تقرير القائمة الموحدة .. هل تكون كلمة السر بين حماس وإسرائيل؟

منصور عباس
منصور عباس

يرى البعض أن القائمة الموحدة المحسوبة على الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، والمشاركة في الإئتلاف الحكومي برئاسة نفتالي بنيت، أنها قد تلعب دوراً لتقريب وجهات النظر بين حركة حماس، والحكومة الإسرائيلية، الأمر الذي استبعده مختصون في الشأن الإسرائيلي الداخلي، واعتبروا أن حركة حماس يعيبها أن يكون حزبا في ائتلاف حكومي إسرائيلي يكون وسيطاً بينها وبين الحكومة الإسرائيلية.

يشار إلى أن حركة حماس، لم تستبعد خيار التفاوض مع إسرائيل اذا اضطرت له، في ظل انسداد الأفق، وهو ما عبر عنه نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس موسى أبو مرزوق في العام 2014.

القائمة الموحدة: دورنا ينحصر في القضايا الداخلية

عضو القائمة الموحدة عن الحركة الإسلامية في الداخل المحتل سعيد الخرومي، أكد لـ موقع “زوايا“، أن القائمة دورها ينحصر في التأثير أكثر على السياسة الإسرائيلية في الداخلية، باتجاه ناحية إيجاد حلول للقضايا الفلسطينية في الداخل.

أما قضية الوساطة بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس، فهي متروكة لمن يعملون في هذا المسار، مصر وقطر وتركيا والأمم المتحدة، والذين يقومون بدوراً ليس بسيطاً ومعروف نتائجه للجميع.

زحالقة: المؤسسة الأمنية لا تقيم أي وزن للقائمة الموحدة

ورأى النائب العربي السابق في الكنيست الإسرائيلي جمال زحالقة، أن دول قوية ولها تأثير فشلت في أن تكون وسيطة بين حركة حماس وإسرائيل، كمصر وتركيا وقطر، وفي ظل نظرة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية للقائمة الموحدة على أنها حزب سياسي صغير لا وزن له، لينجح في قضية كبيرة كهذه.

وأضاف زحالقه، في حديث لـ موقع “زوايا“، أنه يعتقد أن حركة حماس وإسرائيل إذا أرادا أن يقدمان تنازل، فسيقدمانها للوسيط المصري الذي يمثل الطرف الأقوى، لأنه في حال تم إبرام أي اتفاق من خلف ظهر مصر، فمصر ستنزعج جداً، لذلك فالطرف الذي من الممكن أن يلعب دوراً في قضية المفاوضات بين اسرائيل وحماس، هو طرف قوي وله مصالح مع جميع الأطراف. إضافة إلى أن حركة حماس لا تريد أن يقترن اسمها باسم حزب يمثل جزء من الائتلاف الحكومي الاسرائيلي.

القائمة الموحدة مساعيها داخلية

في ذات السياق، استبعد المختص في الشأن الإسرائيلي نظير مجلي، أن تعلب القائمة الموحدة أي دور في الوساطة بين حماس وإسرائيل؛ وأن حركة حماس ليست بحاجة إلى الحركة الإسلامية في الداخل الإسرائيلي المحتل التي يمثلها منصور عباس، لتقوم بهذا الدور، مستدركاً أنه في عالم السياسي كل شيء من الممكن أن يحدث ولا شيء محرم.

ورأى مجلي في حديث لموقع “زوايا“، أن الحراك الذي تقوم به القائمة الموحدة، لا يتم بمعزل عن تنظيم الإخوان المسلمين في العالم، مدعماً رأيه بأن هذا التنظيم راض عن علاقة القائمة الموحدة مع الحكومة الاسرائيلية، لانه لم يتعامل مع حراكها بطريقة خالية من النقد وبيانات الإدانة التي عادة ترافق أي تعامل لأي جسم عربي أو إسلامي أو فلسطيني مع “اسرائيل”.

وأوضح مجلي، أن القوى الوطنية في الوسط الفلسطيني في الداخل الإسرائيلي، تفضل القضية الوطنية الكبرى عن القضايا الداخلية، إلا أن هناك قوى بينها الحركة الإسلامية التي يمثلها منصور عباس، تفكر بشكل مخالف، وتقول أن حقوقنا هي المفضلة، ويجب أن نكون متواضعين في تقديراتنا وطموحاتنا ولم نستطع التأثير على السياسة الإسرائيلية الكبرى بشكل كبير، ولذلك علينا الآن أن نضع ذلك سلم الأولويات القضايا المطلبية للفلسطينيين في الداخل المحتل.

وحول اللقاء الذي جمع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق، برئيس القائمة الموحدة منصور عباس، في شهر فبراير الماضي (قبل الانتخابات الأخيرة)، وإمكانية تكراره لإحداث اختراق ما، رأى مجلي أن مشعل لو طلب اللقاء الآن من منصور عباس، فلن يستجيب الأخير له، لأنه سيذهب ليأخذ الإذن من رئيس الحكومة نفتالي بنيت الذي بكل تأكيد سيرفض وبالتالي لن يحصل اللقاء.

وفي ظل عدم وجود أي أثر لإمكانية لعب القائمة الإسلامية في الداخل الاسرائيلي دور الوسيط بين حماس والحكومة الإسرائيلية، يبقى الباب مفتوحاً في ظل عدم إمكانية تحقيقه الآن، لاهتمام القائمة الموحدة بالقضايا المطلبية على حساب القضايا الوطنية.

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo