عبّر أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب عن معارضته لطريقة تأجيل الانتخابات من قبل الرئيس محمود عباس، والتي كانت مقرر إجراؤها في شهر مايو الماضي ، نظراً لأن دولة الاحتلال ترفض إجرائها في مدينة القدس المحتلة.
يشار إلى ان الرجوب كلفه الرئيس عباس بإدارة ملف المصالحة مع حركة حماس، وأجرى العديد من اللقاءات مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وتوصل إلى اتفاق على إجراء الانتخابات وتم تحديد مواعيدها بمرسوم رئاسي، قبل أن يؤجلها الرئيس عباس بشكل منفرد في اجتماع لم تحضره حركتي حماس والجهاد الاسلامي والقوائم المرشحة، لعدم رد الاحتلال على طلب السلطة بالسماح بإجراء الانتخابات في القدس.
وقال الرجوب لموقع الاندبندنت عربية: “إن إخراج تأجيل الانتخابات كان خطأ، وكان يتوجب على الرئيس عباس الدعوة إلى اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية برعاية مصرية لاتخاذ قرار التأجيل”.
وأشار الرجوب إلى أن “الكل الفلسطيني مُجمِع على معارضة إجراء الانتخابات من دون القدس، كما أجريت في أعوام 1996 و2005 و2006″، مشيراً إلى “وجود إجماع وطني فلسطيني على مبدأ أن تكون القدس مشاركة في الانتخابات ترشيحاً وتصويتاً ودعاية انتخابية”.
وشدد الرجوب على أن “لا حل وسط، ولا تراجع عن إجراء الانتخابات العامة في القدس”، مشيراً إلى “استمرار الجهود الفلسطينية مع الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي لإجبار إسرائيل على السماح بإجرائها في القدس”.
وأكد الرجوب الذي ترأس قائمة فتح للانتخابات التشريعية، بأنه “لن يستطيع أحد حكم فلسطين إلا من خلال الانتخابات العامة التي أجريت آخر مرة قبل 15 عاماً، وأوصلت الرئيس عباس إلى رئاسة السلطة في عام 2005، وحركة حماس إلى الفوز بأغلبية المجلس التشريعي عام 2006 قبل أن تسيطر بعدها بعام على قطاع غزة، وتحكمه منفردة”.
ورفض الرجوب وصفه بأنه أكثر الشخصيات في “فتح” قرباً من “حماس”، لكنه أشار إلى أنه قريب من حسّ الشارع الفلسطيني، قائلاً إنه “يعكس جوهر موقف حركة فتح، الذي يعتبر أن حماس جزء من النسيج الوطني الفلسطيني، وأن إدارة الخلاف معها تتم عبر الحوار”.
وأضاف أن “حركة فتح عبرت بأهدافها، وبمبادئها عن مصالح الشعب الفلسطيني، وكانت العمود الفقري في النضال الوطني، ولا تستطيع التخلي عن مسؤولياتها في المنعطفات الحادة”.
وأشار إلى أن “فتح اتخذت قرار إطلاق المقاومة العسكرية في منتصف ستينيات القرن الماضي، وأبرمت اتفاق أوسلو عبر منظمة التحرير، وتقود الآن المقاومة الشعبية السلمية”.
ومع أن الرجوب يطرح رؤية تقوم على فصل الحركة عن السلطة، لكنه رفض بشدة فكرة أن “تكون الحركة تخلّت عن دورها كحركة تحرر وطني، وأصبحت حزباً حاكماً”، قائلاً إنها “ستبقى حركة تحرر وطني حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة”.