حوار مدير معهد أريج للأبحاث التطبيقية جاد اسحق: حكومة المستوطنين الحالية لا تؤمن بتسليم سنتيمتر واحد للفلسطينيين

مدير معهد أريج.jpg
مدير معهد أريج.jpg
  • الائتلاف الحكومي الإسرائيلي داعم للمستوطنين وتوسيع المستوطنات.
  • الطرق الالتفافية الرابطة للمستوطنات تصادر آلاف الدونمات من الفلسطينيين.
  • الاحتلال يقتل حلم الدولة بمصادرة أراضي الأغوار المتوقع إقامة مطار فلسطيني فيها.
  • الاحتلال جعل إقامة مطار فلسطيني في الأغوار أمراً مستحيلاً.
  • عام 2021 الأعنف في عمليات هدم منازل الفلسطينيين من قبل الاحتلال.

قال مدير معهد أريج للأبحاث التطبيقية جاد اسحق إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي الحالية التي يقودها اليميني نفتالي بنيت، هي حكومة مستوطنين ولن تعطي الفلسطينيين المجال للسيطرة على سم واحد من الأراضي بل هي تسعى لتكثيف الاستيطان وتوسيعه.

وأكد اسحق في مقابلة خاصة مع موقع “زوايا“:” من الواضح أن حكومة بنيت هي حكومة تؤيد الاستيطان ولن تُسلم “سم” واحد للفلسطينيين، وخطته منذ أن كان وزيراً للتربية والتعليم سابقاً، قائمة على أن دولة فلسطين هي فقط في قطاع غزة، بينما غور الأردن سيبقى تحت السيادة “الإسرائيلية” إضافة إلى توسيع المستوطنات هو الهم الرئيسي له في المرحلة القادمة.

وتابع اسحق بأنه خطة نفتالي بنيت كانت تقوم على فرض السيطرة الإسرائيلية على منطقة “ج” ومنح إقامة للفلسطينيين في هذه المناطق وحكم ذاتي للفلسطينيين في منطقة “أ و ب” وعدى ذلك لن يسلم أي سم للفلسطينيين وبالتالي هي حكومة مستوطنين ولا يوجد أي مؤشر حتى الان يقول عكس ذلك.

وأضاف:” وهم يحاولون تطبيق أكبر ما يكمن من وقائع على الأرض لإثبات حشر أكبر عدد من الفلسطينيين بمعنى 92 بالمئة من الشعب الفلسطيني حالياً في مناطق “أ وب”، ومحاولة السيطرة على مناطق “ج” من خلال شبكة طرق مخيفة جعلت من جميع المستوطنات جزء من “إسرائيل”.

وأوضح اسحق بأن هناك نظام فصل عنصري واضح في الطرق، وتم مصادرة آلاف الدونمات وتوسيع الشوارع الاستيطانية، فشارع 60 بيت لحم يعتبر طريق سريع دولي بعرض 100 متر والجرافات تقوم بمصادرة آلاف الدونمات لتحقيق ذلك، وهي جزء من الخطة التي وضعتها وزيرة المواصلات السابقة ميري ريغف لربط مستوطنات الضفة الغربية في “إسرائيل”.

الواقع الجغرافي وكم بقي من مساحة الضفة غير مصادرة

وأشار اسحق بأنه حتى الان 75 بالمئة من منطقة “ج” تمت مصادرتها لم يتبق لنا إلا 25 بالمئة من المنطقة “ج” بالإضافة إلى “ا وب” وهي 38 بالمئة، بمعنى جميع ما يتوفر للفلسطينيين لا يتجاوز 45 بالمئة من الضفة الغربية في حين المستوطنين يسيطرون على ما تبقى.

وحول الاستيلاء على منطقة مطار قلنديا، أضاف سحق :” واضح جدا أنه لن يكون هناك أية إمكانية لإعادة مطار القدس الدولي لأنه سيتم استهدافه ب 15 وحدة استيطانية، وهي كانت حسب خطة ترامب ستكون منطقة مخصصة للسواح العرب لتكون نقطة انطلاق لهم لزيارة القدس فقط لا غير”.

وتابع:” المخطط الفلسطيني يتحدث عن إقامة مطار في منطقة الأغوار بمنطقة البقيعة، لكن “إسرائيل” تحاول حالياً السيطرة على هذه المنطقة لمنع إقامة أي مطار بمعنى أن يكون هناك حكم ذاتي للفلسطينيين ولكن “إسرائيل” تسيطر على الحدود والمعابر والطرق وغيرها”.

قطع التواصل الجغرافي الفلسطيني

وأكد اسحق بأنه لا يوجد تواصل ما بين المناطق الفلسطينية، بعد أن تم تنفيذ مخطط الطرق الاستيطانية، حيث كانت أساسا شبكة الطرق الفلسطينية شمالا وجنوبا بينما “إسرائيل” تسعى لخلق شبكة طرق شرق غرب من منطقة غور الأردن إلى وسط الضفة ثم إلى “إسرائيل”.

وعن شبكة الطرق، أردف اسحق بأن تل ابيب حسب مخطط الطرق لها في بداية العام 2020 شملت الطرق التالية طريق التفافي “إسرائيل” رقم 60، طريق حوارة الالتفافي طريق بيت أمر العروب الالتفافي وطريق 55 وطريق 6 ورقم 60 ربط كامل، طريق مدخل قلنديا الان بعد إقراره، وطريق رقم 437 وطريق من منطقة هداسا وبيت لحم ثم إلى الأغوار وثم طريق من منطقة الأغوار وطريق 446 ستة في مودعين الذي وضع للمصادقة وطريق ارئيل تفوح أصبحت الان 550 وتصادر عشرات الالاف من الدونمات.

وبالإضافة إلى مصادرة آلاف الدونمات لهذه الطرق أشار اسحق إلى أن هناك ما يطلق عليه حماية لها بمعنى مساحة 75 متراً يمينا ومثلها شمالاً أي 150 يمنع فيها أي نشاط فلسطيني بناء أو غيره.

2021 الأعنف بعمليات الهدم

وأظهرت الإحصاءات حول عمليات الهدم حسبما أكد اسحق أنه خلال العام 2021 حتى الان منذ بداية العام كان أكبر عدد من هدم البيوت يتم في جملة السنوات السابقة، فمثلاً إذا نظرنا إلى عملية هدم المنازل في الضفة الغربية هذا العام 217 منزل حتى شهر حزيران، وإذا بقي الحال كما هو سيكون الرقم إذا حسبنا ما جرى حتى شهر حزيران أقرب إلى 430 منزلاً سيتم هدمهم، وهو أكبر عدد في السنوات من 2015 حتى الان، حيث كانت معدلات الهدم في عام 2015 ، 231 وفي العام 2016 كان 279 وفي عام 2017 كان 205 وفي عام 2018، 144 وفي عام 2019 كان 277، وفي عام 2020 طول السنة كان 229.

مراقبة البناء الفلسطيني في مناطق “ج”

وقال اسحق إن مؤسسة ريغفيم هي من تقوم بالمراقبة وهي ذراع للمستوطنين، ولكن الأخطر من هذا أصبح مجلس المستوطنات هو من يصدر أوامر منع البناء وليس “الإدارة المدنية” أو جيش الاحتلال، فأصبح مجلس المستوطنات يعطي لنفسه الحق في إصدار أوامر بالهدم، وهذا ما حصل في الفترة الأخيرة عندما وزعوا أوامر باسم مجلس مستوطنات “يهودا والسامرة”.

البؤر الاستيطانية لتوسيع نفوذ المستوطنات

وتطرق اسحق إلى أن الخطة التي تقوم بها “إسرائيل” هي توسيع منطقة نفوذ المستوطنات، وتوسيع مناطق النفوذ حتى لا يقوموا بالإجراءات القانونية اللازمة من أجل توسيع أي مخطط هيكلي، لتضم البؤر الاستيطانية للمستوطنات، وأدى ذلك إلى أن نسبة المخططات الاستيطانية لم تتجاوز 3 بالمئة، ولكن عندما وسعوا مناطق النفوذ أصبحت حوالي 9 ونص بالمئة من مساحة الضفة الغربية.

وأكد اسحق بأن هذه طريقة جهنمية لسرقة الأرض وتوسيع المستوطنات وشرعنة البؤر وعددها 220 بؤرة في الضفة الغربية، كما أن هناك بؤر جديدة تسمى الرعوية لأنه ليس لديهم أعداد من المستوطنين لتعبئة المناطق الشاسعة التي يسيطرون عليها، فأصبحوا يجلبون ماشية أغنام وأبقار ويعتبرونها بؤر رعوية خاصة في منطقة الاغوار التي تضم حوالي 10 بؤر رعوية إضافية استولت على ما يقارب 20 الف دونم.

المصدر : خاص زوايا
atyaf logo