إبرام صفقة تبادل أسرى أمر مستبعد حالياً

تقرير حماس تسعى لتحقيق أهداف عدة من الإفراج عن مروان البرغوثي

لقاءات مصر وحماس
لقاءات مصر وحماس

في خضم الحديث عن جهود تبذلها الشقيقة مصر مع حركة حماس وإسرائيل لإبرام صفقة تبادل أسرى، تردد اسم الأسير مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، بأنه سيكون على رأس قائمة الأسرى في الصفقة، مقابل الإفراج عن أربعة "إسرائيليين" أسرى لديها بينهم جنديين، علماً أن هناك قيادات كبيرة في السجون كالأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، واللواء أبو حازم الشوبكي، والأسير كريم يونس الذي يعد أقدم أسير في العالم، الأمر الذي يدفع للتساؤل عن أهداف حركة حماس من الإفراج عن البرغوثي.

يشار إلى أن الأسير البرغوثي كان قد شكل قائمة منفردة لخوض الانتخابات التشريعية التي كان منوي إجراؤها قبل أن يتم تأجيلها من قبل الرئيس محمود عباس نظراً لعدم سماح الاحتلال بإجرائها في مدينة القدس، وفشلت محاولات اللجنة المركزية في ثنيه عن تشكيل هذه القائمة، وأكد أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية.

حركة حماس من جهتها، صرحت خلال الأيام الماضية في ظل الحديث عن مفاوضات لإبرام صفقة تبادل أسرى، بأن الأسير مروان البرغوثي وغيره سيكون على رأس القائمة، قبل أن تبلغ "إسرائيل" مصر رسمياً بأن الحكومة برئاسة نفتالي بنيت غير قادرة على إبرام الصفقة في الوقت الراهن، خشية من أن تؤدي إلى تفكيكها.

كما التقت زوجة الأسير مروان البرغوثي برئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في القاهرة، وتركز الحديث عن أسماء أساسية من بينها البرغوثي.

اقرأ أيضاً: الإذاعات الفلسطينية.. تهديدات تحدق بحلقة وصل المواطن بالمسؤول

الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، أوضح في حديث خاص لـ "زوايا"، أن الإفراج عن الأسير مروان البرغوثي وكافة الأسرى هو أمر هام لحركة حماس لأنها تريد من هذا الموضوع الاشارة إلى أنها تركز على كبار الشخصيات والاسرى الفلسطينيين وعلى رأسهم البرغوثي، حتى حركة فتح تدعو للإفراج عنه، لافتاً إلى أن بعض الأطراف تنظر إلى حديث حماس عن ان البرغوثي سيكون جزء من الصفقة على أنه جزء من عملية المماحكة مع حركة فتح، لكن في نهاية الأمر الافراج عن البرغوثي شيء سيكون مدعاة للفخر لحركة فتح كما لكل الأطراف الفلسطينية.

في ذات السياق، استبعد حبيب، وجود صفقة تبادل أسرى على الإطلاق، وأن كل الحديث عن أفراد بما فيهم مروان البرغوثي هو شكل من أشكال الخداع لا أكثر ولا أقل كجزء من عملية المماحكة وبيع الأوهام هنا وهناك.

وأوضح، أن "إسرائيل" ليست في وضع على الإطلاق لإجراء أي نوع من أنواع الصفقات على الرغم من أن بعض التسريبات الإسرائيلية تشير وتؤكد على قرب تحقيق الصفقة كذلك هناك تسريبات فلسطينية في هذا الصدد.

ولفت حبيب، إلى أنه ورغم هذه التسريبات، إلا أن كل ما يجري داخل الحكومة الاسرائيلية الهشة والضعيفة غير قادرة على الاطلاق لتحمل مسؤولية عقد صفقة حتى في حدودها الدنيا وفقا للاشتراطات المطروحة من قبل حركة حماس.

وتابع، أنه في ظل هذا الضعف للحكومة الإسرائيلية فإن كافة أشكال الحديث عن صفقة التبادل هو بيع أوهام وجزء من المماحكات وكأن هناك حرباً على إطلاق سراح هذا الشخص أو ذاك، لكن في النهاية من حيث المبدأ ليس هناك من صفقة للتعامل معها بالجدية المطلوبة. 

أهداف عدة لاهتمام حماس بالبرغوثي

المختص في الشأن الإسرائيلي عاهد فروانة، أكد أن حركة حماس في كل لقاءاتها تؤكد على أن الأسير البرغوثي سيكون على رأس قائمة الأسرى المنوي الإفراج عنهم في الصفقة المقبلة. موضحاً أن هناك العديد من الأهداف التي تريد حماس تحقيقها من تركيزها على البرغوثي، أولها تفادي الانتقادات التي وجهت لها في صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط) عام 2011م والتي تم إبرامها بوساطة مصرية مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي آنذاك جلعاد شاليط مقابل 1027 أسيراً ولم تشمل قيادات كالقائد مروان البرغوثي، وأحمد سعدات وغيرهم. 

وتابع أن الهدف الآخر لدى حماس، هو اللعب على وتر "البرغوثي" لما له من شعبية في الوسط الفلسطيني، وفي حال تمكنت من الإفراج عنه، فهذا سيعطيها مصداقية كثيرة، ولذلك تحاول أن تستغل شعبية البرغوثي للاستفادة منها جماهيريا على كافة الأوساط. إلى جانب أن حماس تريد أن يكون لها دوراً في هندسة القيادات، خصوصاً أنه في الفترة الأخيرة  كان هناك بعض التباين في وجهات النظر ما بين الرئيس "أبو مازن" والبرغوثي في موضوع الترشح للانتخابات، وحماس تلعب على هذا الموضوع وتعزز طرف على حساب طرف آخر، ليكون لها دورا في تحديد هذه القيادات، (أي أن حماس تحاول أن تكتسب شرعية ويكون لها دور في شخصية الرئيس الشرعي القادم بعد الرئيس أبو مازن")، لأن الوضع الخارجي لا يسمح لها بتصدر المشهد الفلسطيني، وبذلك حماس يكون لها دور مؤثر في خلافة أبو مازن، للتحالف مع البرغوثي مستقبلاً.

وأشار فروانة إلى أن استثناء البرغوثي من صفقة شاليط كان انتقاص من الصفقة، منوهاً إلى أن  النبرة من قبل حماس تجاه باقي القيادات في سجون الاحتلال ليست كما في حالة البرغوثي، الأمر الذي يؤكد أهداف خاصة لحماس.

الصفقة ليست قريبة

وحول إمكانية إبرام صفقة التبادل في الوقت الراهن، أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي فروانة، أن كل المعطيات تقول بأن الصفقة ليست بالقريبة، معرباً عن اعتقاده أن الحكومة الإسرائيلية الحالية غير قادرة على إنجاز الصفقة، خاصة في مطالب حماس التي تعتبرها كبيرة، وغير قادرة على دفع ثمن كبير مقابل استعادة جثماني الجنديين هدار جولدن وآرون شاؤول، في ظل التباين الكبير بين أركان الحكومة، والمعارضة.

وأضاف، أن الظروف الحالية ليست كما كان الحال في صفقة شاليط، حيث كان شاليط حي وتم إثبات ذلك بشريط فيديو، ونتنياهو كان أمام ضغط شعبي وهو غير متوفر في الوقت الراهن، إضافة إلى أن الوضع الإقليمي كان نتنياهو يريد أن يتقرب من نظام الإخوان المسلمين في مصر الذي يسيطرون على الحكم؛ لكن الان الوضع مختلف، والبيئة الاقليمية مختلفة.

صفقة التبادل تبحث في أطر ضيقة

النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي يحيى موسى، قال في حديث لـ "زوايا"، رداً على تفاصيل عن ما جرى حول صفقة التبادل في القاهرة:" فيما يتعلق بموضوع صفقة تبادل الأسرى وملابساتها فهو أمر خاص بالحركة وغير مسموح التصريح به لوسائل الإعلام، وأن هناك جهات محددة في الحركة وتبحث في أضيق الأطر والسرية تفاصيل الصفقة، وأي كلمة في هذا المجال لا تفيد.

وأمام استبعاد المختصين بإبرام صفقة التبادل في الوقت الراهن، لا يزال يرى البعض أن اهتمام حركة حماس باسم الأسير القائد مروان البرغوثي، هو جزء من تصفية الحساب مع الرئيس "أبو مازن" قائد حركة فتح، والذي يعد البرغوثي منافساً قوياً له.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo