- اليمين الإسرائيلي باع الوهم للرأي العام الإسرائيلي باتفاقات التطبيع.
- الأمن الإسرائيلي لا يتحقق بالتطبيع مع العرب وإنما مع الفلسطينيين فقط.
- رفض بنيت العودة للمفاوضات لا يعني عدم إمكانية إحداث اختراق.
- القائمة الموحدة يجب عليها إسقاط الحكومة إذا لم تحدث اختراق بعد ستة أشهر.
- الانقسام مصلحة "إسرائيلية" بحتة للتهرب من التزاماتها تجاه الفلسطينيين.
قال النائب السابق في الكنيست "الإسرائيلي" طلب الصانع، إن الحكومة "الإسرائيلية" الحالية بقيادة نفتالي بنيت، ليست يمينية وإن كان يقودها يميني، نظراً لأن هناك أحزاب أخرى كحزب العمل الذي يؤمن بالسلام مع الفلسطينيين، وأن وجود هذه الحكومة أحدث تصدع في المعسكر الذي كان يقوده رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، الذي عمل مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على القفز عن القضية الفلسطينية، والتطبيع مع بعض الأنظمة العربية، مضيفاً أن هذه الحكومة هي فرصة لإعادة لتجاوز الجمود والممارسات التي فعلها نتنياهو ولا يعني ذلك أن هذه الحكومة قادرة على صنع السلام.
وأوضح الصانع في مقابلة خاصة مع موقع "زوايا"، أن رفض رئيس الحكومة الاسرائيلية نفتالي بينيت للمفاوضات، لا يعني انه لا توجد فرصة، بدليل أن رئيس الوزراء الأسبق اسحاق رابين كان ضد اتفاق أوسلو، والذي فتح خط التواصل هو شيمعون بيرس وياسر عرفات، والآن هناك إمكانية لفتح خطوط مع جهات وإن كانت ليست سياسية وصياغة مفاهيم ومبادئ متفق عليها وطرحها دولياً.
وتابع أن هذه الحكومة غير قادرة على التقدم في مسار عملية السلام بسبب تعنت "بينت"؛ مستدركاً أنه في حال تم بلورة مفاهيم وأسس وتبنيها على مستوى الرباعية الدولية أو الولايات المتحدة حينها سيكون بإمكانها خلق صراع جدي والضغط على بينت، مذكراً برئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق مناحيم بيجن الذي كان ينتمي للمعسكر اليميني، وبفعل ضغط الولايات المتحدة عليه بمبادرة جريئة من الرئيس المصري الأسبق أنور السادات لفرض حل سياسي، ما يعني أن هذه الحكومة رغم ضعفها يمكنها تحريك المياه الراكدة وإحداث تغير لاحقاً والإدارة الأمريكية الحالية أفضل من الإدارة السابقة.
وحول تأثير التطبيع العربي على الموقف الفلسطيني، أكد الصانع أن التطبيع أضعف الموقف الفلسطيني، واليمين الإسرائيلي يروج للمجتمع الإسرائيلي أنه يستطيع أن يصنع السلام دون التنازل ودفع الثمن من خلال القفز عن القضية الفلسطينية بالتطبيع مع الدول العربية، مشدداً على أن اليمين الإسرائيلي بهذه الرؤية يبيع الوهم للرأي العام الإسرائيلي، خاصة أن الرأي العام الإسرائيلي أدرك من خلال انتفاضة الأقصى والشيخ جراح أن الاتفاقات مع الدول العربية التطبيعية لم توفر الأمن لإسرائيل، وأن الأمن ستوفر من خلال الفلسطينيين المتواجدين في الرملة واللد والقدس، إضافة إلى أن القضية الفلسطينية فرضت نفسها مؤخراً على متخذي القرار الإسرائيلي.
اقرأ أيضاً: قانون العقوبات الفلسطيني.. عجز النص عن مواكبة تطورات العصر الراهن
وأضاف، أن الدول المطبعة يمكنها أن تشكل ضغطاً على الحكومة الاسرائيلية بتجميد هذه الاتفاقيات في ظل التجاوزات والانتهاكات بحق الفلسطينيين وضغطها على الاحتلال الاسرائيلي لإنهاء احتلاله.
وبشأن الوضع الفلسطيني الداخلي، شدد الصانع على أن الانقسام الفلسطيني هو مصلحة اسرائيلية وتعمل على تدعيمه واستمراره وبقائه، في المقابل تقول إسرائيل للعالم أنه لا يوجد شريك فلسطيني.
إليكم نص الحوار كاملاً:
س) هل تري أنه بالفعل هناك تغيير حقيقي في الحكومة الإسرائيلية باتجاه تحريك عملية السلام؟
القضية أن هذا الخطاب الأول بعد التغيير الذي حدث في إسرائيل وبعد ترامب وندرك تماما التواصل بين ترامب ونتنياهو فيما يخص الموضوع الفلسطيني، الحكومة الحالية وان كان من يقف على رأس الهرم يميني فالائتلاف الحاكم ليس يميني ويوجد أحزاب يسارية مثل حزب العمل تؤمن بالسلام وهذا يعني وجود نوع من التصدع في المعسكر الذي كان يحكم سابقا والذي كان منسجم الآن، ليس منسجم بكل ما يخص القضية الفلسطينية وهي فرصة لإعادة صياغة مفاهيم حاولت الحكومة السابقة شطبها وإعادة القضية الفلسطينية إلى جدول الأعمال وإلى الرأي العام الإسرائيلي، وهذا لا يعني أن هذه الحكومة قادرة على صنع السلام ولكن فرصة لتجاوز الجمود والممارسات حكومة نتنياهو السابقة.
س) تحدثت أنها فرصة ولكن .. هل نستطيع إحراز تقدم في عملية السلام؟
أريد أن أذكر عندما بدأت أوسلو كان رابين ضد أوسلو والذي كان فتح الخط بشكل التفافي هو شمعون بيرس والرئيس الراحل أبو عمار؛ الان في إمكانية لفتح خطوط مع جهات وإن كانت ليست سياسية وصياغة مفاهيم ومبادئ متفق عليها وطرحها دوليا، الان هذه الحكومة غير قادرة بسبب تعنت نفتالي بينت ولكن إذا تم بلورة مفاهيم وأسس وتبنيها على مستوى الرباعية أو الولايات المتحدة بإمكانها خلق صراع جدي والضغط على بينت ونذكر كيف بيغن الذي كان يميني واستطاعت الولايات المتحدة بمبادرة جرئيه للسادات لفرض حل سياسي ونحن ندرك أنه لا نعيش في وهم وهي حكومة ضعيفة وغير منسجمة لكن في هذه الحكومة يمكن إعادة تحريك المياه الراكدة وإحداث تغير لاحقا والإدارة الامريكية الآن أفضل من السابقة والحزب الديمقراطي كيف في بداية المشوار اعترض على تمويل إسرائيل للقبة الحديدية، هناك فرصة والقضية ليس أبيض وأسود، والتعاطي ليس بهذا البساطة الوضع معقد ومركب وبراي ان القيادة الان افضل بكثير من القيادة الامريكية السابقة.
س) هل التطبيع مع الدول العربية يضعف الموقف الفلسطيني؟
بكل تأكيد اليمين الاسرائيلي يروج للرأي العام الاسرائيلي أننا نستطيع ان نصنع السلام دون التنازل وندفع الثمن، وإنما من خلال القفز عن القضية الفلسطينية وهذا هو المكسب لليمين الاسرائيلي من خلال بيع الوهم، والرأي العام الاسرائيلي أدرك من خلال انتفاضة الاقصى والشيخ جراح ان الاتفاق مع الامارات والبحرين والمغرب سيوفر الأمن لإسرائيل إنما الذي سيوفر الامن في فلسطين المتواجد في الرملة واللد والقدس والقضية الفلسطينية فرضت نفسها على متخذي القرار في اسرائيل ولا يمكن تواجدها وان كانت بعض الدول العربية لدوافع شخصية بمحاولة التوصل اتلى اتفاق وبإمكان تجميد هذه الاتفاقيات وجعلها ضاغطة على الجهة الاسرائيلية بمعنى ان هذه الدول يجب ان يكون لها موقف سياسي واضح من التجاوزات والانتهاكات وحملها على اسرائيل لإنهاء الاحتلال.
س) الجميع يدرك انه لا يمكن تسجيل تقدم في الموقف الفلسطيني في حضور الانقسام، أين العقبات الحقيقية وكيف يمكن تجاوزها؟
المستفيد الاول من الانقسام هو الاحتلال وهو الذي يلعب على هذه الورقة مع العالم ويقول للعالم مع من تريد أن نتوصل لاتفاق مع حماس أو فتح، ومحاولة إعفاء نفسه من المسؤولية وترسيخ الانقسام وفي نفس الوقت تسخير الانقسام لفرض واستمرار الاحتلال ومن يساعد على اسرائيل في تحقيق برامجه لا يوجد مبرر لأي قيادي وأي حزب بدون أن يعمل ليل نهار على مدار الساعة لإنهاء الانقسام وقبل أن نصنع السلام مع الأعداء يجب أن نصنع السلام مع الأسرة والأصدقاء ونحن في لجنة المتابعة متواجدين حركات إسلامية وشيعيون وقوميين ووطنيون نحترم هذه التعددية لمواجهة التحديات، ويجب أن يكون هناك قيادة موحدة ومتفقة لمواجهة الاحتلال وبعد ذالك يبقى التفصيل والاجتهاد ولكن متفقين على القضايا الاساسية وهذا كافي واستمرارية هذا الانقسام هوا أكبر مأساة فلسطينية بعد النكبة وكل من يساهم بها هو شريك بهذه الجريمة.
س) هناك من يري أن التوتر في الضفة الغربية من جهة أمنية وهناك حالة التفاف ضد السلطة الفلسطينية .. هل تري أنها كانت جزء من أسباب حصارها مجتمعيا نتيجة فشل عملية السلام وفشل الانتخابات وغيرها من الأمور؟
هناك أسباب معروفة ولكن خطاب الرئيس محمود عباس يشكل نقطة انطلاق لاستعادة الثقة والتضامن الفلسطيني بين القيادة والشعب إذا وضعت الاليات ترجمت الخطاب الى برنامج عمل وليس خطاب يوضع على الرف ويقال على الملأ، إنما يتحول بكل أبعاده إلى برنامج عمل على المستوى الفلسطيني والعربي والعالمي والإسلامي إذا تم ذلك سيتم تجاوز الازمة بنجاح وتحويلها الى رؤية جديدة ومتجددة تحظى باهتمام جماهيري وتشكل نقطة لجميع الفلسطينيين.
س) هل يمكن الوصول لأي رؤية ما لاستقرار الأوضاع في قطاع غزة أو نكون أمام عدوان جديد؟
الانقسام أعطى هذه الذريعة للاستفراد بهذا الشريحة والمدخل لإنهاء المعاناة هو وضع سياسة فلسطينية واحدة وقراراً واحداً وحكومة وحدة وطنية تساهم في رفع الحصار وتساهم في خلق استراتيجية مقاومة واحدة وماعدا ذلك تبقى نوع من المناكفات وإعطاء الفرص للمستعمر ليستفرد ويطمع ويبطش مقابل فتات هنا وهناك.
س) كيف تقيم تجربة القائمة الموحدة بعد هذه الفترة ضمن الائتلاف الحكومي؟
التجربة لم تؤد النتائج المرجوة منها، ويجب إعطائها 6 أشهر وإذا لم تحقق إنجاز بعدها يجب حجب الثقة وإسقاط الحكومة لأنها ستكون أوضحت للقاصي والداني أنه لا يوجد شريك إسرائيلي جدي لصنع شراكة عربية يهودية على أساس عدالة دينية والعدالة الاجتماعية بغض النظر عن الموقف من القضية الفلسطينية لأن تركيبة الحكومة غير متجانسة.
س) هل توقف أو تأجل الضغط على النقب بخصوص المشاريع الاستيطانية؟
مازالت مشاريع التهجير، وهناك 6 قرى مهددة في النقب وحملات الهدم مستمرة وهذا يؤكد فشل جهود القائمة العربية الموحدة.