أكذوبة دعم الغرب للديمقراطية في العالم العربي !!

توثيق الديمقراطية في العالم
توثيق الديمقراطية في العالم

‌بعد سبعة عقود على اندلاع الحرب الباردة، كان لابد للعملاقين الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيي والغربي بقيادة الولايات المتحدة، أن يشعلوا حروبا إقليمية في كافة بؤر التوتر والنزاع في الكوكب، بدءا بجنوب شرق آسيا والحرب الكورية ثم الفيتنامية وليس انتهاء بدول أمريكا اللاتينية .. أما الحديث عن العالم العربي فهو مختلف من حيث أسلوب تعامل الغرب مع الواقع الاجتماعي والثقافي العربي..

لأول وهلة يعتقد المثقفون العرب بأن أمريكا تمول مراكز حقوق الإنسان ومؤسسات تمكين المرأة، سعيا إلى مجتمع عربي ديمقراطي على الطريقة الغربية .. لكن حقيقة ما كان يحدث طوال العقود السبعة هو تعامل الغرب مع الدول العربية بطريقة توازن المصالح .. دعم الأنظمة الديكتاتورية الفاسدة ثم دعم وتمويل المعارضة التقليدية  المحافظة من الإسلاميين !!

لقد كان اختراع المخابرات البريطانية للحركة الوهابية في القرن الثامن عشر ثم جماعة الأخوان المسلمين في بدايات القرن العشرين، من أكثر اختراعات نجاحا على مر العصور ..

فقد أفشل الإخوان كل المشاريع القومية والوطنية والاشتراكية .. ناكفوا عبد الناصر وحافظ الأسد .. جندوا آلاف الشباب للجهاد الأفغاني .. لكن أخطر ما فعلته منظومة الإخوان هو اغتيال المفكرين وحصار العقل العربي من خلال بنى اجتماعية تقليدية ومحافظة ( لكي لا نقول متخلفة).. تم تمويل الجماعة لبناء أضخم مراكز ثقافية وسياسية تحت مسمى مساجد ودور عبادة ..

اقرأ أيضاً: إهانة .. الاحتلال يعتقل ناشطة أوربية

والنتيجة ؟؟! النتيجة كانت هزيمة حضارية منكرة للعرب وضعف بنية الدولة وهروب المثقفين والمبدعين والعلماء إلى الخارج .. هكذا أرادت أمريكا أن ترسم صورة المجتمع العربي .. أنظمة حاكمة من اللصوص والفاسدين تقوم بتعليم وفرض الدين في النظم التعليمية، ثم دعم حركات أصولية تعتاش على مسلمات الفكر الديني الطائفي ، الأمر الذي دمر عقول الناس وأغلق أفكارهم على الشعوذة والدروشة والسحر فيما تحطمت الفيزياء ونظريات نشوء الكون .. تراجع العلم وشاعت الخرافة وتمكن الغرب من الحفاظ على التفوق العلمي والتقني والاقتصادي بشتى فروعه الزراعية والصناعية والتجارية !!!

أما عشرات المثقفين العرب فتم احتوائهم في مؤسسات ظاهرها حقوق الإنسان والديمقراطية بينما القوى الأصولية في النظم الحاكمة وحركات المعارضة تفترس التفكير الحر وتجعل المجتمع لقمة سائغة للجهل والفقر والتخلف !!!

لقد اعترفت هيلاري كلينتون بدعم أمريكا للمجاهدين وحركات الإسلام السياسي كأدوات في حربها ضد روسيا والصين، فيما المجتمع يعاني شديد الفقر والجهل والانتحار والتهجير والأدمان والانتحار ..

أن مسألة دعم أمريكا والغرب للقوى الديمقراطية مجرد أكذوبة وخرافة فلا أمريكا يهمها حقوق العرب ولا عقول العرب ولا اقتصاد العرب بل يهمها مصالحها في الدرجة الأولى والتي تقتضي بقاء المجتمعات العربية مفككة هشة لا تقوى على بناء دول حديثة ديمقراطية ترعى الحريات وتحقق معدلات تنمية للتقليل من وحشية الفقر وفوضى انعقاد السيادة للفساد .. هل يريد المثقف العربي دولة ديمقراطية حديثة تفصل بين السلطات وتحقق تنمية اقتصادية ؟؟! إذن عليه واجب أساسي وجوهري في مكافحة التخلف وتحديث التعليم ودمقرطة المؤسسات في مناخ من الشفافية والمحاسبة ووقف هدر المال العام على اللصوص والأغبياء والحمقى !!!

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo