تحليل باحثة إسرائيلية: أحداث أفغانستان تستوجب انفصال إسرائيلي وقيام كيان فلسطيني

النزاع المسلح في أفغانستان
النزاع المسلح في أفغانستان

إن الأحداث التي رافقت الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وسيطرة حركة طالبان على مفاصل الحكم في وقت وجيز وانهيار الحكومة والاجهزة الامنية التي دربتها الولايات المتحدة الأمريكية، تشكل مصدر إلهام للحركات الفلسطينية (حماس والجهاد الإسلامي)، في الساحة الفلسطينية.

وتساءلت الباحثة، هل من المتوقع حدوث سيناريو في الساحة الفلسطينية مثل الذى حدث في أفغانستان، عندما تُخلى "إسرائيل" مناطق في الضفة الغربية في إطار اتفاق مع السلطة الفلسطينية؟ وأوضحت أنه يجب الأخذ في الحسبان أن انسحابا إسرائيليا من الضفة الغربية أو من أجزاء كبيرة منها سيثير عدم الاستقرار في الساحة الفلسطينية، على الأقل في المدى المباشر والقصير، وبالتأكيد سيشجع حماس على محاولة توسيع نطاق سيطرتها. 

وأضافت الباحثة، أن احتمالية سيطرة حماس إذا حدثت ومتى، لن تتحقق من دون صراع بين قوات الحركة وبين قوات "فتح" السلطة. بالإضافة إلى ذلك يمكن التقدير أن محاولة "حماس" توسيع سيطرتها إلى الضفة الغربية ستترافق مع اشتعال ساحة غزة أيضا.

وتوقعت الباحثة أنه في حال اقدمت حماس على التوسع في الضفة الغربية، فإن الصراع بين حماس والسلطة في ظروف انسحاب إسرائيلي سيأخذ طابع حمام دم، ومن المتوقع أن لا تقف القوات الإسرائيلية موقف المتفرج، بل ستساعدها، رغم أن إمكانات قوات السلطة أقوى من حماس في الضفة.

اقرأ أيضاً: إجماع فلسطيني: اتفاق الإطار بين أمريكا والأونروا إعلان حرب وابتزاز خطير

ورغم ذلك لم تستبعد الباحثة في حال حدث الانسحاب الاسرائيلي من الضفة ومحاولة توسع حماس، لا يمكن استبعاد إمكان تفكك الأجهزة الأمنية. وسيكون معنى ذلك فقدان سلطة مركزية في الضفة. وفي هذه الحالة ستتطور الأمور إلى عدة سيناريوهات، بينها:

أن يتوحد جزء من الأجهزة الأمنية مع قوات حركة "فتح" في صراع مشترك ضد قوات حركة حماس؛ ودخول الفصائل في صراع قوة ضد بعضها البعض بحسب ولاءاتها الإقليمية والعشائرية وعلاقتها بمراكز القوة في صفوف السلطة. بحسب الباحثة.

وأشارت إلى أنه من المعقول الافتراض أن الصراع الذى سينشأ في الضفة الغربية سينزلق إلى داخل "إسرائيل"، لأن عدم وجود سلطة مركزية سيطلق جماح العناصر المتطرفة، أو بهدف التسبب بتصعيد في الساحة الإسرائيلية – الفلسطينية. على حد تعبيرها.

وفرقت الباحثة بين الوضع الذي ستجبر عليه إسرائيل في التدخل حال انزلاق الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية جراء الخصومة الداخلية الفلسطينية، وبين وضع الولايات المتحدة الأمريكية بعد الانسحاب من افغانستان.

وأوضحت، أن واشطن تستطيع الانسحاب من افغانستان دون النظر خلفها، لأنه لا يوجد قُرب جغرافي بينهما، في مقابل ذلك لا يفصل بين "إسرائيل" وبين المناطق الفلسطينية محيط. وهو ما سيجعل إسرائيل متأهبة على طول الحدود مع الدولة الفلسطينية إذا قامت، ومن المعقول أن تتدخل وترد إذا برزت تهديدات لأمنها.

وحذرت الباحثة من الاعتماد على ان الانسحاب الامريكي من افغانستان قد يتكرر في الضفة الغربية، تحت دواعي أمنية، ويجب الأخذ في الحسبان الوضع الحالي في ساحة النزاع الذى تنزلق "إسرائيل" في إطاره إلى واقع الدولة الواحدة ــ مع كل تداعياته السياسية ــ الاجتماعية والقيم السلبية التي ترافقه. ويجب موازنة هذه التداعيات مع التداعيات الإيجابية للانفصال عن الفلسطينيين، سواء بالنسبة إلى ترسيم الحدود الدائمة لإسرائيل، وتسوية المنظومة السياسية – الاجتماعية في إسرائيل نفسها، أو حل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني في المدى البعيد، وفى هذا الإطار تحصين موقع "إسرائيل" في المنطقة.

وقالت الباحثة كورتس، أن الانسحاب الامريكي من افغانستان لم يترك خلفه خلافات داخلية امريكية، في المقابل فإن إخلاء اسرائيل للضفة الغربية أو أي حديث فعلى عن نية القيام بذلك، سيثيران اضطرابات شعبية وسياسية واسعة في "إسرائيل". وستكون بحاجة إلى الكثير من التصميم وطول النفَس والشجاعة السياسية من أجل تهدئة الأجواء وتحقيق قرارات الإخلاء.

وأضافت الباحثة، أنه من واقع التجربة الافغانية واستخلاص الدروس والعبر بشأن صلاحية الضمانات الدولية والاعتماد على القوات الفلسطينية، في مواجهة الأحداث يوم تنفيذ أمر الإخلاء من الضفة الغربية، لذلك فإن الحدث الأفغاني يبرر المطالبة الإسرائيلية المعروفة بأنه في أي خطة تسوية تشمل إخلاء في الضفة الغربية سيحافظ الجيش الإسرائيلي على حرية العمل العسكري في المنطقة إذا احتاج الأمر إلى ذلك. ومن الصعب التقدير أن "إسرائيل" ستسمح لحركة حماس بالسيطرة على الضفة والمقاطعة كما سيطرت حركة طالبان على كابول.

المصدر : متابعة صحف
atyaf logo