مقترح لحل القضية الفلسطينية بـ 100 مليار دولار.. فما تفاصيله؟

القضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية
  • خارطة طريق للدفع قدمًا بالقضية الفلسطينية.
  • موقع إسرائيلي ينشر خارطة طريق لحل القضية الفلسطينية بتكلفة مائة مليار دولار.
  • خارطة طريق إسرائيلية مقترحة لحل الصراع مع الفلسطينيين.

عرض الكاتب دان بيرى رئيس جمعية الصحفيين الأجانب في دولة الاحتلال الإسرائيلي، خارطة طريق لحل القضية الفلسطينية، قوامها اتخاذ اسرائيل سلسلة من الخطوات الجريئة أحادية الجانب، وتعويضات بقيمة 100 مليار دولار للفلسطينيين، ورفض حق عودة الأحفاد، مع السماح بعودتهم لدولة فلسطين الجديدة، واعتراف إسرائيل بدولة فلسطين.

واعتبر الكاتب بيرى في مقال له نشره موقع “زمن إسرائيل”، إن هذا الخيار هو الأقل سوءا لإسرائيل رغم أنه لن يرضي جميع الإسرائيليين.

وقال الكاتب:” يعتقد معظم العالم ونصف الإسرائيليين أن احتلال الضفة الغربية يمثل كارثة؛ لكن لا أحد يعتقد أن إنهاء احتلال هذه المنطقة بالاتفاق مع الجانب الفلسطيني أمر ممكن.

وأضاف، أنه هناك بعض الحقائق على الأرض والافتراضات والتي لابد أخذها بعين الاعتبار، وعلى رأسها أن هناك مصلحة لإسرائيل في الحفاظ على الغالبية اليهودية، والمستوى الحالي يمثل 80% وهو الحد الأدنى المطلوب لاعتبار إسرائيل دولة يهودية، وأن الاحتلال الدائم للضفة الغربية يعرقل تحقيق هذه المصلحة.

وأشار إلى أن الطموح اليمني المتشدد برحيل الشعب الفلسطيني وإنهاء وجودة أمر غير أخلاقي وغير قابل للتطبيق على أرض الواقع، والجهود المبذولة لفرض مثل هذا الأمر ستلحق بجميع الأطراف الخراب.

ولفت إلى أن اتفاقات الهدنة لعام 1949، أو ما يعرف بحدود ما قبل 1967 أو الخط الأخضر، كلها ليست مقدسة. بمعنى آخر، يتم كسرها أو عدم الالتزام بها، منوهاً إلى أن خط الهدنة هذا يمنح إسرائيل 78٪ من فلسطين تحت الانتداب البريطاني بعد بتر إمارة شرق الأردن عام 1921. ومطالبة الشعب الفلسطيني بالاستقرار والتوطن في الجزء الباقي هو أمر صعب.

ورأى أن تمتع المنطقة الفلسطينية (أ) بالحكم الذاتي أفضل بكثير من احتلال عسكري خالص ولكن ما يعد إشكالية هو وجود ملايين ممن يقبعون تحت السيطرة الإسرائيلية دون حقوق التصويت في إسرائيل (وهو ما سيطلبونه في النهاية).

وشدد على وجوب معالجة المخاوف الإسرائيلية بشأن شن هجمات من الضفة الغربية بجدية. لكن من غير الواقعي الافتراض أن الاحتلال الدائم للسكان المضطهدين والمحرومين في الضفة (على الرغم من الحكم الذاتي) سيؤدى إلى عنف أقل. على حد تعبيره.

ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني يعاني من القسوة والظلم، والسلطة الفلسطينية ليست في عجلة من أمرها لإنهاء الاحتلال، معتقدة أن النتيجة الافتراضية هي حل الدولتين، الأمر الذي قوض جهود السلام، على حد قوله.

واقترح الكاتب بيرى، أن خارطة الطريق المحتملة، تضم بمقتضاها “إسرائيل” عددا من المستوطنين والمستوطنات في الضفة الغربية؛ أي نقل ما لا يزيد على 15٪ من الضفة إلى داخل “إسرائيل “وهذا سيترك أقل من 100 ألف مستوطن ومستوطنة خارج حدود الدولة اليهودية.

وأضاف، أن يتم تعويض الجانب الفلسطيني بتعويضات مالية سخية (ربما 1.5: 1) في اتفاق سلام نهائي مستقبلي ومثل هذا السعر عادل بالنظر إلى أنهم سيحصلون على أرض صحراوية في النقب.

وكذلك تعويض المستوطنات والمستوطنين العالقين بسخاء، نصف مليون دولار لكل شخص بالغ وربع مليون لكل طفل أو طفلة، بإجمالى نحو 40 مليار دولار وهذا هو ثمن الخطأ الاستراتيجي الهائل؛ مع إجبار من يرفض على المغادرة أو تركه في الخلف خارج الحدود اليهودية.

وبعد ذلك توافق إسرائيل، على الاعتراف بدولة فلسطين على طول هذه الحدود المؤقتة، والتي ستشمل أيضا قطاع غزة.

وأضاف، أنه بمقتضى الخطة تقود “إسرائيل” حزمة مساعدات سخية وطويلة الأجل لفلسطين، مع حوافز رئيسية للتعاون؛ ويجب أن تكون مساهمتها بمليارات الدولارات سنويا ــ بشرط عدم القتال ــ وستصبح “إسرائيل” أيضا مدافعة عن فلسطين في المنتديات الدبلوماسية والتجارية العالمية.

ورغم ذلك فسيبقى “الجيش الإسرائيلي” على المدى القصير، في المواقع الرئيسية في الضفة الغربية مع إزالة جميع قيود السفر غير الطارئة ونقاط التفتيش داخل فلسطين. في الوقت نفسه، سيتم إنشاء آلية دولية للبحث بحسن نية عن بدائل مثل قوة من الناتو أو من جامعة الدول العربية. فلن يكون هناك تسامح على الإطلاق مع الفصائل شبه العسكرية في فلسطين.

وبعد تنفيذ ذلك، توافق إسرائيل على التفاوض بشأن الحدود بشكل أفضل عندما يصبح الجانب الفلسطيني مهتما أو قادرا على تحقيق اتفاق سلام رسمي.

وشدد على أن الخطة لن تشمل حق عودة ملايين أحفاد اللاجئين الفلسطينيين، مثلما لم يعد اليهود إلى العراق، والألمان لم يعودوا إلى سوديتنلاند والهندوس لم يعودوا إلى باكستان. لكن سيكون هناك تعويض مالي سخى (ربما 10 آلاف دولار لكل حفيد أو حفيدة) مع الحق في العودة إلى فلسطين الجديدة.

ونوه الكاتب بيرى إلى مسألتين تتطلبان اهتماما خاصا، وهما: قطاع غزة، حيث أن غزة لا تشكل أي خطر ديموغرافي، لكن الوضع هناك يجب احتواؤه وإلحاقها بفلسطين، والمسألة الثانية وهي مدينة القدس، لأنه من الناحية النظرية فلا يمكن لإسرائيل أن تبقى الحال كما هو عليه الآن، لأن هذا من شأنه سيمنع التعايش ليس مع الشعب الفلسطيني فحسب، بل مع جميع أنحاء المنطقة. لكن من الناحية العملية يمكن للبلدة القديمة: دعوة اللاعبين المسلمين الرئيسيين للمساعدة بنشاط في إدارة البلدة القديمة.

وأكد الكاتب بأنه إذا تبنت الحكومة الاسرائيلية هذه المبادرات، فسوف يتم تبنيها على الفور من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومعظم العالم العربي.

واعتبر أن قول البعض من الاسرائيليين أن ثمن هذه الخطة لا يمكن تحملها كونها تتطلب 100 مليار دولار، فإن الناتج المحلى الإجمالي السنوي لإسرائيل يبلغ 400 مليار دولار، إلى جانب أن العالم الذي أنفق الملايين على كورونا لن يقف مكتوف الأيدي وسيساعد بما في ذلك العالم العربي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

مواضيع ذات صلة

atyaf logo