنظيمي السياسي فقط، على حساب مسؤوليات وأولويات المواطن الفلسطيني. 

الفصائل بعيدة عن المواطن

ونبّه "بشارات" أن الفصائل الفلسطينية غابت عن حراكات عديدة تهم المواطن الفلسطيني مثل غلاء الأسعار واعتداءات المستوطنين وغيرها من أولويات الشعب الفلسطيني، لذلك لا تستجيب الجماهير لدعوات الفصائل بصورة فاعلة. 

الحالة الأمنية في الضفة وغيرها، ليست عقبة وذريعة لانخفاض الحشد والاستقطاب الجماهيري للفصائل الفلسطينية، كما يرى "بشارات"، مذكرا بأن الشعب الفلسطيني منذ أمدٍ بعيدٍ وهو يعاني من الحالة الأمنية ومع ذلك كان يتفاعل مع قضاياه بكل تحدٍ وقوةٍ قبل الانقسام. 

أولويات الشعب

أما الباحث في الشأن السياسي "عصمت منصور" فأرجع غيابَ حالة المد الوطني والتفاعل الجماهيري مع الفصائل إلى "اهتمام الناس بقضاياها الخاصة والحياتية". 

وقال منصور لـ"زوايا": "هناك أزمة ثقة بين الشعب والفصائل، ومطلوب من الفصائل أن تطور خطابَها وأدواتها تجاه الشعب من أجل تدارك حالة التراجع"، مشيرًا إلى أن العديد من الفصائل لم تشهد تطورًا ولم تعطِ أملاً للشعب بتحقيق جزءٍ من طموحاتهِ وتطلعاته. 

وأشار "منصور" إلى إن الحشد الفصائلي يتأثر بالحالةِ الأمنية في الضفةِ لبعض الفصائل، ولا سيما الحالة المتردية في علاقة السلطة بحركة حماس بصورةٍ رئيسيةٍ والجبهة الشعبية بشكل نسبي. 

ويلفت منصور إلى أهمية ابتكار حلول استراتيجية تتوحد خلفها كل الفصائل، وتعبر بشكل جماعي عن تطلعات الشعب الفلسطيني وقضاياه، وما دون ذلك ستبقى أزمة الاستقطاب الجماهيري للفصائل قائمة.
الفصائل بحاجة لتجديد

من ناحيته، قال الباحث في العلوم السياسية، يحيى قاعود، أن جدولَ أعمال الأحزابِ والفصائل الفلسطينية أصبح روتينيًا دون تجديدٍ واضح ودون ضخ دماء جديدة قادرة على الإبداع والابتكار من أجل الحشد والاستقطاب الجماهيري.

اقرأ أيضاً: الإضراب ضد الاعتقال الإداري.. عذابٌ بلا تهمةٍ وتضامن دون المستوى

ونوه إلى حاجة الأحزاب لتجديدِ روح العمل والخطط البرامجية، ويرى أن تراجع الحالة الميدانية للفصائل الفلسطينية ليس بسبب فقدان الثقة بالأحزاب، كما أشار "بشارات"، بل ناتج عن "الانتقال الحزبي من العمل الميدان إلى العمل المكتبي الذي أضحى سائدًا، إضافة إلى تأزم الوضع الاقتصادي والسياسي"، كما جاء في حديث قاعود لـ"زوايا".

وأشار إلى أن الاحتلالَ الإسرائيلي يضغط على الفصائل عبر سياسة إشغال الفصائل بقضايا شائكة، مثل إبرام صفقة أسرى، وقضايا المنح والوضع الاقتصادي كما يحدث في غزة. 

ويلخص "قاعود" عوامل ضعف الحشد الشعبي واستقطاب الجماهير لدى الأحزاب الفلسطيني بعاملين، أولهما عامل ذاتي وهو "حديث قيادات الفصائل من خلف المكاتب وعدم نزولها للميدان"، وثانيهما "قدمِ البرامج الوطنية للأحزاب وعدم تجديدها لتصبح أقرب من الوطن، فالبرامج الحالية بعيدة كل البعد عن تطلعات الشعب بحديثها عن الحالة السياسية وتركها هموم المواطن، ولا سيما الفئات الهشة". 

وحسب ورقة عمل نفذها مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية بعنوان "تراجع الأحزاب وتقدم الحركات الاجتماعية" فإن "الأحزابُ الفلسطينية بحاجةٍ لمراجعة سياستها وأهدافها وطرق تحركها، وإعادة صياغة خطابها لتقنع المواطنين وتحصل على اهتمامهم وتأييدهم من أجل الوصول لحالة من الالتفاف الشعبي والجماهيري حول هذه الأحزاب".

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo