تقرير كاتب يهودي يفند 10 خرافات إسرائيلية ضد الفلسطينيين

وسط حالة من تهافت بعض الأنظمة العربية على التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وتوقيع معاهدات مشتركة في مجالات مختلفة اقتصادية وسياحية واقتصادية، في وقت يديرون فيه ظهرهم للمبادرة العربية للسلام التي تنص على ربط التطبيع بحل القضية الفلسطينية، يأتي كاتب يهودي على تفنيد عشر خرافات حول "إسرائيل" وأصولها وارتباطها بالمنطقة.

والكاتب إيلان بابي وهو مؤرخ "إسرائيلي" وأستاذ بكلية العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية بجامعة إكستير في بريطانيا ومدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية بالجامعة، ولد في مدينة حيفا المحتلة قبل أن يذهب إلى بريطانيا، وكان محاضرًا بارزًا بجامعة حيفا بين الأعوام (1984 – 2007)، وله عدة مؤلفات أبرزها التطهير العرقي لفلسطين والصادر عام 2006 والشرق الأوسط الحديث عام 2005 وعشر خرافات عن "إسرائيل" الصادر عام 2017 وغيرها من الكتب وكان الكاتب عضوا بارزًا في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.

الكتاب يكتسب أهمية كون كاتبه يهودي من أصل ليس عربي، بالتالي فإن الطعن في مصداقيته يكون أكثر صعوبة ولا يستند على شماعة الأصل والانحياز.

ويعرض الكاتب الخرافة "الإسرائيلية" الأولى وهي "خرافة الأرض الخالية"، تدعي أولى الخرافات الصهيونية أن فلسطين كانت أرضًا شبه صحراوية خالية عندما وصل إليها الصهاينة أواخر القرن التاسع عشر وقد قاموا هم بزراعتها وتأهيلها.

ويرد الكاتب على هذه الخرافة بالاستناد على السجلات العثمانية الخاصة بالتعداد السكاني التي أكدت أن فلسطين كانت بلدًا معترف به منذ العصر الروماني وارتبط تاريخها ارتباطًا وثيقًا بالعالم العربي والإسلامي منذ القرن السابع.

اقرأ أيضاً: إهانة .. الاحتلال يعتقل ناشطة أوربية

كما أكد الكاتب بأن غالبية سكان فلسطين  من المسلمين حيث شكل اليهود حينها نسبة 3% فقط من السكان بينما شكل المسيحيون 10% فكانت بلدًا ريفيًا عامرًا وتمتعت بالازدهار من قبل دخول الصهاينة إليها.

والخرافة الثانية: اليهود كانوا شعبا بلا أرض، وهذه الخرافة بأن اليهود الذين وصلوا إلى فلسطين سنة 1882 ينحدرون من اليهود الذين تم طردهم من قبل الرومان عام 70 للميلاد.

بينما أكد الكاتب بأن يهود فلسطين الرومانيين لم يغادروا أرضهم وبقوا فيها وتحولوا إلى المسيحية أولًا ثم الإسلام ويؤكد أن ما قبل عهد الصهيونية كانت الصلات بين المجتمعات اليهودية في العالم وفلسطين علاقة تعتمد على الدين وليست علاقة سياسية.

وأوضح الكاتب بأن ترتيب عودة اليهود إلى فلسطين مشروع سياسي مسيحي بروتستانتي في الأصل أكملته الحركة الصهيونية فيما بعد.

الخرافة الثالثة: الصهيونية هي اليهودية، الأمر الذي دحضه الكاتب خاصة تساوي الصهيونية باليهودية وجعل معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية، مؤكدا أنها معادلة مغلوطة من خلال إجراء تقييم تاريخي للمواقف اليهودية إزاء الصهيونية وتحليل التلاعب الصهيوني بالديانة اليهودية لأسباب استراتيجية واستعمارية وكذلك خداعها لليهود أنفسهم بالتضليل ونشر الأساطير التي اخترعوها.

الخرافة الرابعة: الصهيونية ليست حركة استعمارية ، ويشبه الكاتب اليهودي بابي الحركة الاستعمارية الصهيونية بالمشروع الاستعماري الذي حدث في جنوب أفريقيا وأستراليا وأمريكا ضد السكان الأصليين، وتبرز أهمية دحض هذه الخرافة فيما بعد في الموقف إزاء النضال والمقاومة الفلسطينية للعدو الإسرائيلي، حيث أن التسليم بخرافة أن "إسرائيل" دولة ديمقراطية فإن الفصائل الفلسطينية ستكون كيانات إرهابية أما إذا كانت اسرائيل دولة محتلة استعمارية فسيكون نضال الكيانات ضد مشروع الاستعمار الصهيوني للأرض مشروعًا ومقاومة للاستعمار.

الخرافة الخامسة التي تقول:" إن الفلسطينيين غادروا وطنهم طوعًا، في محاولة لتبرير الاحتلال، وهو ما نفاها الكاتب، وأكد أن قيادات الحركة الصهيونية والداعمين لها لم يتمكنوا من تخيل تطبيق مشروعهم الاستيطاني بنجاح إلا بالتخلص القسري من السكان الأصليين إما بالاتفاق أو بالقوة.

ويؤكد الكاتب بأن القرى الفلسطينية المدمرة حتى يومنا هذا لا تزال شاهدًا على التدمير والممارسات التي نفذتها عصابات الاحتلال بحق الفلسطينيين.

للخرافة السادسة: حرب عام 1967 فرضت على "إسرائيل"، وهي التي روجت لها وسائل اعلام الاحتلال، مشيرا الى أن هذه الحرب كانت جزءًا من خطة الكيان الصهيوني واستكمالًا لرغبته في الاستيلاء على كل فلسطين فكانت فرصة انتظرتها "اسرائيل" طويلًا وقامت باستغلالها حين أتيحت الفرصة، فقام الكيان الصهيوني بعد الحرب باحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة بحجة أن يكون العرب على استعداد للسلام معهم لكن في حقيقة الأمر هذا الاستيلاء كان هدفًا صهيونيًا قديمًا تم الإعداد له قبل عام 48.

الخرافة السابعة: إن "إسرائيل" الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وهي خرافة نفاها الكاتب أيضاً، وذلك بعرض لوضع الفلسطينيين في الأرضي المحتلة عام 1948 والمحتلة عام 1967 الأراضي المحتلة، من خلال كشف انتهاكات الاحتلال بحقهم.

الخرافة الثامنة: "خرافة أوسلو"، حيث أشار الكاتب اليهودي إلى أن هذه الاتفاقيات وبعد ربع قرن من توقيعها لم تكن سوى مجرد حيلة "إسرائيلية" لتدعيم الاحتلال وتعميقه وكان هدف "اسرائيل" من أوسلوا هو منع تشكيل أي مؤتمر دولي من أجل السلام.

الخرافة التاسعة: حماس سبب مأساة غزة، وهي خرافة يحاول الاحتلال ترويجها عبر وسائله المتعددة، حيث يعرض في هذا الفصل وهو الأطول من بين الفصول ثلاث أساطير تروج لهم "إسرائيل" بقوة بهدف تضليل الرأي العام وهي خرافات تتعلق بشأن أسباب مأساة قطاع غزة.

وهذه الأساطير تتضمن (إرهاب حماس) و(فك الارتباط الإسرائيلي مع غزة كان عملًا للسلام) و(الحرب على غزة هي دفاع عن النفس).

ويؤكد الكاتب بأن الانسحاب الإسرائيلي من القطاع عام 2005 كان بهدف تقوية القبضة الأمنية على الضفة وتحويل غزة إلى سجن كبير، في الوقت الذي أبقت فيه "إسرائيل" جيشها على الحدود تدعي أن الانسحاب كان بادرة صلح، بينما مارست "إسرائيل" في غزة في 2006 إبادة جماعية تصاعدية.

الخرافة العاشرة: "حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد للسلام"، وأكد الكاتب أن "إسرائيل" قتلت فكرة حل الدولتين من خلال توسعتها للاستيطان وهي تهدف فقط إلى قيادة دولة دون سيادة فعلية، داعياً إلى أن تُدفن هذه الفكرة للأبد مع باقي خرافات الوهم والخداع الصهيونية.

وأردف الكاتب بأن خرافة حل الدولتين ما هي إلا خديعة "إسرائيلية" تتلاعب بها "إسرائيل" وفق مصالحها مع الغرب وتروج لها آلة الدعاية الإسرائيلية ومؤيدوها في الغرب، بحيث تخرج بشكل لامع براق.

المصدر : متابعة زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo