تحليل كاتبة أمريكية: الإسرائيليون يشكون في منصور عباس والفلسطينيون يصفونه بالخائن

منصور عباس
منصور عباس

رأت الكاتبة الأمريكية راث مارجليت في مقال لها نشرته صحيفة نيويورك، أن رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس، والشريك في الائتلاف الحكومي الاسرائيلي، ينظرُ له من قبل الجانب الإسرائيلي "بالشك"، بينما ينظر إليه الفلسطينيون على أنه خائن ومجرم لدخوله الائتلاف الحكومي في سابقة هي الأولى من نوعها في الداخل المحتل، وعدم قيامه بأي دور في سبيل دعم عملية السلام، وعدم اهتمامه بقضايا أبناء شعبه من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ودللت الكاتبة رؤيتها لوضع عباس منصور، بجملة من المواقف منها، اجتماع ناصر مع مستشاريه في أبريل الماضي لصياغة أول خطاب وطني رئيسي له، والذي حاول فيها استرضاء الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني والموازنة بين كونه سياسيا إسرائيليا يهتم بالنتائج ومنظّرا فلسطينيا، إضافة إلى أن عباس تحدث العام الماضي بشكل مثير في يوم إحياء ذكرى المحرقة. ولكن لأنه على صلة بجماعة الإخوان المسلمين، فإنه لا يزال موضع شك بالنسبة للكثير من اليهود الإسرائيليين. 

وأشارت إلى أنه على المستوى الفلسطيني فإن وضعه لا يقل سوءًا عن نظرة الاسرائيليين له، حيث تصفه الصحافة الفلسطينية بالخائن، وجريمته هي أنه لا يكافح بشكل كافٍ من أجل إقامة دولة فلسطينية، ولا يركز عباس على أوضاع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة. لكنه يركز بدلا من ذلك على تحسين ظروف الفلسطينيين والفلسطينيات في "إسرائيل" نفسها. وأنه عندما تم طرح اقتراح لمنح تأشيرات عمل "إسرائيلية" لخمسة عشر ألف عامل بناء فلسطيني، قال عباس :" إن هذا سيضر بمعيشة العمال العرب الإسرائيليين"!.

وفي موقف آخر، نبهت الكاتبة إلى أن منصور عباس بعد الانتخابات التشريعية الإسرائيلية الأخيرة، كانت قريبة من الانضمام لائتلاف نتنياهو قبل أن يفشل الأخير في مهمته بتشكيل الحكومة، ليتمكن يائير لابيد، ثاني أكبر حزب في الكنيست، من التوصل لاتفاق معه بعد جلسة في أوائل شهر مايو الماضي، حضرها الثلاثي (لابيد وبينيت وعباس)، في فندق خارج تل أبيب، ووضع شروطاً لتحسين واقع العرب في القرى داخل إسرائيل ومنع سياسة هدم المنازل غير المرخصة، ورغم معاندة بينت إلا أنه وافق أخيراً على شروطه.

وتابعت الكاتبة، أنه رغم جهود عباس، انقلب الفلسطينيون في "إسرائيل" وبعض أنصار عباس عليه بعد واقعة محاولة طرد ست عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح في القدس واندلاع اشتباكات بين المتظاهرات والمتظاهرين الفلسطينيين من جانب والشرطة الإسرائيلية من جانب آخر. 

ولوحت الكاتبة الأمريكية إلا أنه في نوفمبر القادم، ستجرى الحكومة تصويتًا نهائيًا على الميزانية المقترحة، بما في ذلك مليارات الدولارات التي حصل عليها عباس في نقاشات تشكيل التحالف، والتي من الممكن في حال الموافقة عليها يمكن أن تغير مستقبل المواطنين والمواطنات العرب، وبذلك يكون قد حقق نصرا تاريخيا.

ولفتت الكاتبة إلى أن الاسرائيليين لا ينظرون لعباس على أنه من المؤسسة الإسرائيلية، لذلك لم يتم إسناد وزارة قوية ومرموقة له، ورغم تبريره لذلك بأنه هو من لا يريد حتى يكون بينه وبين الحكومة حاجزاً في حال شنت هجوماً على قطاع غزة، وما يقولوه مساعدوه من أنه في حال تسلم وزارة فإنه يلزمه وجود حراسة أمنية كبيرة يوفرها الشاباك له وهنا سيُنظر إليه على أنه حقًا جزء من المؤسسة الإسرائيلية.

ونوهت إلى أن الصحافة العبرية لا تنظر لعباس على أنه شخصية غير مذنبة، كونه ظهر في العام 2013 في صورة وهو يزور أقارب الفصائل الفلسطينية المدانة بارتكاب هجمات ضد إسرائيل، ولقاؤه في العام 2014 مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السابق خالد مشعل في الدوحة، وفي عام 2016، مع قائد العمليات العسكرية لحركة حماس. والتي بررها عباس أن هذه اللقاءات كانت جزءًا من مبادرة سلام يقودها حاخام أرثوذكسي في "إسرائيل"، يدعى ميخائيل ملكيور. وهو ما أكده الأخير.

وأشارت إلى أن عباس مع دخوله الحكومة، كان حريصا على عدم انتقاد حركة حماس. 

وخلصت الكاتبة، إلى أنه ورغم نظرة الاسرائيليين والفلسطينيين السلبية لرئيس القائمة الموحدة العربية إلا أنه يمكنه أن يحقق آمال وتطلعات الأقلية الفلسطينية في الداخل الإسرائيلي المهمشة وخلق ظروف معيشية محسنة بعد سنوات من الإهمال الحكومي.

المصدر : متابعة-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo