تقرير عصابات المستوطنين تهاجم موسم الزيتون و "الفزعة" الفلسطينية بالمرصاد

مسوطنون يواجهون موسم قطف الزيتون
مسوطنون يواجهون موسم قطف الزيتون

تواصل عصابات المستوطنين بحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها على المزارعين في القرى الفلسطينية طوال العام، وازدادت وتيرتها مع موسم قطف الزيتون بشكل خاص، والذي يعد عرساً وطنياً فلسطينياً، في محاولة منهم للضغط على الفلسطينيين للخروج من أراضيهم وتوسيع المستوطنات بها.

وسجل المستوطنون أكثر من 40 اعتداءً على المزارعين منذ بدء موسم الزيتون في مطلع أكتوبر الجاري، حيث انطلقت عصابات المستوطنين بارتكاب جرائم في أوقات مبكرة، ما بين تقطيع وتجريف الأشجار وحرقها وسرقة محصولها أو الاعتداء على المزارعين جسديا. 
وفي هذا السياق، يقول أمين أبو عليا رئيس مجلس قروي قرية المغير شرق رام الله:" إن المستوطنين يسعون لتخريب موسم قطف الزيتون وتحويله من مناسبة وطنية فلسطينية إلى مناسبة للهجمات والجرائم الاستيطانية. 

وأضاف ، أبو عليا في حديث لموقع "زوايا"، أن هجمات عصابات المستوطنين تحمل رسالة من خلالها يريد المستوطنين تخويف المواطنين وإبعادهم عن أرضهم وفرض سياسة الأمر الواقع على الأرض الفلسطينية وسلخ المواطنين عن أرضهم. 

وتابع، أن الموسم الوطني الفلسطيني بقطف ثمار الزيتون يعد سابقا عرسا وطنيا يتجمع فيه المواطنين من كبار وصغار والعائلات وهذا ما تحاول تلك العصابات الإجرامية إنهاؤه من خلال دب الرعب في نفوس المواطنين في ظل تهديد على حياتهم من جهة وتخريب أراضيهم من جهة أخرى ليضطر المواطن لترك أرضه. 

وبحسب أبو عليا، فإن وجود المستوطنات وعدم تمكن المواطن من الوصول إلى أرضه إلا بتنسيق مسبق يعني أن الأرض ستكون عرضة للاعتداء من قبل المستوطنين. 

وأوضح، أن إجراء التنسيق لدخول المواطن أرضه غير كافٍ، نظراً لأنه لا يسمح بدخول الفلسطيني أرضه إلا عدد أيام محدودة من السنة وهي غير كافية لا للحراثة أو الاعتناء بالأشجار، ومن ناحية لا يمكن للمواطن الدفاع عن أرضه حال تعرضت لجريمة استيطانية. 

حملة فزعة تكسر الامر الواقع

وأُعلن الأحد الماضي عن إطلاق الحملة الوطنية لمساعدة المزارعين بعنوان "فرعة" من خلال هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وقوى وفصائل ومؤسسات أهلية ورسمية وتهدف إلى مساعدة المزارعين وضمان عدم توجه العائلات بشكل منفرد إلى الأراضي خاصة المهددة بالاستيطان. 

والحملة تمكنت بمشاركة المئات من الوصول إلى قمة جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب وقطف ثمار الزيتون في تلك المنطقة وكسر الأمر الواقع الذي حاول الاحتلال فرضه من خلال المطالبة بالتنسيق للمساح بقطف الزيتون. 

ارتفاع وتيرة اعتداءات المستوطنين متوقعة

ويقول مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة الغربية مراد اشتيوي في حديث لموقع "زوايا"، أن زيادة جرائم المستوطنين كانت متوقعة مع بداية الموسم الحالي، حيث بدأت مبكرة في مناطق جنوب نابلس وفي سلفيت وغيرها من المناطق.

ويضيف اشتيوي أن اعتداءات المستوطنين تحمل ثلاثة أنواع بحيث يقوم المستوطنون بقطع الأشجار تارة أو حرقها إضافة إلى سرقة محاصيل الزيتون بعض قطف المزارعين له، إضافة إلى عمليات التهديد والمنع من الوصول إلى الأراضي تحت تهديد السلاح. 

اقرأ أيضاً:  قانون العقوبات الفلسطيني.. عجز النص عن مواكبة تطورات العصر الراهن

ويشير مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مرا، إلى أنه أمام هذه الجرائم فقد تم إطلاق الحملة الوطنية "فزعة" والتي تستهدف 25 موقعا بالضفة الغربية تشمل خمس محافظات بشكل فعاليات مركزية إضافة الى تنظيم فعاليات في كل محافظة بشكل منفصل. 

ويوضح اشتيوي بأنه جرى العمل على تفعيل وتشكيل لجان الحراسة لحماية المزارعين الذين يتعرضون لاعتداءات المستوطنين ومساعدتهم في قطف ثمار زيتونتهم، إضافة إلى توفير أيدي عاملة لمن لديه أرض خلف الجدار او داخل المستعمرات لضمان قطف زيتونتهم بشكل سريع. 

ويشير اشتيوي إلى أن هذه الفعاليات مستمرة منذ بداية الموسم إلى نهايته.

مستوطنون يسرقون الزيتون

بدوره يؤكد ناصر جهاد رئيس بلدية حوارة جنوب مدينة نابلس بأن700 دونم من أراضي المواطنين والتي أقيمت بمحاذاتها مستوطنة يتسهار مهددة بشكل مستمر لاعتداءات المستوطنين. 

ويوضح جهاد في حديث لموقع "زوايا"، بأن هذه الأراضي بسبب منع المواطنين الوصول إليها بشكل مستمر وحصره في أوقات معينة يعني أنها فريسة سهلة لعصابات المستوطنين. 

وينبه جهاد إلى أن هذه الأراضي خلال الموسم الحالي لم يجد أصحابها أي من ثمارها سرقت بشكل كامل، فبعضها تم تخريبه والبعض الآخر سرقت ثماره من قبل المستوطنين. 

ويؤكد جهاد بأن هذه الأراضي يحيط شارع خاص للمستوطنين ودوريات جيش الاحتلال التي تعمل على مدار الساعة ما يؤكد تواطئ جيش الاحتلال واشتراكه في هذه الجرائم وتوفير حماية للمستوطنين بتنفيذ هذه الهجمات ضد المواطنين وممتلكاتهم. 

وكانت المتحدثة باسم لجنة الصليب الأحمر الدولية سهير زقوط قالت: "إن اللجنة وثقت تدمير 9 آلاف شجرة زيتون خلال اعتداءات الاحتلال في الضفة الغربية على مدار سنة من شهر آب العام الماضي حتى هذا الوقت.

الجدير ذكره، أن اعتداءات المستوطنين والبناء الاستيطاني في الضفة الغربية ارتفعت وتيرته في السنوات العشر الأخيرة، بشكل مخالف للاتفاقات الموقعة، ضمن خطة الاحتلال الاسرائيلي توسيع المستوطنات وضمها للسيادة الاسرائيلية، في ظل تجاهل أمريكي ودولي وعدم قيامهم بالضغط على الاحتلال لوقف الاستيطان.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo