ترجمة خاصة

مواقف الجيل الجديد من يهود أمريكا سلبية اتجاه اسرائيل

الأطفال اليهود
الأطفال اليهود
  • استطلاع: الأجيال الجديدة من يهود أمريكا أقل ارتباطا بإسرائيل من الجيل السابق.
  • استطلاع ليهود أمريكا: هناك تناقض بين محنة المحرقة وجرائم “اسرائيل” تجاه الفلسطينيين.
  • التحولات في موقف اليهود الصغار ستلعب دوراً في السياسة الأمريكية إزاء الشرق الأوسط مستقبلاً.
  • منظمة إيباك الصهيونية لم تعد تعبر عن الأجيال اليهودية الشابة.

أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “بيو” حول موقف اليهود الصغار في السن من “إسرائيل” وعمها والتغييرات التي حدثت على الموقف التاريخي لليهود من كبار السن وتحديداً ممن ينطون تحت اسمة منظمة الإيباك أو اللوبي الصهيوني في أمريكا.

وحسب المؤسسة فإن الاستطلاع سيكون لنتائجه تأثيراتها المستقبلية على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. فهي تؤكد ما ظل علماء السياسة يشيرون إليه منذ عقد على الأقل. فالأجيال الجديدة من اليهود الأمريكيين أقل ارتباطًا بإسرائيل بالمقارنة بالأجيال الأكبر.

وخلافاً لما كان عليه الحال قبل نهاية القرن العشرين، من حالة ارتباط قومي بإسرائيل والدعم اللامحدود لها من قبل تلك الأجيال فقد دخل على تلك الصورة تحولان مهمان. أولهما أن فجوة متزايدة نشأت بين اليهود الأمريكيين ولوبي إسرائيل.

فأغلبية اليهود الأمريكيين ليبراليون ويعطون أصواتهم بواقع 70% على الأقل لصالح الحزب الديمقراطي، أما لوبي إسرائيل وعلى قمته لجنة الشؤون العامة الأمريكية- الإسرائيلية، المعروفة اختصارًا بـ “إيباك”، فقد ظلت تنحو يمينًا وتتخذ المواقف ذاتها التي تتخذها حكومات اليمين الإسرائيلي.

ثانيًا، وفى الوقت ذاته، كانت أمريكا على موعد مع جيل جديد من اليهود الأمريكيين لم يعاصر جريمة المحرقة، الهولوكوست، ولا حرب 1973، وإنما نشأ في وقت صارت فيه “إسرائيل” قوة نووية، وسلاحها يتفوق نوعيًا عن الدول العربية مجتمعة، بفضل سياسة الولايات المتحدة. وهذا الجيل وجد نفسه إزاء معضلة عليه فيها أن يختار بين دعم الصهيونية وحكومات “إسرائيل” اليمينية، كما ينادى لوبي إسرائيل، وبين رفض هذا الجيل لما ترتكبه “إسرائيل” من انتهاكات صارخة للقوانين والأعراف الدولية ولحقوق الفلسطينيين.

كما وجدت نسبة معتبرة من ذلك الجيل أن هناك تناقضًا جوهريًا بين محنة المحرقة، التي تعتبر الأجيال الأكبر دعم “إسرائيل” ضمانًا لعدم تكرارها، وبين معاملة “إسرائيل” للفلسطينيين. وقد اختار أغلب ذلك الجيل الاحتفاظ بهويتهم اليهودية ومعها رفضهم للانتهاكات الإسرائيلية. وكانت من أهم تجليات موقفهم هذا أنهم لا يتورعون عن انتقاد الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة علنًا، بعدما كانت المنظمات اليهودية الأمريكية قد أقنعت الأجيال الأكبر بعدم انتقاد “إسرائيل” إلا سرًا، مع دعمها علنًا دون قيد أو شرط. وقد صار الجيل الجديد يوجه انتقادات حادة وعلنية للوبي “إسرائيل” نفسه.

وهذا بالضبط ما أثبتته نتيجة استطلاع الرأي الذى أجرته مؤسسة «بيو»، التي تحظى باحترام واسع. فبينما قال 39% من اليهود الأمريكيين من الفئة العمرية من 18- 29 عامًا أنهم يشعرون بقوة “بالانتماء للشعب اليهودي”، بفارق يقل 17 نقطة عن الأكبر سنًا، قال 35% فقط من تلك الفئة العمرية إن الاهتمام بإسرائيل أمر جوهري يتعلق بهويتهم، بفارق 17 نقطة عن الأكبر سنًا. وكان ذلك الفارق بين الأجيال يزيد على 19 نقطة عند الرد على سؤال حول “الارتباط عاطفيًا بإسرائيل”.

ولأن دعم إسرائيل تراه الأجيال الأكبر ضمانًا لعدم تكرار محنة المحرقة، فقد كان ذا دلالة مهمة أن فارقًا يصل إلى 23 نقطة يفصل جيل الشباب عن الجيل الأكبر عند تأييد عبارة تقول: “إن تذكر المحرقة يقع في الجوهر من الهوية اليهودية”.

ومثل تلك التحولات من شأنها بلا شك أن تلعب دورًا مهمًا في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية إزاء الشرق الأوسط مستقبلًا.

لكن المفارقة هي أن “إيباك”، التي لم تعد تعبر بحال عن تلك الأجيال الشابة، لم تتحرك قيد أنملة نحوهم، إذ لاتزال تحتفظ بمواقفها الداعمة دون قيد أو شرط للحكومات اليمينية في “إسرائيل”.

بدوره يؤكد المحلل السياسي د. هيثم ضراغمة في حديث لموقع “زوايا”، بأن هناك تغيراً في تفكير ونمط تفكير الأجيال المتلاحقة سواء نتحدث عن دولة الاحتلال او أي دولة، طبعا هناك تراجع حول تفكير الأجيال الجديدة لليهود في كل العالم، خاصة بعد أن بدأت تتكشف لهم حقائق فيما يخص دولة “إسرائيل” المزعومة وما تقدم عليه من بطش واعتداءات بحق الفلسطينيين بغض النظر عن أحقية أو عدم أحقية وجودها في هذه الأرض.

ومن ناحية ثانية يشير ضراغمة إلى أن كثير من وسائل التواصل الاجتماعي باتت تفضح جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني والاجيال الشابة الآن باتت تنظر إلى الإنسانية بمنحى مختلف تماماً عما كانت تنظر إليه الأجيال القديمة وهي كان لديها منظور استعماري بحت دون النظر الى أي جانب انساني.

ويتابع ضراغمة بأنه لتلك الأسباب فإننا نجد أن هنالك يهود حتى داخل دولة الاحتلال هم متعاطفين مع الجانب الفلسطيني ومع وجود الفلسطينيين على أرضهم، في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي كسرت احتكار المعلومة على وسائل إعلام تقليدية كانت “إسرائيل” تسيطر عليها ما سهل وصول الحقيقة إلى كافة الفئات بشكل أسرع.

ويؤكد ضراغمة بأن هذه الأجيال في السنوات القادمة لربما تأخذ منحى مغاير تماما لما هو عليه الآن لانهم لا يأبهوا ولا يعطوا دولة الاحتلال الأهمية كما باقي الأجيال السابقة في كل دول العالم، ولربما يكون لهم تأثير سلبي على الاحتلال ولربما لو كان لدينا قدرات دبلوماسية عالية وامكانيات إعلامية تستطيع ان تأثر على الشباب بشكل أكبر لربما يكونوا رافعة يستند عليها الفلسطينيون في المحافل الدولية وكل مكان حتى نسترد حقوقنا.

خاص زويا- ترجمة: طارق الشريف

للاطلاع على الترجمة كاملة اضغط هنا

المصدر : خاص-زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo