عمرو موسى : حتى لا يخرج العرب من التاريخ عليهم التعاون معاً

عمرو موسي
عمرو موسي
  • عمرو موسى: يجب أن يكون للعرب دوراً بارزاً في النظام العالمي الجديد.
  • عمرو موسى: لو كان هناك حكماً عربياً رشيداً لما سقط أي نظام أبداً.
  • عمرو موسى: حل المشاكل والقضايا العربية يتمثل في الحكم الرشيد.
  • عمرو موسى: حل القضية الفلسطينية أساس استقرار المنطقة والعالم.
  • عمرو موسى: النفوذ الإيراني التركي في المنطقة العربية سببه ضعف العرب.
  • عمرو موسى: ارتكبنا اخطاء كثيرة في الماضي.
  • عمرو موسى: الأوبئة وتغير المناخ أصبحا الى جانب السلاح يهددان الامن والسلم الدولي.

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى، أن جميع العرب منشعلون بالوضع العربي وبمستقبل المنطقة وقضايا العالم العربي من تنمية وديمقراطية وغيره.

وقال عمرو خلال ندوة فكرية نظمتها مؤسستي زوايا للفكر والإعلام وبال ثينك للدراسات الاستراتيجية، شارك فيها نخبة من الكتاب والصحفيين الفلسطينيين والعرب:” لا أحد سيخرج العرب من التاريخ، مستدركاً أن هذه قضية ليست مسلمة، مضيفاً، أنه إذا أراد العرب أن لا يخرجوا من التاريخ فعليهم أن يتعاونوا سويا استراتيجيا ويفهموا الظروف الصعبة التي يمر بها العالم والمنطقة، وفي نقطة اولة يدركوا أن هناك تغيراً جذريا في نظام العولمة ومعانيها ومضامينها وتفاصيلها وأطرافها، والنقطة الثانية معرفة التطور الكبير في “النظام متعدد الأطراف” الذي استند إليه العرب طوال النصف الثاني من القرن العشرين، ولم تصبح منابره مضمونة لا في إطار القانون الدولي، ولا في إطار الحلول السياسية، والأمور كلها أصبحت رهن تطورات ليس للعرب أي سيطرة فيها.

وتابع، أن النقطة الثالثة تتمثل في أولويات المشاكل المطروحة كالأوبئة والمناخ، لافتاً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بعد ظهور وباء كورونا، دعا مجلس الأمن الدولي لإعادة النظر في تعريف التهديدات التي تواجه السلم والامن الدوليين، لافتاً إلى أن تهديد السلم والامن الدولي لم يصبح فقط باستخدام السلاح مع أو ضد هذه الدولة أو داخلها أو خارجها، ولم يصبح فقط يتعلق بالنزاعات الدولية التقليدية، وإنما أصبحت الأوبئة كفيروس كورونا تهديدا للسلم والأمن الدوليين الخاص بالبشرية كاملة.

وأضاف، إلى أن ظاهرة تغير المناخ، تشكل تهديداً كبيراً للسيادة في العالم وسلامة الأراضي وللثروات الطبيعية وربما يغير من الجغرافيا نفسها بنشوء ممرات جديدة وأنهار جديدة وشواطئ مختلفة (..) الأمر الذي سيؤثر على الكثير من البشر وحقوقهم وحياة الكثير من الشعوب.

وأوضح، أن حديث الأمين العام للأمم المتحدة عن الأوبئة وتغير المناخ كتهديد للسلم والأمن الدوليين، يفتح الباب لإعادة تعريف تهديدات السلم والأمن.

واعتبر موسى، أن تغير الأولويات ودخول تعريفات جديدة للسلم الدولي أصبح مفتوح لنقاش واسع. والمقصود منه تنشيط دور مجلس الامن في إطار أجندة وأولويات جديدة، مشدداً على ضرورة أن يكون العرب ممثلين فيه، بمعنى أن لا يترك الأمر للدول العظمى أو لجان مصغرة تحدد الاولويات الجديدة، أو لدور مجلس الامن نفسه، وهذا ينطبق على الجمعية العامة وكل فروع الامم المتحدة التي تدير النظام الدولي.

وتساءل موسى، أين نحن كعرب من كل هذا؟ مشيراً إلى أنه اقترح في أكتوبر 2010 أثناء توليه أمانة الجامعة العربية، البدء في مناقشة الموضوعات المطروحة من وجهة نظر العرب، كتغير المناخ ومدى تأثيره على الشواطئ العربية وهو ثابت انها ستؤثر، في شرق المتوسط والبحر الاحمر وفي شواطئ المحيط الهندي ومداخل الخليج … إلخ، لإعداد أنفسنا له، وضرورة أن يكون لنا موقف كعرب أو على الأقل نظرة وخطة للتعاون بين الدول العربية في مواجهة الأوبئة.

ونوه إلى أنه يجب أن نضع في اعتبارنا كعرب، أن الحياة تتغير، وأن النظام الاقليمي في منطقتنا والذي بدأ بعد الحرب العالمية الثانية، يوشك على الدخول في نهايته، ولذلك لابد من التفكير في نظام إقليمي جديد، يقوم على أكثر من نقطة، أساسه أن الشعوب العربية في المنطقة يشكلون الأغلبية، وصوتنا يجب أن يكون مرتفعاً بقيادة عملية إعادة النظر.

وقال:” نحن كعرب في مواجهة تحدي كبير علينا أن نصوغ نظاما اقليمياً جديداً حتى لا يفرض علينا من الغرب كما حصل سابقاً في اتفاق سايكس بيكو والنظام العثماني من قبل.

وأضاف، أن النظام الاقليمي الجديد وجوهره المجموعة العربية، لا يعني إنهاء الجامعة العربية مطلقاً، مشدداً على أن الجامعة العربية يجب ان تبقى باقية لحين الاتفاق والتعاون العربي على نظام عربي جديد.

وأشار إلى أنه اقترح في أكتوبر 2010 إطلاق نظام للجوار العربي، تحت مسمى (رابطة الجوار العربي)، يتم خلاله دعوة الدول غير العربية بشروط معينة للمشاركة مع الجامعة العربية والمساهمة في رسم أوضاع اقليمية جديدة، مع الأخذ في عين الاعتبار وضع شروط أمام إسرائيل أهمها الحل السليم للقضية الفلسطينية، والجلوس مع إيران ومناقشة المشاكل معها بسبب سياساتها واختلافاتنا وما تراه عدد من الدول العربية ان هناك تعب من سياسات إيران، لكنها خطة لم تنل إعجاب عدد من الملوك والرؤساء في ذلك الوقت.

ونوه عمرو موسى إلى أن ما طرحه حول النظام الاقليمي الجديد شيء، والقضايا المطروحة شيء آخر، وفي القلب منها القضية الفلسطينية، والتي لا يصح للضمير العربي أن يتنازل عنها، لأن المسألة تتعلق باستقرار منطقة الشرق الأوسط كلها، مشدداً على أنه اذا لم تحل القضية الفلسطينية أو وضعها على مائدة تفاوض صحيحة وبسقف زمني معين وبإشراف دولي، والاشراف الأعلى لمجلس الامن الدولي، الذي يجب أن يتابع كل ثلاثة اشهر في جلسة خاصة نتائج المفاوضات، حتى لا نكرر خطأ مفاوضات التسعينات، والتي وقعنا فيها في مصيدة التفاوض القائم على المماطلة الاسرائيلية وطرح أمور لمضيعة الوقت حتى يتمكنوا لإعادة تشكيل العناصر الرئيسية للقضية الفلسطينية (الارض، وبناء المستوطنات عليها وضم بعضها وإضاعة وقت العرب).

ورأى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، أنه لا بد من الاتفاق بين العرب على التعاون لقيادة النظام الاقليمي الجديد، وحل القضايا القائمة.

في ذات السياق، أشار عمرو موسى إلى أن الأوضاع الجديدة وصراع النفوذ الإيراني التركي على العالم العربي، سببه الضعف العربي الشامل، حيث النفود الإيراني في أربع دول عربية (العراق سوريا لبنان اليمن)، وكذلك تركيا التي تزيد نفوذها في المنطقة.

وأوضح أن الضعف العربي الشامل لم يأت صدفة، بل جاء بمخطط بعد الحرب العالمية الثانية باتفاق سايكس بيكو وغيره، وافتقاد الرشد في كثير من أنحاء العالم العربي لعقود، بحيث ضعفت الاساس التي تقوم عليها المجتمعات من تعليم وصحة وثروة وقوة.

وحذر موسى، من وضع الضعف العربي الشامل على شماعة التدخل الأجنبي، لأن العرب فشلوا في صياغة حياة اقليمية عربية سليمة تقوم على التعليم والصحة … بما في ذلك الديمقراطية والمواطنة والابتعاد عن شوائب الماضي التي اضرت بنا وبثقافتنا.

وأقّر أمين عام الجامعة العربية الاسبق عمرو موسى، بارتكاب العرب أخطاء كبيرة جداً، وشدد على أنه لو كان هناك حكم عربي رشيد لما سقط أبدا، حتى لو كان حجم التدخل الاجنبي عشر أضعاف ما كان، لأن الشعوب حينها تكون راضية ومؤيدة للحكم الرشيد.

وأوضح أن علاج القضايا العربية يتمثل في الحكم الرشيد، والمواطنة والمساواة والحرية والديمقراطية.

المصدر : خاص زوايا

مواضيع ذات صلة

atyaf logo