تحليل هآرتس تحذر من مخاطر العبوات الناسفة في طريق بايدن

بايدن
بايدن

حذرت صحيفة هآرتس العبرية، من الخطر الذي قد يلحق بإسرائيل جراء وضع الأخيرة عقبات وعبوات ناسفة في طريق الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، الذي يتجه للاتفاق مع إيران على برنامجها النووي. 

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، إنه من حق إسرائيل التشكيك في جدية التصريحات الأميركية، والمطالبة بتوضيحات بشأن الاستراتيجية التي ستنتهجها واشنطن إذا لم تثمر المفاوضات نتائج، أو استمرت وقتاً طويلاً تواصل خلاله إيران الدفع قدماً ببرنامجها النووي؛ لكن العلاقات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والتاريخية بين "إسرائيل" والولايات المتحدة، حتى لا نقول اعتماد "إسرائيل" على قوة كبرى تبنت أمن إسرائيل كأساس أيديولوجي ثابت لديها، كل ذلك يفرض على إسرائيل الوقوف إلى جانب بايدن، لا أن تضع عبوات متفجرة في طريقه.

ونوهت الصحيفة إلى أن الحوار الدبلوماسي، الذي يعرّض إسرائيل للخطر، ليس ذلك الذي يجري بين الدول الكبرى وبين إيران بشأن الاتفاق النووي، بل هو الذي يبني مسار تصادُم بين إسرائيل والولايات المتحدة.

اقرأ أيضاُ:  الكونفدرالية بين فلسطين والأردن .. هل قابلة للتحقيق ؟

ولفت إلى أن تحذير رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، من أنه "إذا حدثت العودة إلى الاتفاق النووي فإن إسرائيل ليست طرفاً فيه، وغير ملزمة به"، فإنه يرسل رسالة مباشرة إلى الرئيس الأميركي، جو بايدن، وإلى دول الغرب الكبرى، مفادها أن "إسرائيل" تعتبر نفسها حرة في أن تفعل ما تشاء حيال التهديد الإيراني، وأن المساعي الدبلوماسية لكبح تطوُّر البرنامج النووي الإيراني لا قيمة لها، في نظر رئيس الحكومة.

وأضاف، أن واشنطن أيضاً خلعت قفازيها عندما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية كلاماً يحذرون فيه إسرائيل من أن "الهجمات المتكررة على منشآت نووية إيرانية قد تكون مُرضية على المستوى التكتيكي، لكنها في نهاية الأمر ليست مفيدة".

وأوضح، أن هذا الكلام الذي كان يُقال حتى الآن في محادثات سرية وداخل غرف مغلقة لا يعبّر فقط عن خلافات في الآراء أو خلافات عملانية بين الدولتين، بل يهدف إلى رسم حدود الصبر الأميركي.

ومن المنتظر استئناف المفاوضات في فيينا بين إيران والدول الغربية الكبرى، الأسبوع المقبل، وظّفت واشنطن جهوداً كثيرة من أجل استئناف المفاوضات كجزء من سياسة بايدن لاستنفاد أي عملية دبلوماسية تساعده على تحقيق تعهداته بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.

وذكرت الصحيفة، بكلام وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس قبل وقت قصير من توقيع الاتفاق النووي الذي قال فيه: "الاتفاق يمكن أن يكون أفضل، لكن هناك النصف الملآن من الكوب: تأجيل البرنامج النووي الإيراني من خمسة إلى عشرة أعوام أمر جيد".

كما قال قبل شهرين، لـمجلة "فورين بوليسي" إن "إسرائيل تستطيع العيش مع اتفاق جديد"، وإن "التوجه الأميركي الحالي، الرامي إلى دفع إيران إلى وضع برنامجها النووي جانباً، مقبول عندي".

المصدر : متابعة-زوايا
atyaf logo