حوار الحموري: الاحتلال يسعى لكسب المعركة الديموغرافية في القدس

زياد الحموري
زياد الحموري
  • الاحتلال يخطط حتي 2050 الوصول إلى واقع ديموغرافي يتفوق فيه الوجود الاستيطاني على الفلسطيني في القدس.
  • القضية الأساسية التي يطمح الاحتلال لتحقيقها في القدس إفراغ المدينة من المواطنين لصالح جلب آلاف المستوطنين.
  •  إجراءات الاحتلال تؤدي إلى شلل كامل في الحركة التجارية بسبب الحصار المفروض على المدينة.
  • إسرائيل تريد الإبقاء على ما نسبته 12% فقط من مجمل المقيمين في القدس المحتلة مقابل زيادة الوجود الاستيطانية.

تستفرد حكومات الاحتلال بأذرعها وأجهزتها المختلفة في مدينة القدس المحتلة والانقضاض على المسجد الأقصى المبارك، ضمن مخططات معدة مسبقاً للوصول إلى الغاية الرئيسية بالسيطرة الكاملة على المدينة.

فبعد أن أنجز الاحتلال مخطط 2020م من حيث تكثيف الاستيطان وفرض أمر واقع في المسجد الأقصى بات الحديث عن مخطط 2050 وهو الوصول إلى واقع ديموغرافي يتفوق فيه الوجود الاستيطاني على الوجود الفلسطيني في المدينة.

وبرزت مؤخراً عدة مخططات لغاية التهويد وطرد المقدسيين من منازلهم أبرزها مخطط مركز المدينة ومخطط تهويدي يعرف بمخطط وادي السلكون بما يهدد مئات المنازل وآلاف المواطنين.

وفي مقابلة خاصة أجراها موقع “زوايا مع مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري، أوضح بأن القضية الأساسية التي يطمح الاحتلال لتحقيقها هي إفراغ المدينة من المواطنين لصالح جلب آلاف المستوطنين وبذلك تتحقق الأمنية بأن يكون الوجود اليهودي أكبر من الوجود الفلسطيني في المدينة.

وبحسب الحموري فإن ما يقارب 300 الف مواطن مقدسي يقيمون في القدس الشرقية مقابل 200 ألف مستوطن أي أن الفارق لصالح الفلسطينيين، بينما ما يعد من مخططات سيقلب المعادلة بحيث يكون الوجود الأكبر لصالح المستوطنين.
مخطط لتقييد الوجود الفلسطيني

ويؤكد الحموري بأن ما يسعى إليه الاحتلال الاسرائيلي هو تقييد الوجود الفلسطيني من خلال منع البناء والضغط على المواطنين بقضية عدم الترخيص وفقا لقوانينهم وبالتالي تصعيد عمليات الهدم للمنازل الفلسطينية.

وحول مخطط مركز المدينة يوضح الحموري بأن القضية الرئيسية تكمن في محاصرة الوجود الفلسطيني وربط المستوطنات “الإسرائيلية” فيما بينها بينما يتم تقطيع أوصال المناطق الفلسطينية.

ويشير الحموري إلى أن هناك نقاط استيطانية يتم وضعها في مناطق رئيسية على سبيل المثال في شارع صلاح الدين الذي يضم مركزا للبريد ومعاهد دينية وكذلك مركز شرطي، وهذا من شأنه تسهيل عملهم في هذه المناطق.

وبحسب الحموري كل ذلك يأتي خدمة للمعادلة الرئيسية تسهيل وجود المستوطنين وتضييق الخناق على الفلسطينيين، الأمر الذي سيكون له انعكاسات كبيرة في المستقبل.

مشروع واد السلكون

وبحسب ما يؤكد الحموري سيكون البناء في هذا المشروع على مساحة 200 ألف متر مربع بتكلفة تقدر ب 600 مليون دولار وهذا يعني تغيير كامل لواجهة المنطقة.

كما يهدد المشروع 200 محل تجاري فلسطيني في المنطقة بالإغلاق كون هذا المشروع يحمل أيضا مخططات إقامة أبراج مصاعد وفنادق وشركات تجارية وكل ذلك سيكون على حساب المحال والمنازل الفلسطينية.

ويوضح الحموري بأن المشروع بضخامته سيؤثر على منازل إما بهدمها كاملة أو أخذ أجزاء منها خاصة وأن مخططات الطرق بعرض 20 مترا بهدف خدمة المراكز الإسرائيلية وتسهيل حركة المستوطنين بحيث تربط هذه المناطق مع مناطق أخرى من المستوطنات أو المراكز الإسرائيلية.

ويرى الحموري بأن المخططات في معظمها تجدها في حالة تشابك وترابط بحيث تقسم المناطق الفلسطينية وتعدم التواصل الجغرافي فيما بينها بينما يتم ربط المستوطنات وضم أخرى.

شلل الحركة الاقتصادية

ويردف الحموري بأن التداعيات الاقتصادية على مجمل إجراءات الاحتلال أيضا قد تؤدي إلى شلل كامل في الحركة التجارية خاصة وأن هناك مئات المحال التي أغلقت أبوابها بسبب الحصار المفروض على المدينة.

ويضيف الحموري بأن هناك محال تجارية مغلقة أصلا بما يصل إلى 300 محل تجاري أو يزيد على ذلك، وأضاف لها نحو 400 محل تجاري من القطاع السياحي الذي عانى الكثير بفعل جائحة كورونا، وهذا يزيد من الوضع الاقتصادي الصعب على المقدسيين.

ويشير الحموري إلى أن الاحتلال عمل على حصار المدينة بحيث أبقى على الزبائن الموجودين داخل ما يسمى حدود البلدية وهذه الفئات لديها نسبة فقر عالية، حيث أقيم الجدار ومنع الاحتلال المتسوقين من الضفة من الوصول إلى أسواق القدس.

ويضيف الحموري أنه إضافة إلى الحصار فإن هناك منافسة قوية من المحال التجارية اليهودية التي تم ربطها من باب الخليل إلى أسواق البلدة القديمة وهي تنافس المحال الفلسطينية بينما تتلقى الدعم من سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

مئات الاف المقدسيين مهددين بالطرد

وأكد الحموري بأن هناك إحصائيات إسرائيلية تشير إلى وجود ما يقدر ب 22 الف منزل فلسطيني مهدد بالهدم بقرارات المحاكم نتيجة عدم الترخيص بمعنى أن الاف الأسر ستفقد إقامتها في المدينة المقدسة.

هذا الحال يضاف أيضا إلى ما يقارب 120 مواطن تم إخراجهم بإقامة جدار الفصل العنصري خارج ما أطلق عليه حدود البلدية الإسرائيلية في القدس المحتلة وهم مهددون بفقدان اقامتهم أيضا.

وبحسب الحموري يعمل الاحتلال على استغلال قوانين والتفاف حتى على قوانين إسرائيلية لطرد المقدسيين على أن يعمل بما أطلق عليه مركز الحياة أي أن يثبت المقدسي مركز حياته في مدينة القدس والا يمكن أن يفقد إقامته.

ويعتبر الحموري بأن هذه الإجراءات هي احتيال من قبلهم على قوانينهم وخاصة ما يعرف بقانون الأساس وهو قانون الدخول الى “إسرائيل” بأن لا يعيش المقدسي خارج القدس لسبع سنوات متواصلة أو أن يحصل على جنسية ثانية، وعندما وجد الاحتلال المقدسيين متمسكين بمدينتهم حاول إصدار ما يعرف بمركز الحياة للالتفاف على قانون الأساس.

وفي التفاصيل يوضح الحموري بأنه اذا عمل المقدسي في مدينته طوال اليوم ولكنه يخرج منها لينام في رام الله مثلا أو خارج جدار الفصل العنصري قد يستخدم ذلك ضده بفقدان إقامته بحجة مركز الحياة.

مخطط لإبقاء 12 بالمئة فقط من المقدسيين في القدس

ويشير الحموري الى أن إسرائيل تريد الإبقاء على ما نسبته 12 بالمئة فقط من مجمل المقيمين في القدس المحتلة في المقابل زيادة الوجود الاستيطانية.

ويخطط الاحتلال لطرد نحو 100 الف فلسطيني وجلب ما يزيد عن 300 ألف مستوطن إما بتسكينهم في القدس أو ضم مستوطنات محيطة بالمدينة إلى حدود ما تسمى بلدية القدس مثل مستوطنة معالي أدوميم وغيرها.

ولخدمة هذا للمخطط الديموغرافي وتطبيقه يؤكد الحموري بأن الاحتلال يعمل على خلق حزام استيطاني محيط بالقدس المحتلة وعزلها عن المناطق الفلسطينية بما يغير الواقع الديموغرافي ويصبح الفلسطينيين أقلية والمستوطنين الأكثرية.

ومن شأن هذا الحزام الاستيطاني أن يقطع المناطق الفلسطينية ويمنع تواصلها وكذلك توسعها أو تمددها الطبيعي حيث يعيش الفلسطينيون في القدس الآن بجيزة محاطة بالمستوطنات بينما يتم ربط المستوطنات ببعضها البعض وكذلك ربط هذه المستوطنات مع طرق خارجية لتل أبيب أو مناطق أخرى.

إفراغ القدس لاستهداف الأقصى

ووفق ما تقوم به سلطات الاحتلال في مدينة القدس فإن الاستهداف الأكبر هو للمسجد الأقصى المبارك، حيث يسعى الاحتلال لإفراغ محيطه من الفلسطينيين لتسهيل السيطرة عليه وفرض أمر واقع جديد. بحسب الحموري.

وقد شهد المسجد الأقصى محاولات إسرائيلية لفرض أمر واقع مثل البوابات الالكترونية أو اغلاق مصلى باب الرحمة لكن الوجود المقدسي أفشل تلك المخططات في الوقت الذي تواصل فيه جماعات استيطانية طرح مخططات اقامة الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى.

المصدر : خاص- زوايا
atyaf logo